مبعوث «إيغاد» يرسم لـ«العين الإخبارية» ملامح خارطة الطريق الأفريقية لحل أزمة السودان

الأزمة لا تحسم بالسلاح، بل بحل يملكه السودانيون وتدعمه الرعاية الإقليمية والدولية،ذلك هو الإطار الذي يحدده مبعوث إيغاد الخاص للسودان.
ففي مقابلة خاصة أجرتها معه "العين الإخبارية"، كشف مبعوث الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية "إيغاد" الخاص بالسودان، لورنس كورباندي، عن أبرز القواسم المشتركة التي تجمع رؤية المنظمة والاتحاد الأفريقي لإنهاء النزاع في السودان.
قواسم تلتقي مع المقترحات التي تقدمت بها دول الرباعية الممثلة في الولايات المتحدة والإمارات والسعودية، ومصر، عبر خارطة طريق تم الإعلان عنها في 12 سبتمبر/أيلول الجاري في واشنطن.
وحدة السودان
وقال كورباندي: "كشركاء إقليميين متفقين على وحدة وسيادة السودان وأن الحل يكمن في البيت الأفريقي بمساعدة شركائنا الدوليين".
مضيفا "ونتفق كذلك مع دول الرباعية، على تجنيب السودان من الانزلاق نحو الفوضى عبر إجراء حوار عميق بين المكونات السياسية للوصول إلى الحل المفضي لقيام سودان يلبي طموحات أبنائه".
وشدد "نؤمن بأن لا وجود لأي حل عسكري لهذا الصراع ، وعلى هذه الأسس نعمل سويا كشركاء".
هدنة الرباعية
وكانت الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر، قد دعت، الجمعة، إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر في السودان، لتمكين وصول المساعدات الإنسانية على وجه السرعة على أن يتبعها وقف دائم لإطلاق النار.
جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته الدول الأربع، في أعقاب مشاورات مكثفة بشأن الصراع في السودان، أجراها وزراء خارجيتها بناء على دعوة من الولايات المتحدة الأمريكية، أكدوا فيه أن هذا الصراع تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأنه يشكل مخاطر جسيمة على السلم والأمن الإقليميين.
واقترحت فيه خارطة طريق لإنهاء الصراع، ودعت إلى وقف دائم وفوري لإطلاق النار عقب الهدنة وإلى عملية انتقالية مدتها تسعة أشهر لإرساء نظام حُكم يقوده المدنيون.
وقالوا "لا يوجد حل عسكري يمكنه النجاح لهذا النزاع، والوضع القائم يوجد معاناة غيرمقبولة ومخاطر على السلم والأمن".
حرب السودان قضية أولى في أفريقيا
الدبلوماسي والقانوني الجنوب سوداني لورنس كورباندي، والذي قامت "إيغاد" بتعيينه مبعوثا خاصا للسودان في مارس/آذار 2024 وذلك للدفع بجهود تحقيق السلام وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتحاربة، أكد خلال حديثه مع "العين الإخبارية"، على أن الحرب في في هذا البلد تعتبر هي القضية الأولى في أفريقيا لما لها من تأثير على كل دول الإقليم والقارة بأكملها.
وأوضح بأن هذه القضية ينبغي أن لا تتحول إلى "مشاريع سياسية" تؤدي إلى إطالة أمدها مما يزيد من معاناة الشعب السوداني.
وتابع: "لقد رحبنا في البيان المشترك مع الاتحاد الأفريقي بما جاء في بيان الرباعية ونحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل مع كل الأطراف الإقليمية والدولية من أجل وضع حد للأزمات المتفاقمة في السودان، سواء على المستوى الإنساني أو العسكري أو السياسي".
"نحن في إيغاد نعمل مع كل الشركاء لحل الأزمة، ودائما قلنا إن الحل والعملية المفضية إليه هي ملكية سودانية ونضع أنفسنا كمسهلين لهذه الإجراءات".
جولات أديس أبابا
وفيما يتعلق بانخراط الاتحاد الأفريقي و"إيغاد" في الإعداد لجولة مشاورات مع عدد من المكونات والتحالفات السياسية الفاعلة في السودان، الشهر المقبل، في مقر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أشار كورباندي إلى أن هذه المشاورات "هي استمرار لما بدأناه منذ العام الماضي مع الكتل والتنظيمات السياسية في السودان".
وتهدف هذه المشاورات- بحسب المسؤول الأفريقي- إلى التنسيق بين كافة الائتلافات السياسية والفاعلين في المشهد السوداني، لتقديم رؤية موحدة تجاه ما يحدث".
وبالنسبة لكورباندي، فإن إحدى أسس حل الصراع السوداني، هي وجود اتفاق-على الأقل حد أدنى - يعزز من فرص الحوار والتواصل بين جميع القوى ، بالإضافة إلى أهمية وجود توافق بين الأطراف السودانية يخفف من الأزمة الانسانية، و يُفضي بطبيعة الحال إلى وقف إطلاق النار، ومن ثم يدفع الأطراف السودانية إلى الانخراط في حوار سياسي شامل ".
وأنهت قوى سياسية سودانية، في فبراير/شباط الماضي، مشاوراتها في أديس أبابا دون التوصل إلى توافق، خلال جولة مشاورات عقدها الاتحاد الأفريقي للقوى السياسية الرئيسية في السودان في مساعٍ لتوحيد رؤية تمكّن من استعادة المسار السياسي بعد الحرب.
وطبقا لتقارير صحفية سابقة، تباينت الرؤى بين مجموعة تحالف “صمود” والمجموعات السياسية المساندة للجيش السوداني حول عدد من القضايا ، بما فيها مكان انعقاد الحوار.
إذ تمسكت المجموعات المساندة للجيش بعقد الحوار داخل السودان بعد ضمان وقف إطلاق النار، بينما ترى “صمود” عقده في عاصمة محايدة وبإشراف دولي.
وفي بيان سابق، أكدت “صمود” أهمية المشاورات التي نظمها الاتحاد الأفريقي، وأشارت إلى استمرار المساعي لتصميم عملية سياسية تشمل كل الأطراف ما عدا حزب المؤتمر الوطني – الذراع السياسي للتنظيم الإخواني وواجهاته في السودان.
عوائق في طريق الحل
وعن أبرز المسببات التي ظلت تقف عائقا في طريق حل الأزمة السودانية، يرى المبعوث الدبلوماسي الخاص بـ"إيغاد"، أنها تتمثل في:
تدويل القضية السودانية وتحويلها إلى مشاريع سياسية وفقا لمصالح بعض الكيانات.
عدم تنسيق المبادرات ما بين الدول والمؤسسات الإقليمية والدولية.
إصرار الأطراف الداخلية في السودان على الحسم العسكري.
وأمام ذلك، لفت كورباندي إلى أن طريق الحل للأزمة السودانية بالنسبة لـ"إيغاد" يرتبط بالسودانيين أنفسهم أكثر من أي شئ آخر.
واعتبر أن "وحدة السودانيين كفيلة بوضع أي خارطة في مسارها الصحيح".
من هو لورنس كورباندي؟
عمل لورنس كورباندي مستشارا قانونيا لرئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت.
كما شغل منصب رئيس مفوضية حقوق الإنسان في جنوب السودان.
ويُعرف بعلاقاته الواسعة إقليميا ودوليا.
ويكتب كورباندي في الأدب والسياسة والاقتصاد، ولديه عدة مؤلفات أبرزها "دراسة في الأدب الأفريقي الحديث" وكتاب "جنوب السودان من الثورة إلى الدولة - آفاق وتحديات" وكذلك كتابه "مدخل إلى شعر المقاومة - أشعار من جنوب السودان".
ويتحدث الرجل الإنجليزية والعربية والإسبانية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز