أسبوع السودان.. ظهور أول للبشير وتفاؤل بانفراج الأزمة
الوساطة الإثيوبية وظهور البشير لأول مرة منذ عزله كانا من أبرز المشاهد على الساحة السودانية خلال الأيام القليلة الماضية.
سجلت أيام الأسبوع الماضي في السودان عدداً من المشاهد غير العادية، لعل أبرزها ظهور الرئيس المعزول، عمر البشير، لأول مرة أمام الكاميرات منذ عزله في 11 أبريل/نيسان الماضي.
- وزير خارجية مصر لـ"العين الإخبارية": الحوار سينهي أزمة السودان
- "إيجاد" تطالب القوى السودانية بضبط النفس
وبالتوازي مع خطوات تقديم البشير للمحاكمة تضاعفت الجهود الدولية والإقليمية الداعمة للوساطة الإثيوبية الساعية لتقريب وجهات نظر الأطراف السودانية، للاتفاق حول تشكيل هياكل السلطة الانتقالية وسط تفاؤل بانفراج الأزمة.
كما شهد الأسبوع الماضي إقالة النائب العام الوليد سيد أحمد وتعيين عبدالله أحمد عبدالله خلفاً له، بجانب تفويض الإدارات الأهلية المجلس العسكري الانتقالي لتشكيل حكومة كفاءات بالتشاور مع القوى السياسية.
محاكمة الرئيس المعزول
ففي يوم الأحد الماضي، اقتادت السلطات السودانية "البشير" من محبسه بسجن كوبر القومي إلى نيابة مكافحة الفساد جنوبي الخرطوم، تحت حراسة أمنية مشددة.
وظهر البشير لأول مرة منذ عزله على يد الجيش، مرتدياً جلبابا وعمامة ناصعتي البياض ودون أغلال.
ووجهت نيابة مكافحة الفساد في التحقيقات المالية بالخرطوم إليه تهما تندرج تحت مواد حيازة النقد الأجنبي والثراء الحرام، وحيازة نقد سوداني يتجاوز المبلغ المسموح به.
وتزامنت محاكمة البشير في الخرطوم مع طلب تقدمت به المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا من داخل مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، للسلطات السودانية بالإسراع في تسليم البشير إلى المحكمة في هولندا، لمحاكمته على جرائم دارفور (غرب).
لكن السودان، وعبر مندوبه الدائم لدى الأمم المتحدة ياسر عبدالله عبدالسلام رفض هذا الطلب، مؤكداً أنه سيلقى محاكمة عادلة أمام القضاء السوداني بتهم تتعلق بالفساد.
جهود حثيثة للتسوية
وشهد الأسبوع المنصرم تكثيف الجهود الدولية الإقليمية، لتقريب وجهات النظر بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، للوصول إلى اتفاق حول تشكيل هياكل السلطة الانتقالي، بعد توقف المفاوضات المباشرة بين الطرفين منذ فض اعتصام قيادة الجيش يوم 3 يونيو/حزيران الماضي.
وتمضي مبادرة الوسيط الأفريقي بوتيرة متسارعة، لإعادة طرفي الصراع في السودان إلى مائدة المفاوضات المباشرة، مدعومة من الاتحاد الأفريقي ودول إقليمية صديقة للخرطوم.
وطوال الأسبوع الماضي، ظل مستشار رئيس الوزراء الإثيوبي محمود درير منخرطاً في مشاورات مع المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير كلٌّ على حدة، حول مقترحاته للتسوية وتشكيل هياكل السلطة الانتقالية.
عقب ذلك، عاد "درير" إلى أديس أبابا حاملا ما توصل إليه لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، حيث من المنتظر أن يعود إلى الخرطوم آخر الأسبوع لمواصلة المحادثات.
وضمن مساعي الحلول السلمية في السودان، وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إلى الخرطوم في زيارة رسمية التقى خلالها رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وقوى الحرية والتغيير، وأبدى تفاؤله بانتهاء الأزمة قريبًا.
تفاؤل بانفراج الأزمة
ورغم تعقيدات المشهد السياسي في السودان، فإن كثيرين متفائلون بانفراج وشيك في الأزمة بالبلاد بموجب الوساطة الإثيوبية والجهود الدولية والإقليمية بهذا الخصوص.
ويعزى هذا التفاؤل إلى تأكيدات الجانبين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير حرصهما على الحوار والوصول إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة الكفاءات.
اجتماعان بإثيوبيا
واستضافت العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، الأربعاء والخميس، اجتماعين منفصلين؛ لمناقشة مستجدات الأوضاع في السودان.
وعقد الاجتماع الأول للهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا (إيجاد) والشركاء الإقليميين لدعم السودانيين والعمل من أجل استعادة الاستقرار.
فيما عقد المجلس التنفيذي لوزراء الخارجية الأفارقة اجتماعا، الخميس، بمقر الاتحاد الأفريقي لبحث الوضع والتطورات في السودان.
ودخلت إثيوبيا بقيادة رئيس الوزراء، آبي أحمد، في وساطة بين الأطراف السودانية في الـ7 من يونيو/حزيران الجاري، بالخرطوم لتقريب وجهات النظر ونزع فتيل التوتر.
وجاءت وساطة آبي أحمد عقب تعليق مجلس السلم والأمن الأفريقي عضوية السودان في جميع نشاطات الاتحاد حتى تسليم السلطة للمدنيين.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز