السودان يبكي المهدي .. حداد شعبي ورسمي لانطفاء "قنديل الوعي"
خيمت حالة من الحزن على المشهد السوداني إثر رحيل زعيم حزب الأمة القومي وأحد أبرز السياسيين، الصادق المهدي، الذي توفي متأثرا بفيروس كورونا.
وتبارت مكونات رسمية وشعبية في نعي الإمام الصادق المهدي، معددة مآثره وإسهاماته الوطنية الممتدة لأكثر من نصف قرن، وحكمته التي جنبت السودان كثيرا من المالآت غير المحمودة.
وأعلن مجلس الوزراء السوداني حالة الحداد العام لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم وتنكيس الأعلام في جميع مرافق الدولة ومؤسساتها داخل البلاد، والسفارات السودانية في الخارج، حداداً على المهدي.
وأصدر مجلس السيادة الانتقالي بيانا رسميا يحتسب فيه المهدي، مؤكدا على أنه "رجل من أهل السودان الأوفياء، بذل نفسه خدمة للقضايا الوطنية والسياسية والإنسانية وظل عطاؤه متصلا طيلة عمره المديد".
كما نعى رئيس المجلس، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، زعيم حزب الأمة القومي.
وقال البرهان في تغريدة على حسابه الرسمي بتويتر، إن البلاد فقدت برحيله رمزا وطنيا وقائدًا سياسيا ساهم في صنع وتشكيل الحياة السياسية في السودان.
وأكد على أن الإمام الصادق المهدي ظلّ وفيًا طوال عمره لوطنه وشعبه.
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان حميدتي، إن البلاد فقدت سراج الحكمة والوعي الكامل بقضاياها وهمومها برحيل الزعيم الصادق الصديق المهدي.
وأضاف حميدتي في تدوينة على صفحته الرسمية بفسيبوك: "اليوم فقدت بلادنا الزعيم الصادق الصدّيق المهدي وانطفأ برحيله سراج الحكمة والوعيّ الكامل بقضايا وهموم هذا البلد".
وأضاف "كنّا ندّخرك للمواقف الصعبة والظروف السياسية المعقّدة التي تعيشها بلادنا".
وتابع "فقدنا اليوم بعض تاريخنا وملامحنا وتسامحنا السوداني الأصيل".
بدوره، نعى رئيس الحكومة السودانية، عبدالله حمدوك، بمزيد من الحزن والأسى للشعب الإمام الصادق المهدي، آخر رئيس وزراء منتخب في البلاد.
وشدد على أن "الراحل كان أحد أهم رجالات الفكر والسياسة والأدب والحكمة في بلادنا".
وقال حمدوك، في بيان، إن "المهدي كان دالةً للديمقراطية، ونموذجاً للقيادة الراشدة، وصفحةً من الحلم والاطمئنان في زمان نُحت فيه السخط وتوالت الخيبات على صدر كتاب التاريخ".
وأضاف "برحيل الإمام، انطفأ قنديلٌ من الوعي يستغرق إشعاله آلاف السنين من عمر الشعوب".
الغريم التقليدي للمهدي، زعيم الطائفة الختمية محمد عثمان الميرغني، أصدر بيانا من مقر إقامته بالقاهرة نعى الراحل الإمام، معددا إسهاماته في العمل الوطني في البلاد.
واعتبر وفاة الصادق المهدي خسارة كبيرة للسودان، وفقد للسياسة.
وقال إن "حياة الفقيد كانت حافلة بالعطاء والنضال في مختلف الميادين محليا ودوليا"، ووصفه بأنه كان من القيادات الوطنية المخلصة للوطن والمواطن.
وتابع: "عاش المهدي حياته مناضلاً من أجل الديمقراطية والحرية وكفالة حقوق الإنسان في السودان، لقد فقدت البلاد زعيماً وطنياً في مرحلة دقيقة كانت تحتاج إلى حنكته وخبرته".
وأردف الميرغني قائلا: "عملنا سويا في أوقات شديدة الصعوبة خلال سنوات الحكم وسنوات المعارضة في المعتقلات وفي المنافي ووجدت منه تفهما وتعاونا مكنا من إنجاز الكثير من المهام الوطنية".
وأكد على أن "المهدي كان من رموز السودان السياسية ومن أعلام البلاد الوطنية وظلت إسهاماته مستمرة في الشأن الوطني حتى مماته".
وأعرب الميرغني عن عميق حزنه، قائلا: "نطوي برحيل الصادق المهدي حقبة من تاريخ السودان حفلت بالإنجازات والإخفاقات على حد سواء، وتركت بصمات من التطور والحداثة في مختلف المجالات".
وانعكس الحزن السوداني على المهدي، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي إذ اتشحت الصفحات بالسواد وأصبحت صورة الراحل أيقونة لحسابات نشطاء الإنترنت في البلاد.
وأطلقت هيئة شؤون الأنصار، وهي الطائفة الدينية للمهدية، نداء لمحبي المهدي وجموع السودانيين، بأن يتقبلوا العزاء في أماكنهم تقديرا للظروف الصحية في البلاد وتفادياً لانتشار وباء كورونا.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjkwIA== جزيرة ام اند امز