دائما ما تكون المواقف الرسمية لدولة الإمارات واضحة ولا تتجاوز الخطوط الحمراء على حساب تدمير الشعوب.
قضية الأحداث في السودان تعكس سياسة خارجية تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والدعوة إلى الحلول السلمية للأزمات.
مع كل مشاركات الإمارات في جهودها الدولية والإقليمية لدعم الاستقرار في السودان أكدت الإمارات مراراً التزامها بسيادة السودان واستقراره، وكانت دوماً داعيةً إلى الحوار الوطني بين الأطراف السودانية لتحقيق المصالحة، وإلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان، وحماية المدنيين، وعدم تصعيد العنف لتطال مرحلة التهجير الداخلي.
مع تصاعد الهجوم على دولة الإمارات والاتهامات من بعض الأطراف السودانية الموالية لأنظمة لجماعات الإخوان المسلمين، ورفض مزاعم الجيش السوداني بالتدخل في الحرب السودانية، وذلك على خلفية حملة تشويه لدور دولة الإمارات وتزييف الكثير من التقارير الإعلامية بشأن دعم مليشيات معينة (مثل قوات الدعم السريع)، والكثير من التظليل الإعلامي والتي ليس لها أساس من الصحة ولا دليل قاطع لها، لكن حكومة الإمارات نفت هذه الادعاءات بشكل قاطع، ووصفتها بأنها "مغرضة تقوض الحلول السلمية ولا تريد للسودان العيش بسلام.
ما زالت الإمارات تلعب دور رئيسي لاحتواء الأزمة بالتنسيق مع شركائها في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، بما يتماشى مع سياستها في دعم الاستقرار الإقليمي، والدور الإنساني التي تقدمه الامارات ومازالت مستمرة فيه لشعب السودان، مع التجاهل الكبير من قِبل الميلشيات والحكومة السودانية لكافة المساعدات الإغاثية للشعب السوداني، وهذه الجهود المبذولة السياسية والدبلوماسية على مدار الساعة تسعى لوقف النار وعدم التصعيد المستمر في السودان لكن هذه الجهود لا تتوافق مع أصحاب المصلحة باستمرار الحرب، جعل المنطقة الإفريقية تعاني من اضطرابات جيوسياسية.
الحرب في السودان ليست مجرد صراع على السلطة، بل هي تفكيكٌ ممنهج للدولة والمجتمع، تُستخدم فيه الأسلحة والخطابات العرقية كأدوات تدمير. بدون ضغط دولي حقيقي لوقف إمدادات السلاح وفرض حل سياسي شامل، قد تتحول البلاد إلى "دولة فاشلة" بآثار كارثية على القرن الأفريقي والعالم، مع تصاعد الاتهامات السودانية للمجتمع الدولي بالتخلي عنهم، إذ تحوَّل الاهتمام نحو حروب مثل أوكرانيا وغزة. في المقابل، تستغل القوى الخارجية الأزمة لتحقيق مكاسب جيوسياسية، دون مراعاة معاناة المدنيين السودانيين، والوصول إلى التهدئة والحوار حيث إنه السبيل الوحيد لإنهاء النزاع المسلح في السودان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة