خلية الإخوان بالسودان.. إرهاب عابر للحدود بتدبير تركي
الخلية كانت تخطط لتنفيذ تفجيرات إرهابية بالخرطوم والقاهرة بتعليمات من التنظيم الدولي للإخوان بغرض زعزعة الاستقرار
كشفت مصادر شرطية سودانية، تفاصيل دقيقة حول الخلية الإرهابية التي تم ضطبتها في الخرطوم مطلع الأسبوع الجاري، وبحوزتها متفجرات وأحزمة ناسفة.
وقالت المصادر، إن الخلية كانت تخطط لتنفيذ تفجيرات إرهابية بالخرطوم والقاهرة بتعليمات من التنظيم الدولي للإخوان بغرض زعزعة الاستقرار في البلدين، وذلك بحسب تحقيقات أجريت مع أحد عناصرها.
وأكدت مصادر متطابقة "للعين الإخبارية" أن أحد أفراد الخلية سجل اعترافا بانتمائه لجماعة الإخوان، وأنه دخل السودان بجواز سفر سوري مزيف وهو مختص في تصنيع المتفجرات، وتم إحضاره إلى الخرطوم خصيصا لهذه المهمة برفقة اثنين آخرين.
وأوضح المتهم أنه كادر فني في جماعة الإخوان بمصر، وأن عائلته تقيم حاليا في تركيا، وترجح المصادر أنها هربت إلى هناك بعد حملة السلطات الأمنية بالقاهرة على الإرهاب.
ويروي المتهم في أقواله أمام جهات التحري، أنه بعد وصوله للسودان بدأ في البحث عن منزل للإيجار على أن يكون بالأحياء الطرفية وفق التعليمات التي تلقاها من تنظيمه الذي كان في تواصل مستمر معه.
وظل أفراد الخلية في المنزل لستة أيام، وقاموا بتخزين متفجرات وأحزمة ناسفة، لكن سكان الحي لاحظوا نشاطا مشبوها فأبلغوا السلطات.
ويروي المصدر "حصلت مباحث الشرطة على إذن تفتيش من النيابة، وقامت بمداهمة المنزل المشبوه، ووجدت ثلاثة أفراد تمكنت من اعتقال أحدهم وهرب الاثنان الآخران، ويجري تتبعهما حاليا لتوقيفهما، كما وجدت بحوزتهم متفجرات وأحزمة ناسفة ومواد كيميائية وأجهزة إلكترونية.
وقال القيادي في قوى الحرية والتغيير، عروة الصادق: "إنه حسب معلومات تحصلوا عليها، فإن الخلية الإرهابية تستهدف شخصيات سياسية وحكومية، وعلى وجه الخصوص أعضاء لجنة إزالة تمكين نظام الإخوان المعزول في البلاد".
ولم يسم عروة الذي تحدث لـ"العين الإخبارية" أي مسؤول حكومي أو سياسي مستهدف بالتفجيرات الإرهابية، لكن ما توصلوا إليه يؤكد نية هذه الخلية استهداف منسوبي لجنة تفكيك التمكين، بغرض وقف التضييق على قيادات نظام الإخوان البائد.
تدبير تركي
ويرى المحلل السياسي عبدالواحد إبراهيم، أن الخلية التي ضبطت في الخرطوم تعكس رغبة جماعة الإخوان في نقل تجربة التفجيرات إلى السودان، وذلك بتدبير من تركيا.
وقال ابراهيم، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية": "هناك مئات الهاربين من إخوان مصر والسودان في أنقرة، وحسب رأيه فإن هذا المخطط تم بتنسيق مشترك بينهم، وبمباركة تركيا العقل المدبر للتفجيرات".
وأضاف "الإخوان مشهورون بهذا العمل، وليس غربيا عليهم تنفيذ التفجيرات، فقد اغتالت العديد من العلماء والمفكرين والسياسيين في بلدان عربية مختلفة".
مخطط لإنفلات أمني
بدوره، رجح رئيس جمعية "صحفيون ضد الجريمة" السودانية، طارق عبدالله، أن يكون خلف الخلية الإرهابية التنظيم الدولي للإخوان، وذلك بغرض زعزعة استقرار السودان، وصولا إلى انفلات أمني بعد أن فقد أرضيته السياسية في البلاد.
وقال عبدالله، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية": "إن هذه الجماعات المتشددة ترى في البيئة السودانية الحالية خصوبة لتنفيذ تفجيرات إرهابية لضرب حالة الطمأنينة، ودفع الناس إلى كره الحكومة الانتقالية التي يزعمون أنها جاءت لتحارب الدين".
وأضاف، "تسعى هذه الخلية إلى استنساخ ما حدث في سوريا وليبيا، والأعمال الإرهابية الجبانة بمصر، في السودان حيث ترى أنه بيئة مواتية لذلك".
وفي سبتمبر/أيلول 2019، حصلت "العين الإخبارية" على معلومات تؤكد وجود نحو 300 إخواني هارب من مصر في مزارع بمنطقة شرق النيل بالعاصمة الخرطوم منذ سنوات، ويتخذون أسماء حركية "مستعارة"، بعضهم فر إلى تركيا عقب سقوط نظام عمر البشير، بتسهيلات من رئيس الأركان المعزول هاشم عبدالمطلب.
وطوال فترة بقائهم في السودان، حرص إخوان مصر الهاربين على أن تكون تحركاتهم محدودة، وفي أضيق نطاق، خصوصا أن "الحركة الإسلامية السياسية بقيادة البشير تنفي باستمرار وجود أي عناصر مصرية مطلوبة بالأراضي السودانية".
aXA6IDMuMTcuMTU0LjE0NCA= جزيرة ام اند امز