الجيش السوداني يتبرأ من قيادات البشير بعد بيان "الفتنة"
جدل كبير أثاره بيان أحمد هارون المسؤول السابق بنظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير الليلة الماضية.
هارون أعلن في بيان صوتي أذاعته قناة "طيبة" السودانية أنه ومسؤولين آخرين بنظام البشير خرجوا من سجن كوبر بالخرطوم الذي كانوا محتجزين فيه، وأنهم سيتولون حماية أنفسهم بأنفسهم، ودعا عناصر قوات الدعم السريع للانضمام إلى قوات الجيش وترك قوات الدعم السريع "التي ثبت أنها تقودهم إلى مشروع أسري وشخصي فقط".
إلا أن القيادة العامة للقوات المسلحة تبرأت مما جاء في بيان هارون، في بيان جديد نشرته على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، قدمت فيه روايتها لما حدث في سجن كوبر.
وبحسب بيان القيادة العامة فإن بعض السجون شهدت اضطرابات خلال الأيام الماضية، بعد اقتحام قوات الدعم السريع لسجون الهدى وسوبا والنساء بأم درمان، وإجبار شرطة السجون على إطلاق سراح النزلاء بعد قتل وجرح بعض منسوبي الشرطة، على حد قول البيان.
وقال البيان إن "إدارة سجن كوبر تصرفت بإطلاق سراح نزلائه بسبب انقطاع خدمات المياه والكهرباء والإعاشة مما خلق تهديدا إضافيا على الأمن والطمأنينة العامة بمدينة الخرطوم، ويخشى من تمددها إلى ولايات أخرى بدأ نزلاء سجونها المطالبة بإطلاق سراحهم أسوة بما جرى ببعض سجون ولاية الخرطوم، وما قد يترتب على ذلك من فوضى وانتشار للجرائم خاصة وأن بعض هؤلاء النزلاء محكومون أو منتظرون بموجب جرائم جنائية خطيرة".
وأضاف البيان "توضح القوات المسلحة لأبناء شعبنا أن سلطة إدارة والإشراف على سجون البلاد هي خارج نطاق اختصاصها وتقع تحت مسئولية وزارة الداخلية - إدارة شرطة السجون".
واتهم البيان قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن خلق هذ الوضع المعقد خاصة ما يتعلق بعدم استمرار الخدمات، مضيفا "خاصة وأنهم يسيطرون على عدد من مهندسي المياه والكهرباء ويمنعونهم - أو يجبرونهم على تخريب مرافق الخدمات للمواطنين والمؤسسات في مسعاهم إلى تعطيل الدولة".
وأعربت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية عن انزعاجها الكبير لهذه الأحداث وما قد يترتب عليها من خطر عظيم جراء انفراط عقد الأمن، وأهابت بالمواطنين أخذ الحيطة والحذر جراء هذا الوضع، مؤكدة أنه لا مصلحة للجيش في خروج النزلاء من سجونهم بهذه الطريقة التي تضع أمن الناس وطمأنينتهم على المحك.
وتبرأت قيادة الجيش من أي بيانات تصدر من أي جماعة أو أفراد خرجوا من هذه السجون بتلك الطريقة، وقالت "بما فيها بيان أحمد هارون المحتجز على خلفية بلاغات سياسية، والذي نستغرب جدا إشارته فيه للقوات المسلحة، إذ لا علاقة لها بأحمد هارون ولا بحزبه السياسي أو بإدارة سجون البلاد التي تقع في نطاق مسئولية وزارة الداخلية والشرطة السودانية".
وجاء بيان قيادة الجيش الذي تبرأت فيه من بيان هارون وما جاء فيه لتنفي عن نفسها أي صلة مع تنظيم الإخوان باعتبار هارون أحد قيادات النظام السابق المحسوب على الإخوان.
وتتهم قوات الدعم السريع، قيادة الجيش، منذ بداية الصراع بين الجانبين، بأنها ترغب في إعادة النظام السابق للحكم.
بيان هارون
وقال أحمد هارون المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في بيانه الليلة الماضية "ظللنا كقيادات لثورة الإنقاذ الوطني بمحبسنا في سجن كوبر تحت تقاطع نيران المعارك الدائرة الآن لمدة 9 أيام، نتشارك تلك الظروف الأمنية الاستثنائية وانعدام مقومات الحياة من انقطاع الكهرباء والمياه والطعام والرعاية الصحية حتى للجرحى جراء تساقط النيران وسط السجون والنزلاء، مما أدى إلى وفاة العديد وإصابة آخرين".
وأضاف المسؤول السابق في نظام عمر البشير، أنه "بانفجار الأوضاع داخل السجن بخروج كل النزلاء يوم الأحد 23 أبريل/نيسان الجاري، من السجن عنوة، ظللنا بالسجن حتى خلا من نزلائه وسجانيه، عدا قلة لا تتجاوز العشرة من قادة وضباط وأفراد السجن"، على حد قوله.
وأشار أحمد هارون، إلى أنه "بناء على طلب القوة المتبقية من قوة السجون، تحركنا لموقع آخر خارج السجن تحت حراسة محدودة لا تتعدى الثلاثة من تلك القوى، على أمل أن تتحصل سلطات السجون على أمر قضائي بالإفراج عنا، حسب إفادتنا، لنواجه مع جماهير السودان ظروفه تحدياته، فلم تعد هناك سجون قائمة ولا مقار لمباشرة أجهزة ووكالات إنفاذ القانون لمهامها"، على حد زعمه.
وأضاف: "إزاء عدم صدور الأمر القضائي المستحق قانونا لأسباب غير قانونية نفصح عنها لاحقا، وفي ظل تسارع الأحداث وازدياد حدة الاشتباكات وتعاظم النذر والمخاطر من حولنا، وفي ظل انشغال السلطات الأخرى في المعارك الدائرة الآن، فقد اتخذنا قرارنا الخاص بنا، بأن نتحمل مسؤوليتنا في حماية أنفسنا بأنفسنا".
وتابع قائلا "نحن جاهزون للمثول أمام السلطة القضائية متى ما تمكنت من القيام بمهامها هي وأجهزتها المساندة لها، ثقة منا في سلامة موقفنا القانوني".