تقدم في "الأمن".. 24 ساعة مهمة في مفاوضات فرقاء السودان
أحرز وفدا الحكومة السودانية والحركة الشعبية "شمال" تقدما في ملف الترتيبات الأمنية؛ أحد أركان مفاوضات السلام الدائرة في جوبا.
واستمرت جلسات التفاوض المباشرة، مساء اليوم، بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان "شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو، بفندق "بالم أفريكا" بمدينة جوبا، بحضور فريق الوساطة الممثل لدولة جنوب السودان.
وقال مقرر فريق الوساطة ضيو مطوك، في تصريحات صحفية: "قدمت خلال الجلسة المسائية، تقارير اللجان الأربع التي تم تكوينها صباح اليوم للنظر في نقاط الخلاف المتمثلة في الترتيبات الأمنية، والحكم والإدارة، والاقتصاد والشؤون الاجتماعية، والنظام القضائي".
وتابع مطوك أن الأطراف أحرزت تقدما في ملف الترتيبات الأمنية، مشيرا إلى أن لجنة الترتيبات الأمنية استطاعت معالجة ٥٠% من الموضوعات المحولة لها.
وأضاف "للأسف.. اللجان الثلاثة الأخرى لم تحرز أي تقدم في القضايا المحولة لها".
وأوضح مطوك أن "الوساطة ستنتهج نهجاً جديداً عبر التشاور مع الأطراف حول النقاط التي لم يحدث فيها تقدم من أجل مواصلة النقاش غدا السبت، بهدف تقريب وجهات النظر حول تلك القضايا".
ومضى قائلا "كل الخيارات مفتوحة بما فيها تمديد التفاوض بين الطرفين"، مضيفا "لدينا وقت لمدة ٢٤ ساعة، وربما يتم معالجة تلك القضايا خلال هذه الفترة".
وأوضح أن "خيار التمديد يتخذ من قبل رئيس جمهورية جنوب السودان سيلفاكير ميراديت، المشرف على الوساطة".
من جانبه، أكد المتحدث باسم وفد الحكومة السودانية خالد عمر على "إرادة وعزيمة الطرفين للتوصل لاتفاق إطاري يؤسس للدخول للتفاوض المباشر في الملفات السياسية والأمنية والإنسانية".
وتابع "هناك إرادة وعزيمة كبيرة لتجاوز" العقبات"، مضيفا "ستتواصل جلسات التفاوض صباح الغد لتقريب وجهات النظر".
وفي وقت سابق، كشف مصدر لـ"العين الإخبارية" أن نقاط الخلاف في مسودة الاتفاق الإطاري بين الخرطوم وحركة الحلو تتمثل في تقرير المصير والعلمانية.
وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الحكومة ضد تقرير المصير الذي سيقود إلى انفصال المنطقتين "النيل الأزرق" و"جنوب كردفان"، مضيفا أن هناك خلافا آخر بشأن "العلمانية"، على الرغم من أن الحكومة مع فصل السلطات، لكن في ذات الوقت ضد العلمانية بدعوى عدم قبولها من الشعب، ووصفها بـ"الصارخة".
وأوضح أن الحركة الشعبية بقيادة الحلو مع دمج جيش الحركة في القوات المسلحة خلال فترة عشرة أعوام نتيجة "التشوهات التي لحقت بالأخيرة خلال عهد الإخوان".
وكشف المصدر أن "الحكومة مع دمج قوات الحلو خلال الفترة الانتقالية بين أربعة إلى خمسة أعوام"، لافتا إلى أن الحلو مع إلغاء قوانين الأحوال الشخصية والزكاة.
وتوقع المصدر أن توقع الحكومة على الاتفاق الإطاري خلال الأسبوعين المقبلين.
وفي مارس/آذار الماضي، وقّعت الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية/شمال" التي تنشط في النيل الأزرق وجنوب كردفان، على بروتوكول "إعلان مبادئ" ينص على علمانية الدولة ويمهد للتفاوض بين الطرفين.
جاء ذلك بعد أن شهدت المفاوضات بين الجانبين منذ أغسطس/آب الماضي حالة جمود تام، عقب وصول مشاورات غير رسمية بين الطرفين إلى طريق مسدود.