بالصور.. احتجاجات وانتشار أمني عنوان اليوم الأول للطوارئ بالسودان
الطوارئ فرضها الرئيس السوداني عمر البشير في محاولة لتهدئة الأوضاع المضطربة وكبح جماع المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ شهرين
"احتجاجات وانتشار أمني كثيف".. هكذا مر اليوم الأول للطوارئ التي فرضها الرئيس السوداني عمر البشير، في محاولة لتهدئة الأوضاع المضطربة، وكبح جماع المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ شهرين ضد الأوضاع الاقتصادية المتردية، وتطالب بتنحي النظام الحاكم.
العاصمة السودانية الخرطوم التي ظل عدد من أحيائها ساهرة في مظاهرات منددة بقرارات الرئيس عمر البشير استقبلت فجر أول يوم لسريان الطوارئ بحالة من الهدوء اللافت، وضعف في حركة المارة المعهودة وفق جولة لـ"العين الإخبارية".
هدوء يسبق العاصفة
فبحلول منتصف نهار، السبت، خرج عدد من الأحياء السكنية بمدن العاصمة المثلثة "أم درمان، الخرطوم، بحري"، في مظاهرات استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين، مرددين شعارات الثورة التي درجوا عليها "حرية، سلام، وعدالة" مع عبارات أخرى تحمل تحدياً صريحاً لحالة الطوارئ.
وفي مقابل ذلك، كان لافتاً الانتشار الأمني الكثيف بالخرطوم، واستعراض سيارات عسكرية مدججة بالسلاح ومدرعات للقوة في شوارع العاصمة وعدد من الأحياء.
ووفق شهود عيان تحدثوا لـ"العين الإخبارية" تظاهر المئات في أحياء الشعبية، المزاد بمدينة بحري، وطرقات رئيسية بمناطق صابرين والعرضة وبانت وسط مدينة أم درمان، إلى جانب احتجاجات نفذتها طالبات جامعة الأحفاد بأم درمان، وسط ترديد شعارات "حرية سلام وعدالة".
وقال الشهود إن الشرطة السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة على الطالبات المحتجات بأم درمان لتفريقهن، وسط إصرار لمواصلة الاحتجاجات بشارع رئيسي قبالة الحرم الجامعي.
كما شهدت مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة احتجاجات شعبية ضد تردي الأوضاع الاقتصادية، وتدعو لتنحي النظام الحاكم.
العاصمة تميل للهدوء
وكان تباينا واضحا قد بدا في خيارات السودانيين، لا سيما سكان العاصمة الخرطوم في التعاطي مع أول يوم لسريان حالة الطوارئ التي أعلنها البشير.
ففي الوقت الذي بدا فيه البعض متوجساً من مغادرة منازلهم، لا سيما في بداية يوم السبت، لم يعطِ كثيرون حالة الطوارئ أي اهتمام واستمروا في حياتهم اليومية كالمعتاد.
وتقول "يسرية" طالبة في جامعة السودان العالمية وواحدة من المنتظمين في المظاهرات "لن نلتزم المنزل مطلقاً وسنخرج إلى الشارع للتعبير عن رأينا وسنواصل نشاطنا دون خوف".
وأضافت لـ"العين الإخبارية" "خرجنا لأجل هدف محدد وهو إسقاط النظام الذي أوصلنا لكل هذا التدهور، وأرواحنا ليست بأفضل أو أغلى من أرواح الشهداء الذين سقطوا في الاحتجاجات".
ومن السوق العربي بوسط الخرطوم، تحدث أحمد عبدالرحمن (45) عاماً لـ"العين الإخبارية"، مؤكدا أنه مستمر في أعماله ولا يخشي شيئاً وسيمارس حقوقه المشروعة والمكفولة دستوراً وقانوناً كافة.
وأضاف "ليس لدينا ما نخسره، فكل شيء أصبح محبطاً ببلادنا بعد أن ضاقت الحياة وتدهور وضعنا المعيشي".
وتابع "الطوارئ لا تقلقني فقد شهدت في عمري إجراءات أشد قسوة منها".