حراك "الكنداكات".. هل تسحب "الأيادي الناعمة" الثقة من عسكر السودان؟
على وقع أزمة تتفاقم دخلت شهرها الثالث وخلفت أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد، تحركت "كنداكات" السودان لإيجاد حل لتلك المعضلة.
و"كنداكة" تعني "المرأة القوية"، وهو مصطلح برز خلال احتجاجات السودان التي أطاحت بحكم الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، كدليل على صمود نساء السودان خلال مشاركتهن بتلك الاحتجاجات والدور الكبير الذي لعبنه خلال تلك الفترة في العملية السياسية بالبلاد.
- بعد ساعات من هدنة جديدة.. السيسي يحث السودانيين على الالتزام
- السودان يتنفس هدنة.. هدوء يرفع سقف الآمال لـ72 ساعة
وامتدادا لهذا الدور دعت مجموعات نسوية القوى الوطنية بالسودان لدعم تكوين جبهة عريضة وصولاً للدولة المدنية وسحب الثقة من طرفي النزاع (الجيش وقوات الدعم السريع).
وأسفر هذا النزاع عن أعداد كبيرة من القتلى والجرحى كما فر الآلاف داخل البلاد وخارجها.
وقاد هذا الحرك النسوي مبادرة "سودانيات لبناء السلام المستدام" التي أعدت مذكرة لأمين عام الأمم المتحدة يتوقع تسليمها الأسبوع المقبل، فيما تجرى مشاورات حول إمكانية فتح المذكرة لتوقيع القوى السياسية في السودان.
وفي بيان منفصل، دعت المبادرة إلى "السعي الجاد لتكوين جبهة عريضة من جميع القوى السياسية لسحب الثقة من طرفي الصراع من المشهد السياسي والعسكري".
وأشارت، في بيان نقلته صحيفة "سودان تريبيون"، إلى أن "البلاد تمر بمنعطف خطير وانتهاك ممنهج لحقوق الإنسان منذ اندلاع الحرب"، وناشد الدول المجاورة "تسهيل الإجراءات وفتح المعابر لاستقبال الفارين من النزاع".
واتهمت في بيانها طرفي القتال بتجاوز أعراف وقوانين الحرب والقانون الدولي الإنساني بقصف المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى الأماكن الأثرية.
وأبرز البيان كذلك "الوضع الإنساني المتدهور، وتفشي الفوضى والنهب والاعتداء والترويع واستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة داخل المناطق المأهولة بالسكان".
كما أدان البيان "انعدام الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وغذاء وأدوية منقذة للحياة، وارتفاع أعداد المدنيين المهاجرين قسريا وحالات النزوح واللجوء".
ودعا كذلك المنظمات الطوعية العاملة في مجال حقوق الإنسان إلى "الضغط على القوى المتحاربة لوقف إطلاق النار نهائيا وتقديم الطرفين للعدالة الجنائية، بجانب تفعيل اتفاقيات جنيف المتعلقة بحماية المدنيين أثناء الحرب".
ومن جانبها، أطلقت "منظمة نساء ضد الحرب"، نداءات بـ"ضرورة ضغط المجتمع الدولي على طرفي النزاع في السودان لوقف القتال ومحاسبة الجناة وتعويض الضحايا".
واستهجنت المنظمة، في بيانها، الصمت الدولي تجاه ما يحدث في السودان من انتهاكات لحقوق الإنسان تجاه المدنيين العزل باستمرار المعارك الشرسة، واستخدام الأسلحة الثقيلة، والطيران داخل الأحياء السكنية.
وكان السودان دخل اليوم هدنة جديدة لـ72 ساعة بوساطة أمريكية سعودية على أمل أن يلتزم بها الجميع وأن تسفر عن اتفاق مستدام لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل سياسي.