هل استهدفت أوكرانيا "فاغنر" في السودان؟
حل الظلام بحي مزقته الحرب في أم درمان السودانية وأسدل السواد ستاره لدرجة بات من الصعب تبين أشباح أو ضربات
وفي تحقيق حصري لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أظهر مقطع فيديو بالتصوير الحراري قوات عسكرية مجهزة بمعدات عالية التقنية، قالت إنها أكثر تطورا بكثير مما أظهره السودانيون حتى الآن.
فيما أظهر مقطع آخر سلسلة من الضربات عالية الدقة نهارًا تهطل من السماء في المدينة نفسها وما حولها، لتضرب أهدافًا قيل إنها "مدعومة من مجموعة فاغنر الروسية في السودان".
ونقلت الشبكة عن مصدر عسكري أوكراني قوله إن هذا عمل جيش أجنبي.
لكن عندما سُئل عما إذا كانوا سيقولون بشكل لا لبس فيه إن كييف كانت وراء الهجمات، اكتفى المصدر بالقول إن "القوات الخاصة الأوكرانية هي المسؤولة على الأرجح"، في اعتراف قد يشكل توسعا دراماتيكيًا في ساحة حرب كييف ضد موسكو.
14 ضربة
حصلت سي إن إن على سلسلة من مقاطع الفيديو للعملية، تظهر 14 ضربة مختلفة قالت إنها استهدفت أسلحة ومعدات قوات الدعم السريع التي يُعتقد أن فاغنر قدمتها.
وأوضحت "سي إن إن" أنها حددت 7 مواقع مختلفة لضربات الطائرات بدون طيار في أم درمان، وقامت بتحديد الموقع الجغرافي للقطات الغارة الليلية على المدينة نفسها من خلال تحديد المباني التي تظهر في الصور.
وبحسب المصدر نفسه، تم بالفعل تحرير فيديو الطائرة بدون طيار الذي حصلت عليه الشبكة، لكن لا تزال هناك أدلة حول هوية من يقفون وراء الهجمات، فالنص الموجود على شاشة وحدة التحكم بطائرة الدرون - الذي يظهر في الفيديو - مكتوب باللغة الأوكرانية.
لكن "الدعم السريع" سرعان ما نفت هذه المعلومات، وقالت في بيان لها، يوم أمس "بعض الجهات تعمد نشر معلومات وتقارير كاذبة ومفبركة حول تلقي قوات الدعم السريع دعماً عسكرياً من مجموعة فاغنر، في محاولة مكشوفة لربط ما يدور في السودان مع أجندة أطراف أخرى حول العالم".
وفي ردها على "سي إن إن"، أوضحت أن الأخيرة "نشرت تقريراً يحوي معلومات كاذبة حول تنفيذ أوكرانيا هجمات بمسيرات استهدفت قوات الدعم السريع بذريعة تلقيها دعماً من مجموعة فاغنر الروسية".
وأضافت "ننفي وبشكل قاطع ما جاء من معلومات في تقرير الشبكة الأمريكية، كما ننفي وجود أي علاقة بمجموعة فاغنر الروسية"، معتبرة أن "ما نشر من معلومات بالخصوص يندرج في إطار حملات التشويه والاستهداف الممنهج التي تقف ورائها جهات بعينها بشكل مفضوح".
وهذا ليس النفي الأول من قبل "الدعم السريع"، إذ سبق وأن نفى قائدها محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، وجود أية علاقة بين قواته و"فاغنر".
وأكد حميدتي في مقابلة صحفية، في يونيو/حزيران الماضي، أن مجموعة فاغنر ما تزال تربطها "علاقة وثيقة" بالجيش السوداني.
وقال : "لقد تم إحضار فاغنر إلى السودان منذ فترة طويلة من قبل (الرئيس السوداني السابق) عمر البشير، من أجل تدريب الجيش، ووقتها أُجبرت قوات الدعم السريع على المشاركة في هذا التدريب".
وأشار إلى أن "العلاقات لم تكن ودية بأي حال من الأحوال. ومع ذلك، لم يكن للدعم السريع أي علاقة مع فاغنر منذ 2019 (الإطاحة بنظام البشير)".
وتستخدم القوات الأوكرانية طائرات درون تجارية متوفرة على نطاق واسع، يبلغ الحد الأقصى لنطاق نقل الفيديو حوالي 9 أميال، وهذا يعني أنه يمكن القول إن مسيّري الطائرات كانوا في السودان بالقرب منها، بحسب المصدر.
وقال خبراء طائرات الدرون الذين استشارتهم الشبكة إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر طائرات درون مثل هذه، بهذه الطريقة في أفريقيا.
وشاركت الشبكة مقاطع الفيديو مع مصدر سوداني رفيع المستوى في الجيش السوداني للتعليق، والذي قال إنه "ليس لديه أي علم بعملية أوكرانية" في بلاده، ولا يعتقد أن ذلك صحيح.
توسع؟
بعد سقوط طائرة تقل زعيم فاغنر، يفغيني بريغوجين، على الأرض أواخر الشهر الماضي، اعتقد الكثيرون أن نفوذ المجموعة سينحسر، لكن الشبكة الأمريكية ترى أن العكس تمامًا هو ما حدث.
ونقلت عن المبلغين عن المخالفات العسكرية في عدد من البلدان الأفريقية قولهم إن الكرملين يعزز سلطته على شبكات فاغنر في جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وليبيا ومالي.
ومن خلال الإحالة المرجعية لشهادات مصادر استخباراتية وعسكرية نشطة في المنطقة مع صور الأقمار الصناعية، كشفت الشبكة الأمريكية عن أدلة على أن أسلحة فاغنر عبرت خلال تشاد خلال الأسبوعين الماضيين، للوصول إلى قاعدة عسكرية في السودان.
وعند النظر عن كثب، يمكن رؤية أكثر من 100 مركبة، بما في ذلك عشرات الشاحنات في القاعدة.