شكر رسمي وشعبي من السودان للإمارات: لن ننسى وقفتكم التاريخية
إشادات سودانية على المستويين الرسمي والشعبي، بجهود الإمارات الإنسانية جراء السيول التي تشهدها البلاد.
إشادات جاءت عبر بيانات وتصريحات وتغريدات ورسائل شكر صادقة محملة بمشاعر الامتنان والعرفان والتقدير للإمارات قيادة وشعبا على وقفتها التاريخية مع بلادهم.
أهالي السودان ومسؤولوها أكدوا أنهم لن ينسوا على مدار التاريخ تلك الوقفة الإماراتية مع بلادهم، مؤكدين أنه رغم أن مصابهم جلل، فإن وقفة الإمارات معهم خففت همومهم وأذهبت حزنهم.
وتتدفق مساعدات إماراتية إغاثية وإنسانية على السودان، في موقف متجدد من مواقف العطاء ترسّخ بها الإمارات مكانتها كعاصمة للإنسانية.
مساعدات لتخفيف معاناة الأسر النازحة بسبب السيول والفيضانات، التي ضربت ولايات عدة في السودان، تدشن محطة إغاثية جديدة في تاريخ الإمارات، في إطار جهودها التي لا تتوقف ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الدولة وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
تأتي تلك المساعدات تنفيذا لتوجيهات متتابعة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي وجه السبت، بتسيير جسر جوي إماراتي لإغاثة منكوبي السيول والفيضانات بالسودان، بعد أيام من توجيهه بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان.
تقدير خاص
وأعربت سفارة السودان في الإمارات، باسم حكومة وشعب السودان، عن شكرها وتقديرها، للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وذلك لتوجيهه العاجل لمساعدة المتضررين من الفيضانات، من خلال تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات، والمساهمة في دعم تحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين وعائلات الضحايا.
وقالت السفارة في بيان لها نشرته وكالة الأنباء السودانية إن "المساعدات الإماراتية لها تقدير خاص في ظل هذه الظروف، وستبقى عالقة في قلوب ووجدان الشعب السوداني كونها جاءت في ظروف حرجة وأزمة عصيبة".
وأشارت إلى أن عطاء دولة الإمارات ليس بغريب، كونها دولة سباقة في أعمال الخير، ومساندة ودعم الأشقاء، وهذا نهج إنساني متجذر في مجتمع الإمارات أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وقفة غير مستغربة
بدوره وجه عضو مجلس السيادة في السودان الطاهر أبوبكر حجر الشكر لدولة الإمارات قيادة وشعبا على المساعدات الإنسانية، قائلا: "الإمارات على مر التاريخ تقدم دعمها ومساعدتها إلى الشعب السوداني، وهذه وقفة كبيرة غير مستغربة".
وأضاف في تصريح لـ"العين الإخبارية": "الدعم سيخصص للولايات السودانية الأكثر تضررا"، مشيدا بتميّز الهلال الأحمر الإماراتي في توزيع مواد الغوث الإنساني عبر كوادرهم مباشرة إلى ضحايا السيول والفيضانات.
وأشار إلى أن تجربة إقامة معسكرات الإيواء ينفذها الهلال الإماراتي ويشرف عليها، مؤكدا أن وقوف وفد الهلال الإماراتي وجولاته وسط المتضررين مكنته من تحديد احتياجاتهم.
استجابة فورية
وفي قت سابق، ثمن إسماعيل عوض الله العاقب والي ولاية الجزيرة المكلف جهود دولة الإمارات العربية لاستجابتها الفورية وإرسال المساعدات الإنسانية للمتضررين بالسيول والأمطار بالولاية.
وأعلن الوالي لدى استقباله، الثلاثاء، قافلة الإغاثة للمتضررين المقدمة من الهلال الأحمر الاماراتي أن الولاية في حاجة فعلية لمواد الإيواء لمقابلة احتياجات الأعداد الكبيرة من المتأثرين بالسيول والأمطار، مشيرا إلى انهيار أكثر من 3 آلاف منزل انهياراً كليا.
مشاعر صادقة
وعبر رسائل امتنان صادقة، أعرب سودانيون ظهروا في مقاطع فيديو خلال توزيع وفد الهلال الأحمر الإماراتي المساعدات على قراهم، عن شكرهم وتقديرهم للإمارات.
يقول أحد السودانيين في مقطع مصور: "مساعدات الإمارات نقدرها وستظل عالقة في أذهاننا مدى التاريخ ".
وأردف: "البيوت تهدمت جراء السيول وهناك ناس تعيش في العراء والحمد لله نحن تقبلنا الأمر برضا تام، ونشكر دولة الإمارات وقيادتها ومسؤوليها على أياديهم البيضاء على كل منطقة في السودان منذ زمن طويل، واليوم تكبدوا مشقة الحضور ليتفقدوا أحوالنا وقدموا لنا دعما سخيا جدا ونحن نشكرهم".
سوداني آخر، قدم شكره وتقديره للإمارات وقيادتها، قائلا: "نحن نستقبل إخوتنا في الإمارات هذه الدولة الرائدة التي لا يمكن أن ننسى تاريخها منذ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ذلك الرجل الذي كان رمزا من رموز الأمة العربية، كان له الفضل الكبير على السودان، وها هو التاريخ يعيد نفسه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يسير على نهج والده ليكون بلسما لأهل السودان وصديقا لهم".
وأردف: "نتقدم بجزيل الشكر والعرفان والامتنان لهم، ورغم عظم المصاب فإن الوفد الإماراتي مسح كثيرا من همومنا وأذهب الكثير من حزننا، وتلك الجهود هي امتداد لتاريخ عريق ومستقبل مشرق".
أيضا فاضت مواقع التواصل الاجتماعي في السودان برسائل الشكر والتقدير والعرفان والمحبة للإمارات على جهودها الإنسانية.
جسور إنسانية
جهود إماراتية إنسانية متواصلة على مدار الساعة، على أكثر من صعيد، لمد يد العون للشعب السوداني، وتخفيف معاناة المتضررين من السيول.
وضمن أحدث تلك الجهود وصلت السبت أول طائرة إماراتية محملة بمساعدات عاجلة إلى مطار الخرطوم بالسودان لإغاثة متضرري الفيضانات.
ومن المقرر أن يعقب تلك الطائرة 3 طائرات أخرى تباعا ضمن جسر جوي تسيره الإمارات إلى الخرطوم لنقل كميات كبيرة من المساعدات ومواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية للمتضررين من السيول والفيضانات في السودان.
وتشرف هيئة الهلال الأحمر على نقل هذه المساعدات التي يستفيد منها أكثر من 140 ألف مستفيد من المتأثرين والنازحين في عدد من الولايات السودانية الأشد تأثرا من تداعيات الكارثة مثل ولاية نهر النيل وولاية الخرطوم وولاية الجزيرة.
وتتضمن المساعدات حوالي 10 آلاف خيمة و28 ألفا من الطرود الغذائية والصحية و120 طنا من المواد الإيوائية المتنوعة بجانب مواد إغاثية عاجلة بهدف المساهمة في دعم السكان المتضررين وعائلات الضحايا وتحسين ظروفهم المعيشية ومساندة الجهود السودانية والمؤسسات المعنية في احتواء والتخفيف من الأزمة.
تأتي تلك الجهود سيرا على نهج المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، حرصا على استدامة أعمال الخير والأعمال الإنسانية التي كان يحرص على استدامتها، والتزاما بنهج القيادة الرشيدة في ترسيخ قيم العطاء والتسامح وخدمة الإنسان.
وشهد السودان الفترة الماضية أمطارا غزيرة أدت إلى حدوث سيول وفيضانات شملت ولايات نهر النيل وشمال كردفان وسنار والجزيرة والنيل الأبيض وكسلا والقضارف.
وقال الناطق الرسمي باسم المجلس القومي للدفاع المدني في السودان العميد عبدالجليل عبدالرحيم، إن حجم الخسائر المادية والبشرية في جميع ولايات السودان المتأثرة بالفيضانات والسيول والأمطار، الجمعة، ارتفع إلى 89 حالة وفاة و40 مصابا.
وأكد، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، انهيار 21 ألفا و221 منزلا بشكل كامل، وانهيار 31 ألفا و807 منازل بشكل جزئي، مضيفا: "الخسائر طالت 138 من مباني المرافق العامة والمنشآت الحيوية".