حلول مؤقتة لجراح دائمة.. فصيل سوداني يطرح «منطقة عازلة» ومذكرة مساعدات
فصيل سوداني، يفتح الباب أمام الأمم المتحدة، لجمع طرفا الحرب في إطار قانوني جديد غرضه "المساعدات"، وسط توترات في الجو والبر.
ودعا الهادي إدريس رئيس الجبهة الثورية السودانية، الأمم المتحدة، الخميس، إلى "توقيع مذكرة تفاهم مع الجيش وقوات الدعم السريع والحركات المسلحة الأخرى يكون مهمتها حماية وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين فقط".
- اجتماع أديس أبابا.. «تقدم» تطلق نداءً إنسانياً لإغاثة السودانيين
- جدل في السودان بشأن استئناف الدراسة.. تطبيع الواقع أم تجاهل للحقائق؟
وتابع: "لا نريد أن تذهب الأطراف المتحاربة لتكوين حكومات في مناطق سيطرتها.. سيؤدي ذلك إلى تفكك السودان".
وأضاف "القصف الجوي للطيران السوداني يأخذ مسلكا ممنهجا وانتقاء خاص"، مضيفا "نستنكر هذا القصف للمدنين في دارفور".
ومضى قائلا: "الحرب الدائرة الآن تحاصر دارفور بصور مقلقة ونواجه صعوبة في إيصال المساعدات الإنسانية"، قبل أن يتابع "شهدنا في دارفور، المئات يموتون بسبب الجوع نتيجة هذه الحرب".
إدريس قال أيضا، إن "الوضع الراهن في دارفور سيتحول لكارثة كبرى وربما يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين".
واستطرد: "نستنكر معاقبة مواطني دارفور بعدم إرسال المساعدات الإنسانية، بسبب وجودهم في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع"، داعيا إلى تدشين منطقة عازلة يحظر فيها الطيران، بعد القصف الجوي في الإقليم.
قصف متكرر
وفي الوقت الحالي، تسيطر قوات الدعم السريع على جزء كبير من دارفور، وهي منطقة بحجم فرنسا معزولة عن بقية البلاد منذ أشهر.
وفي وقت متأخر من ليل أمس، شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، غارات جوية عنيفة على مواقع متفرقة للدعم السريع في ولايتي جنوب وشمال دارفور، وفق صحيفة سودان تربيون المحلية.
وحلقت لوقت طويل طائرات في سماء نيالا، قبل أن تبدأ في إسقاط براميل متفجرة على أحياء الجير وتكساس علاوة على السوق الكبير وقيادة الفرقة 16 مشاه ومواقع أخرى، بحسب «سودان تريبيون».
وفي شمال دارفور، استهدف الطيران الحربي، الأربعاء، مواقع يعتقد بتمركز قوات الدعم السريع فيها خاصة الأحياء الشرقية والشمالية من المدينة، ومواقع في مليط شمال الفاشر.
كما قال مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى السودان، توم بيرييلو إن طائرات عسكرية أغارت الإثنين الماضي على مدينة الفاشر في شمال دارفور "حيث لجأ آلاف المدنيين من كل أنحاء دارفور".
وجاء في منشور له على منصة أكس أنه في أنحاء البلاد يواصل الجيش وقوات الدعم السريع "عرقلة وصول المساعدات الإنسانية وحرية تنقل المدنيين".
وتشهد معظم أنحاء السودان منذ نحو عام حرباً دموية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وأدى القتال الدائر منذ 15 أبريل/نيسان 2023، إلى مقتل آلاف السودانيين ونزوح أكثر من 8,5 ملايين آخرين.
دور الإخوان
في سياق متصل، قال الطاهر حجر عضو مجلس السيادة السابق، في تصريحات للصحفيين، إن "الإسلاميين موجودون بقوة في المشهد السوداني ولديهم المقدرات نتيجة وجودهم 30 عاما بالسلطة".
وتابع "الإسلاميون والإخوان هما السبب الأساسي في الحرب الدائرة، وعنصران رئيسيان في عدم استقرار السودان"، مضيفا: "الإسلاميون لديهم القدرة على تفكيك السودان وهذا أمر مؤسف".
وتشير أصابع اتهام إلى فلول النظام المنبثق عن الإخوان، والذي حكم السودان لثلاثة عقود انتهت بثورة شعبية في عام 2018، في اندلاع الحرب الحالية في البلاد، بغرض العودة إلى السلطة مجددا.