"الثورية" تؤكد التزامها بالسلام.. فرقاء السودان يجتمعون لبناء المستقبل
تعهد قادة الجبهة الثورية السودانية ،الأحد، بالعمل مع شركاء الفترة الانتقالية لتحقيق السلام في ربوع البلاد، بتنفيذ اتفاق السلام جوبا.
وعاد قادة الثورية إلى الخرطوم اليوم، بعد سنوات من المنفى، لبدء تنفيذ اتفاقية السلام، حيث تم إقامة احتفال مهيب بهذه المناسبة.
وقال رئيس الجبهة الثورية الدكتور الهادي إدريس، في كلمة بالاحتفال الجماهيري، إن الاتفاق الموقع في جوبا عالج قضايا تاريخية، خاصة الأقاليم المتأثرة بالحرب والأقل نموا.
وأشار إلى أن الاتفاق منح الأقاليم الحكم الفيدرالي ومعالجة الإضطرابات الاقتصادية وإعطاء نسبة مقدرة من موارد السلطة للأقاليم التي حدثت فيها النزاعات بنسبة تتراوح بين 30% إلى 40% من نسبة الموارد المنتجة حيث أعطي ولايات دارفور 40% من مواردها.
وأضاف إدريس أنه من الناحية الإدارية عالج الاتفاق الاختلافات في البني التحتية في كل الأقاليم؛ وأيضا معالجة الخدمة المدنية بحيث يكون التعيين حسب الكثافة السكانية.
وناشد كل القوى السياسية بالاتحاد والتعاضد من أجل حماية البلاد من الإنزلاق، مبينا أن اتفاق جوبا يؤسس لدولة جديدة وعقد اجتماعى جديد.
ولفت إلى أن كل قادة الجبهة الثورية موحدون ومتفقون على إحلال السلام، وسنضع أيدينا مع الشركاء في حكومة الفترة الانتقالية من أجل إنفاذ هذا الاتفاق.
وشدد على ضرورة فرض هيبة الدولة ومنع التفلتات الأمنية التي حدث خلال الأيام الماضية، مناشدا كل الحركات المسلحة بعدم استخدام السلاح إلا وفقا للقانون.
وتعهد إدريس بالوقوف مع الحكومة لمجابهة التحديات الاقتصادية، ووقف معاناة الشعب السوداني بمحاربة الجشعيين الذين يصنعون الأزمات، وذلك بوضع السياسات والخطط والرقابة.
أدريس أكد أن العدالة ستتحقق بمحاربة كل من ارتكب جرما في حق الشعب السوداني من خلال المصالحات والاتفاق حول كيفية محاكمتهم في البلد أو المحكمة الجنائية.
وقدم شكره وتقديره لجنوب السودان حكومة وشعبا لرعايتها اتفاق السلام ولدولة تشاد ومصر وكل الدول المحبة للسلام، مناشدا المنظمات الدولية والإقليمة برعاية هذا الاتفاق.
من جانبه، قال رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي: "جئنا اليوم للعمل مع الحكومة الانتقالية كفريق مشترك لترجمة اتفاق السلام على أرض الواقع، ولرفع الظلم والتهميش بجميع مناطق البلاد كما جئنا أيضا لتصفير العداد لبداية حقيقية".
وعدد مناوي لدى مخاطبته احتفالات السلام بساحة الحرية المحاور التي ترتكز عليها الدولة خلال الفترة القادمة ومن ضمن أولوياتها الأهتمام بمعيشة المواطن من توفير الأساسيات (خبز، وقود، دواء،والمواصلات).
وشدد على ضرورة العمل على تحمل المسؤولية وترك المشاكسات السياسية للعبور إلى الديمقراطية، مجددا الدعوة لكل من القائد عبدالعزيز الحلو والقائد عبدالواحد محمد نور للحاق بالعملية السلمية، لتحقيق السلام الشامل والكامل.
بدوره، قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان "حميدتي" إنهم تمكنوا من طي صفحة سوداء من المعاناة والحروب، بموجب اتفاق السلام المبرم مع الحركات المسلحة في جوبا.
وتابع حميدتي، في كلمته بالاحتفال، قائلا: "حملنا البندقية وتخاصمنا مع بعض وشردنا أبناءنا وبناتنا، فينبغي أن توقف هذه الدائرة الشريرة، وتعلمنا مثلما اختلفنا أن نتفق كأخوة من أجل هذا الشعب".
وطمأن الشعب السوداني بأن السلام الذي تم التوقيع عليه لم ولن يكون خصما على أحد، بل محاولة ترميم الدولة على أسس تمنح الآخرين أن يعيشوا بسلام.
وأشار حميدتي إلى أن السلام الذي تحقق بأيدينا ينبغي أن نعمل على إنزاله على أرض الواقع بندا بندا وليس من الحكمة النظر إليه بعين واحدة بل بعين الرشاد والوصول إلى سلام دائم في البلاد.
ودعا عبد العزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور إلى اللحاق بركب السلام؛ قائلا: "نحتاج إلى نهج جديد لبناء الدولة فتعالوا لنوحد جهودنا ولنبدأ من جديد".
وأعرب عن شكره وتقديره لدولة جنوب السودان حكومة وشعبا وبالأخص الرئيس سلفاكير ومستشاره الأمني لرعايتهم لسلام جوبا حتى تحقق.
بعد عامين من التيه في المنفى، عاد قادة الكفاح المسلح لوطنهم السودان، وسط استقبالات حافلة على أنغام السلام.
وصول قادة الجبهة الثورية، الذي حظى بترحاب سوداني واسع، يمثل بالنسبة لمراقبين بداية لنهاية عهود من الحروب الأهلية الدامية التي أشعلها نظام الإخوان الإرهابي المعزول، في إقليم دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTUuMTA1IA== جزيرة ام اند امز