المركزي السوداني يضرب "السوق السوداء" بدولارات جديدة
رغم تراجع الطلب على الدولار من قبل المستوردين، قرر البنك المركزي السوداني تسديد ضربة للسوق السوداء عبر طرح مزاد دولاري جديد.
والطلب على الدولار تراجع في السودان نتيجة التضخم العالمي الذي تسبب في ارتفاع سعرالواردات وبالتالي تراجع الإقبال عليها، فضلا عن توقف حركة الموانئ في شرق البلاد نتيجة الاحتجاجات.
- بتكنولوجيا أمريكية.. السودان يسعى للقضاء على أزمة الكهرباء
- وزير التجارة السوداني لـ"العين الإخبارية": فتحنا موانئ بديلة لـ"بورتسودان" بدول الجوار
ويعتزم بنك السودان المركزي عقد مزاد للنقد الأجنبي هو الرابع عشر على التوالي، يوم الأربعاء المقبل بمبلغ كلي 60 مليون دولار.
ضربة للسوق السوداء
وقال المحلل الاقتصادي عبدالوهاب جمعة لـ"العين الإخبارية" إن مزادات بنك السودان المركزي التي بدأ تطبيقها بعد حوالي 90 يوم من إعلان تحرير سعر الصرف، كانت إحدى الأدوات الناجحة للسيطرة على انفلات سعر الدولار في الأسواق الموازية.
وتابع: "البنك نجح في تحقيق مراده حيث استقر سعر صرف الجنيه مقابل الدولار في غضون شهرين من تنفيذ المزادات".
وأشار إلى أن مزادات بنك السودان المركزي تعمل كـ" آلية " امتصاص للطلب على العملة الصعبة حيث يوجه البنك المزاد لاستيراد مئات السلع الضرورية والتي تعد أكثر السلع طلبا للدولار.
كما عملت مزادات بنك السودان المركزي على تخفيف الطلب على الدولار في السوق الموازي وهو ما أدى في النهاية لتعزيز تحويلات السودانيين بالخارج ومدخرات السودانيين بالداخل التي وصلت إلى 2.2 مليار دولار في 6 اشهر.
وقد ساعد هذا على بناء احتياطي للعملات الصعبة للسودان للمرة الأولى خلال 10 سنوات وصل إلى 1.4 مليار دولار.
شروط المزاد
وأوضح المركزي في منشور الأحد، أن المزاد يأتي إنفاذاً لسياسات البنك بتطبيق سياسة سعر الصرف المدار وفي إطار الجهود المبذولة لاستقرار سعر صرف الجنيه السوداني يأتي المزاد الـ (14) وفق شروط محددة.
وقال إن الحد الأعلى لقيمة الطلب المسموح بتقديمه من كل مصرف كنسبة من حجم المزاد الكلي %20.
وأكد شروط دخول مزادات النقد الأجنبي تشمل أن يقدم العميل طلب واحد عبر مصرف واحد مع توضيح الرمز الائتماني والرقم الضريبي، وعلى المصرف تقديم طلب واحد يوضح فيه احتياجات العملاء على الا تزيد قيمة الطلب عن النسبة التي يحددها بنك السودان المركزي عند الإعلان عن المزاد، وتُقدم الطلبات بحد أدنى 20.000 دولار للعميل الواحد.
ونوه المركزي إلى أنه يتم تسعير كل طلب في صورة أربعة أرقام عشرية لسعر الشراء مثال: (381.8000) جنيه للدولار مع شرط توفر رصيد كافٍ بالعملة المحلية فى حساب العميل مقدم الطلب.
وحذر المركزي بأنه في حالة عدم وجود رصيد كافٍ في حساب المصرف سيتم فرض غرامة على المصرف.
الخطوة القادمة
ووصف الخبير الاقتصادي د. محمد الناير المناخ بالمناسب لإعلان البنك السودان المركزي ووزارة المالية عن إطلاق سوق للنقد شبيه بالمزاد.
وأوضح الناير في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن المزاد مربوط بفترة زمنية محددة يتم فيها فتح وإغلاق المزاد، لكن سوق النقد يستمر على مدار أسبوع يفتح أبوابه للتداول.
ودعا إلى إقامة صندوق للنقد، يساهم في خلق وفرة في النقد الأجنبي بصورة كبيرة عبر سوق منظم تحت رقابة الدولة يؤثر بشكل كبير من قضية المزادات .
وأكد أن مسألة المزادات حققت النجاح المطلوب في استقرار سعر الصرف، حيث استمر الطرح حتى في ظل الإحجام عن الاستيراد نتيجة ارتفاع الدولار الجمركي وتوقف عملية الاستيراد بسبب إغلاقات شرق البلاد.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA= جزيرة ام اند امز