سياسي لـ«العين الإخبارية»: سلام السودان رهينة مشروع إخواني مسلح وهذه روشتة الخلاص
بين روايةٍ رسمية تحاول تفريغ الحرب من جذورها، ووقائع تتراكم على الأرض، تتقدم أصوات سياسية سودانية لتسمية المسؤول الحقيقي عمّا جرى ويجري.
فبعد أكثر من عام على اندلاع الصراع، لم تعد الحرب مجرّد مواجهة عسكرية، بل مشروع سياسي لإعادة إنتاج سلطة أُسقطت بثورة شعبية، تقوده جماعة أتقنت العمل من الظل، وتغذّي النار كلما اقتربت فرص السلام.
في هذا السياق، يكشف مسؤول سياسي بارز في حزب الأمة القومي لـ«العين الإخبارية» عن معلومات دقيقة وقرائن واضحة تؤكد أن تنظيم «الإخوان» هو من أشعل شرارة الحرب ويدفع باتجاه استمرارها، عبر اختراق مؤسسات الدولة وإفشال كل مساعي التسوية، في محاولة مكشوفة لفرض نفسه لاعبًا إجباريًا على أنقاض أكبر مأساة إنسانية يشهدها السودان.
فماذا قال؟
أكد رئيس دائرة الإعلام في حزب الأمة القومي في السودان، المصباح أحمد محمد، أن تطورات الأحداث في البلاد تُثبت، يومًا بعد الآخر، صحة رأي الحزب القائم على معلومات دقيقة وقرائن واضحة، بأن مليشيات التنظيم الإخواني في السودان هي من أشعلت الحرب، وهي من تقود التحريض على الاستمرار فيها.
وأوضح المصباح، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أنه منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب أكد الحزب، عبر مؤسساته، وبوضوح لا لبس فيه، أن هذه الحرب «الإجرامية» هي حرب الحركة الإسلامية، وأن من أشعل شرارتها الأولى هم مليشيات الإخوان، أي مليشيات النظام السابق الذي كان يرأسه عمر البشير.
«تطورات الأحداث، يومًا بعد الآخر، أثبتت صحة هذا الرأي المبني على معلومات دقيقة وقرائن واضحة»، بحسب المصباح.
واشتعلت الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، وتسببت في أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم، حيث بلغ عدد النازحين، بحسب تقارير أممية، نحو 14 مليون شخص، فيما يعاني أكثر من 25 مليون مواطن سوداني أزمة حادة في الغذاء والدواء، في ظل تفشي الأوبئة والانهيار التام للقطاع الصحي والخدمات، فضلًا عن التدمير الذي طال البنية التحتية للدولة.
عودة الإخوان
واستدل مسؤول الإعلام في حزب الأمة القومي على أن التنظيم الإخواني في السودان ظل يتربص بالحكومة الانتقالية التي كان يقودها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، بهدف الانقضاض عليها والعودة إلى السلطة من جديد.
و«مع استمرار الحرب، خرجت مليشيات الحركة الإسلامية إلى العلن، واستعاد المؤتمر الوطني، الذراع السياسية لإخوان السودان، سيطرته الفعلية على مفاصل الدولة، بما في ذلك المؤسسات النظامية، ليصبح المتحكم الحقيقي في قرار الحرب ومسارها»، يضيف مسؤول الإعلام في حزب الأمة القومي.
إلا أن «التنظيم الإخواني لم يكتف بذلك، بل عمل بصورة منهجية على عرقلة كل المبادرات الوطنية والدولية الهادفة إلى إيقاف الحرب، بدءًا من مبادرة جدة، مرورًا بالمنامة ولندن، وصولًا إلى سويسرا، كما أظهر رفضًا قاطعًا لأي هدنة إنسانية من شأنها إنقاذ المدنيين، عبر إفشاله المتعمد للمبادرة الرباعية»، بحسب المصباح.
التعبئة والتحريض
ومضى المصباح في تفسيراته لتورط التنظيم الإخواني في إشعال الحرب في السودان، كاشفًا عن محاولاته جعل الحرب واقعًا لا مناص منه بالنسبة للسودانيين، في حال استمرار تمسكهم بشعارات الثورة السودانية التي أطاحت بالتنظيم من الحكم في أبريل/نيسان 2019.
وأوضح أن المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية لا يزالان يمضيان قدمًا في سياسة التعبئة والتحريض على استمرار الحرب، غير آبهين بالكلفة الإنسانية الكارثية التي دفعتها البلاد، حيث فاقمت الحرب معاناة الشعب السوداني، وتسببت في موجات واسعة من النزوح والتشريد، وتنذر بمزيد من الانهيار مع تمدد رقعتها إلى مناطق جديدة في إقليم كردفان غربي البلاد.
غير قابل للإنكار
وقطع المصباح بعدم قدرة قيادات الجيش السوداني على إنكار حقيقة أن الإخوان هم من أشعلوا الحرب، وأنهم يتحكمون في قرارها عبر تغلغلهم في مفاصل المؤسسة العسكرية والأمنية في السودان.
واستدل على تصريحاته بـ«اعتراف قيادات بارزة في الحركة الإسلامية بتحكمهم في مفاصل الدولة وقرار الحرب، أبرزها تصريحات القيادي بالحركة الإسلامية ومفتيها الشيخ عبد الحي يوسف، التي أقرّ فيها بوجودهم في كل مفاصل الدولة، وحتى داخل مكتب قائد الجيش، لتؤكد هذه الحقيقة، ثم أعقبتها تصريحات قيادات أخرى، كان آخرها أحمد عباس، الوالي السابق لولاية سنار، لتقطع الشك باليقين وتكشف ما ظل يُنكر طويلًا».
وتابع: «في هذا السياق، فإن تصريحات الفريق البرهان حول عدم وجود (الكيزان) — وهو مصطلح يستخدمه السودانيون للإشارة إلى الإخوان — داخل الجيش السوداني، لا تعدو كونها محاولة جديدة لمواصلة نهج المراوغة والإنكار أمام الشعب السوداني والمجتمع الدولي، في اعتقاد واهٍ بإمكانية طمس حقيقة باتت مكشوفة ومعروفة للعالم بأسره، ولا تقبل الجدل».
شرط تحقيق السلام
وأكد المصباح أحمد محمد، لـ«العين الإخبارية»، أن السلام الذي ينشده أهل السودان باتت استدامته مشروطة بضرورة إبعاد «الإخوان» من كل مستويات الحكم، وتحرير مفاصل الدولة ومؤسساتها القومية من وجودهم.
ودعا المجتمع الدولي إلى التضامن الصادق مع الشعب السوداني، وتصنيف هذه الجماعة «الإجرامية» منظمةً إرهابية، ومحاصرتها سياسيًا وقانونيًا، وتجفيف مواردها الخارجية التي تغذي آلة الحرب وتهدد وحدة البلاد ومستقبلها، على حد قوله.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز