السلام بين إسرائيل والسودان.. "حراك" ترجمه لقاء وتصريحات
خبراء يؤكدون أن "السودان سيجني فوائد كبيرة من السلام مع إسرائيل، أقلها الاستفادة من التقنيات الزراعية والصناعية".
ردود فعل متباينة، خلفتها تصريحات المتحدث الرسمي للخارجية السودانية، السفير حيدر بدوي والتي كشف خلالها عن اتصالات تقودها بلاده لإقامة علاقات سلام مع إسرائيل.
التصريحات تفاعل معها الشارع السوداني والفاعلين في المشهد السياسي بنوع من الإيجابية مع تحركات السلام بين بلادهم وإسرائيل، مشددين على ضرورة طي صفحة العداء غير المبرر مع تل أبيب.
لكن تلك الخطوة السودانية، ربما تتأخر بعض الوقت نتيجة لتقديرات السياسيين في أن تمضي خطوات السلام مع إسرائيل على نار هادئة تجنبا لشرور التكفيريين، وفق ما رآه مراقبون.
ومع حالة الإجماع التي تخيم على المشهد العام في السودان على ضرورة إنهاء القطيعة مع إسرائيل، يؤكد خبراء أن الخرطوم ستجني فوائد اقتصادية كبيرة من السلام مع تل أبيب، فضلا عن أنها ستسهم في فك العزلة تماما عن البلاد.
- وزير الاستخبارات الإسرائيلي: اتصالات جارية مع السودان لاتفاق سلام
- السودان يتطلع لسلام مع إسرائيل يقوم على "الندية"
ولم يتوقف التفاعل الإيجابي عند حد الداخل السوداني، بل امتد ليصل إلى تل أبيب، إذ سارع الرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته بالترحيب بموقف الخرطوم الذي ورد على لسان متحدث الخارجية.
وعلى الرغم من الصدى الإيجابي الذي أحدثته تلك التصريحات، إلا أن وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين تحفظ عليها، معللا أن "المتحدث لم يتم تكليفه بإعلان هذا الموقف"، قبل أن يقيله من منصبه، صباح الأربعاء.
لكن المحلل السياسي حافظ المصري، يفسر رد فعل وزير الخارجية السوداني تجاه حديث الناطق الرسمي، بأنه يأتي في سياق حرص القيادة السودانية على مضي الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي بحالة من السرية حتى تحقق غرضها بتوقيع معاهدة سلام.
وقال المصري، في حديث لـ"العين الإخبارية" إن "وزير الخارجية يرغب في امتصاص المواقف السالبة للجماعات المتطرفة التي كانت ستستغل هذا الحديث في إثارة القلاقل في ظل أوضاع معقدة تعيشها الفترة الانتقالية".
وأضاف: "هناك خطوات تجريها القيادة السودانية مع إسرائيل بدأت منذ لقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا قبل أشهر، وبيان وزير خارجية الخرطوم لم ينكر هذه الحقيقة".
وبعيدا عن جدلية تصريحات الخارجية، يرى القيادي في حزب الأمة السوداني محمد عادل، ضرورة أن تمضي بلاده سريعا في طي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير، مع إسرائيل وتنهي هذه القطيعة بين الخرطوم وتل أبيب.
وقال عادل، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن "كل الدول الآن تتجه لإبرام معاهدات سلام مع إسرائيل حتى السلطة الفلسطينية نفسها تسعى إلى هذا الغرض، فلا يوجد مبرر لاستمرار حالة العداء مع تل أبيب".
وأضاف: "السودان سيجني فوائد كبيرة من السلام مع إسرائيل، أقلها الاستفادة من التقنيات الزراعية والصناعية، والانفتاح الدبلوماسي على أمريكا التي قد تسقط عنه كل العقوبات".
وشدد على "عدم وجود أي موانع سياسية أو دينية تحول دون إقامة علاقات مع إسرائيل"، مشيرا إلى أن "الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أقام مع اليهود علاقات تجارية".
ويقول المحلل السياسي أحمد حمدان، إن "غالبية الطيف السوداني يؤيد إقامة علاقات طيبة مع إسرائيل، باستثناء الذين تأثروا بالدعاية الدينية الصفراء التي كان يبثها نظام الإخوان البائد".
وأضاف حمدان، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"،: "رغم الخطوات التي تجرى حاليا، إلا أن الحكومة الانتقالية متخوفة من المجاهرة بهذا الأمر، لأنها تخشى شرور الإرهابيين، وقد اتضح ذلك خلال لقاء البرهان ونتنياهو، وتصريح متحدث الخارجية بالأمس".
وتابع: "في تقديري فإن الحكومة الانتقالية ترغب في ضمان مكاسب كبيرة سياسية واقتصادية قبل توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، حتى تتمكن من إقناع المترددين".
وكان متحدث خارجية السودان، حيدر بدوي قال إن "بلاده تعتزم قيادة اتصالات مع الجانب الإسرائيلي لتوقيع اتفاق سلام"، مضيفا أنه "لا ينفي وجود اتصالات حالية بين الخرطوم وتل أبيب".
وشدد على أن "السودان وإسرائيل سيجنيان الفائدة باتفاق السلام الثنائي"، موضحا أن "السودان سيستفيد من التقنيات الزراعية والصناعية، أما إسرائيل فستكسب الانفتاح على العالم العربي".
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز