حراك السودان الشعبي يطيح بـ"رئيسين" بين ليلة وضحاها
مظاهرات اندلعت في بدايتها بسبب ارتفاع الأسعار ونقص السيولة النقدية، قبل أن تتطور لاحقا إلى احتجاجات تطالب برحيل النظام القائم بأكمله
نجح حراك الشعب السوداني المستمر منذ 19 ديسمبر/كانون أول الماضي ضد حكم الرئيس المعزول عمر البشير، الذي مكث في السلطة لمدة 30 عاماً، في إزاحة رئيسين من سدة الحكم بين ليلة وضحاها.
- شوارع السودان.. فرحة هستيرية بهزيمة "الحركة الإسلامية" السياسية
- المخابرات السودانية: إطلاق جميع المعتقلين السياسيين في البلاد
مظاهرات واعتصامات اندلعت في بدايتها بسبب ارتفاع الأسعار ونقص السيولة النقدية، قبل أن تتطور لاحقا إلى احتجاجات تطالب برحيل النظام القائم في الحكم لمدة 3 عقود.
استمر الحراك الشعبي حتى خرج البشير في 22 فبراير/شباط الماضي، محاولا السيطرة على المحتجين من خلال خطاب متلفز أعلن خلاله حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة عام، وحلّ الحكومة، كما دعا البرلمان إلى تأجيل النظر في التعديلات الدستورية.
كما عيّن الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف نائبا أول لرئيس الجمهورية، مع الاحتفاظ بمنصبه وزيرا للدفاع، إلا أن قرارات البشير لم تلق تجاوبا مع المحتجين، الذين واصلوا حراكهم الشعبي مطالبين برحيله.
عزل البشير
11 أبريل/نيسان الجاري، تسارعت الأحداث الملتهبة منذ نهاية العام الماضي، حيث خرج وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، ليعلن بيان القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية الذي تضمن عزل الرئيس البشير.
وأضاف بن عوف، في خطاب متلفز للشعب، أنه تم اقتلاع نظام عمر البشير واعتقاله في مكان آمن (لم يحدده).
وأعلن في خطابه تعطيل العمل بالدستور، وحل البرلمان والحكومة المركزية وحكومات الولايات، وتشكيل لجنة أمنية لإدارة البلاد لمدة انتقالية مدتها عامين، يتم خلالها تهيئة البلاد للانتقال نحو نظام سياسي جديد، مع فرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.
وأضاف بن عوف، خلال خطابه محاولا تهدئة الشارع الملتهب، وقف إطلاق النار الشامل في جميع أرجاء السودان، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فورا، وأكد أنه "سيتم إجراء انتخابات بنهاية الفترة الانتقالية".
ورغم عزل البشير واصل السودانيون، أمس الجمعة، اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، لليوم السادس على التوالي، مطالبين بتنحي كافة تنظيم "الحركة الإسلامية" السياسية وتسليم السلطة لقيادة مدنية.
ومع تواصل الضغط الشعبي، أعلنت اللجنة السياسية العسكرية السودانية المكلفة من قبل بن عوف تأجيل إعلان أسماء أعضاء المجلس العسكري الانتقالي لإجراء مزيد من التشاور.
بن عوف يتنحى
24 ساعة من إعلان بيان عزل البشير، حتى خرج رئيس المجلس العسكري الانتقالي عوض بن عوف، مساء الجمعة، ليعلن تنحيه عن منصبه واختيار الفريق أول عبدالفتاح البرهان خلفا له.
وقال بن عوف -في بيان عبر تلفزيون السودان الحكومي- إنه ترك المنصب إلى من يثق بكفاءته وقدرته، وعليه تم الاختيار بعد التشاور الفريق الأول عبدالفتاح البرهان لرئاسة المجلس العسكري الانتقالي.
وأضاف بن عوف، في بيانه، أنه تم إعفاء الفريق أول كمال عبدالمعروف نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي.
قرار تنحي بن عوف وجد ترحابا وسط الجماهير السودانية، حيث اعتبر تجمع المهنيين السودانيين تنحي بن عوف عن رئاسة المجلس العسكري الانتقالي انتصارا لإرادة الجماهير والشعب.
وبدت الأوساط السياسية متفائلة إزاء اختيار الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي، حيث يعد البرهان من الوجوه العسكرية صاحبة الخبرة الطويلة المقبولة في الشارع السوداني، خاصة أنه لا يحمل ولاءات سياسية لأي طرف سياسي باستثناء ولائه للشعب السوداني.
حراك شعبي اتسم بالسلمية نجح في إنهاء حكم الحركة الإسلامية السياسية الذي استمر لمدة 3 عقود.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA= جزيرة ام اند امز