تحركات القوى المدنية بأديس أبابا.. هل تنهي أزمة السودان؟
تحركات بوتيرة متسارعة للقوى المدنية السودانية من أجل حل الأزمة المستعرة منذ أكثر من 8 أشهر، وإنهاء الأزمة الإنسانية، وفتح الطرق نحو حل سلمي ديمقراطي.
وعقد لقاء ضم وفدا رفيعا يمثل تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" برئاسة عبد الله حمدوك وعدد من قيادات التحالف، مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في أديس أبابا، أمس، وهو أول لقاء من نوعه منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان الماضي.
وجاء الاجتماع، ضمن مساعي "تقدم" لوقف الحرب الجارية في السودان والتي شارفت على إكمال شهرها التاسع، حيث يٌنتظر عقد اجتماع مماثل بقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
اتفاق وقف العدائيات
وقالت المتحدثة باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، رشا عوض، في تصريحات إعلامية عقب الاجتماع، إنه "تم الاتفاق على السعي الجاد للتوصل لاتفاق وقف العدائيات، لأن حل الأزمة الإنسانية مربوط بالتوصل لاتفاق وقف عدائيات."
وأضافت أن "الاجتماع ركز على قضايا رئيسية منها القضية الإنسانية؛ حيث ناقش باستفاضة كيفية التصدي للأزمة الإنسانية وحماية المدنيين والاتفاق على تشكيل لجان لتقصي الحقائق، وبحث السبل لحماية المدنيين من الانتهاكات وتوصيل الإغاثة للمتأثرين من النزاع عبر تدابير يتم الاتفاق عليها".
وأوضحت أن "قادة الائتلاف طرحوا على قائد قوات الدعم السريع خارطة الطريق وإعلان المبادئ التي أعدتها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية والرامية لوقف الحرب".
وكشفت عن اتفاق الطرفين على تشكيل لجنة فنية مشتركة لتدارس خارطة الطريق وإعلان المبادئ السياسي، على أن تتواصل الاجتماعات اليوم الثلاثاء.
عوض قالت أيضا، إن الاجتماع سادته روح إيجابية، مؤكدة أن الجميع اتفقوا على أن الحرب الجارية في السودان كارثة كبيرة تتطلب من الجميع السعي والعمل من أجل السلام ووقف الحرب.
وأوضحت أن التنسيقية في انتظار رد الجيش السوداني، على دعوة الاجتماع المشترك لكون القضية الأساسي لـ"تقدم"، هي وقف الحرب.
وأبدت رشا عوض، أملا في الاستجابة لمتطلبات الشعب السوداني في تحقيق السلام، وقالت إن ذلك يتطلب أن يتحاور الجميع حول كيفية الخروج من هذا المأزق لأن استمرار الحرب مهدد أساسي للوحدة الوطنية خاصة في ظل التعبئة العنصرية التي تجري الآن.
لقاء قيادة الجيش
وبحسب ما ذكرته مصادر بقوى الحرية والتغيير (تكتل مدني) لـ"العين الإخبارية"، فإن قيادة الجيش السوداني، وافقت على عقد لقاء تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، من أجل بحث ترتيبات وقف إطلاق النار، وفتح المسارات الإنسانية.
ووفقا للمصادر، فإن ترتيبات اللقاء في طور تحديد الزمان والمكان.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عباس عبد الرحمن، إن "تحركات تنسيقية القوى الديمقراطية بقيادة عبد الله حمدوك، بإمكانها تقريب وجهات النظر بين القوتين المتصارعتين من أجل وقف الحرب وتحقيق السلام".
وأضاف عبد الرحمن لـ"العين الإخبارية" أن "القوى المدنية تسعى حثيثا لإنهاء معاناة الحرب، والوصول إلى حل سلمي للأزمة في السودان".
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عبد اللطيف أبو بكر، إن لقاءات القوى المدنية مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، تصب لصالح وقف الحرب، وإنهاء المعاناة الإنسانية.
وأوضح أبو بكر لـ"العين الإخبارية"، أن رئيس الوزراء السابق، رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية، عبد الله حمدوك، يتمتع بثقل إقليمي ودولي ويمكنه إيجاد مقاربة بين قائدي الجيش وقوات الدعم السريع، لإنهاء الحرب فورا، والوصول إلى اتفاق سلمي في أقرب فرصة ممكنة.
وخلال الأشهر الماضية، استضافت مدينة جدة السعودية فرقاء السودان في محاولة لوقف إطلاق النار وتثبيت هدنة إنسانية، لكن احتدام المعارك بين الجانبين حال دون نجاح أي من الهدن التي جرى الاتفاق عليها.
وكانت جيبوتي قد أعلنت، يوم السبت الماضي، أنها ستمهد الطريق للحوار السوداني، وأنها تستعد لاستضافة اجتماع الأسبوع المقبل وصفته بـ"الحاسم".
وخلفت الحرب المستعرة في السودان منذ أبريل/نيسان الماضي أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.