صور الألم بالسودان.. «العين الإخبارية» في مخيم نازحين شمال دارفور
يبدو الوضع الإنساني المأساوي على فداحته في مخيمات النزوح في شمال دارفور السودانية أقل هموم اللاجئين في الوقت الراهن.
ويسود الترقب مركز إيواء طويلة بولاية شمال دارفور مع احتشاد القوات المتحاربة لحسم الصراع بالمنطقة.
والفاشر هي آخر مدينة كبرى بإقليم دارفور الشاسع بغرب السودان لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
واجتاحت قوات الدعم السريع وحلفاؤها أربع عواصم ولايات أخرى بدارفور العام الماضي. وتواجه تلك القوات اتهامات بارتكاب انتهاكات في غرب دارفور.
وخلال جولة لـ"العين الإخبارية" في مركز الإيواء روت سيدة نازحة إلى مخيم "طويلة" قصصاً مروعة عن سوء التغذية الحاد الذي يعاني منه الأطفال مع ندرة الإمدادات الغذائية.
ووصفت الوضع الإنساني في مخيمات بـ"الحرج"، مع وجود اكتظاظ شديد في مركز التغذية.
وأمس السبت، أعرب مجلس الأمن الدولي، عن قلقه من "هجوم وشيك" لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.
كما حذر مسؤولون كبار بالأمم المتحدة مجلس الأمن الأسبوع الماضي من أن نحو 800 ألف شخص في الفاشر معرضون "لخطر شديد ومباشر" مع تفاقم أعمال العنف والتهديد "بإطلاق العنان لصراع طائفي دموي في جميع أنحاء دارفور".
وفي الطويلة وجهت إحدى النازحات نداء عبر "العين الإخبارية" للمساعدة في علاج 4 أطفال أيتام يعانون من مرض الملاريا الحاد.
وأشارت إلى أن والدة الأطفال الأربعة مع أشقاء 5 آخرين، سافرت إلى زالنجي وتركتهم في مركز الإيواء بالمدرسة.
ويعاني النازحون إلى المخيم أوضاعا مأساوية بالغة التعقيد، مع انتشار الأمراض والأوبئة وسوء التغذية الحاد للأطفال والحوامل والأمهات.
وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور غربي السودان، آدم رجال، إن آلاف الأطفال وقعوا في براثن سوء التغذية الحاد في مخيمات النزوح في دارفور.
وأشار في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى تزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال والحوامل والأمهات في مخيمات دارفور.
وأوضح أن إجمالي عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بلغ 546 طفلا، بسبب ندرة الغذاء والدواء ومياه الشرب النظيفة في مخيمات وقرى محلية نيرتتي بولاية وسط دارفور.
وتوقع ارتفاع أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، نظرا لصعوبة الوصول إلى كل مخيمات النزوح.
ومنتصف الشهر الجاري توقعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أن يعاني نحو 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بما في ذلك 730 ألف طفل سيعانون من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد حياتهم.
ودمرت الحرب سبل عيش ملايين السودانيين، بما في ذلك العاملين في قطاع الزراعة والرعي التي يعمل فيها 80% من القوى العاملة في البلاد، نتيجة لتوسع نطاقها مصحوبا بالهجمات العشوائية على المدنيين.
ومخيم طويلة من أكبر مخيمات النزوح في دافور، التي تشهد منذ 2003، نزاعا مسلحا بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة حوالي 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.