الجنيه السوداني يتراجع أمام الدولار.. ومطالبات بتغيير السياسات النقدية
الدولار يرتفع إلى 46 جنيها سودانيا
ارتفاع الدولار أمام الجنيه السوداني سببه زيادة كبيرة في الطلب، مع شح المعروض في السوق السوداء، وتوقعات بمزيد من التراجع لعملة السودان.
ارتفع سعر الدولار الأمريكي، السبت، إلى 46 جنيهاً سودانياً للبيع في السوق السوداء، وسط توقعات بمزيد من التراجع لعملة الخرطوم أمام النقد الحر.
واعتبر خبراء اقتصاد تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن تصاعد الدولار أمام الجنيه السوداني يؤكد فشل السياسات النقدية المتبعة حالياً، مما يدعو لضرورة تبديلها بشكل عاجل لتلافي مرحلة الانهيار التام، خاصة أن تراجع قيمة العملة الوطنية يقابلها ارتفاع غير مسبوق في معدلات التضخم التي تخطت 66%.
- التضخم في السودان يتخطى 66%.. وخبراء يطالبون بتدابير عاجلة
- رئيس وزراء السودان الجديد: نستهدف معالجة اختلالات التضخم وسعر الصرف
وقال متعاملون في سوق النقد الأجنبي إن سعر بيع الدولار وصل 46 جنيهاً سودانياً، والشراء 47.5 جنيه سوداني، بينما كان مستقراً طوال الفترة التي أعقبت عطلة عيد الأضحى في حدود (42 - 43) جنيهاً سودانيا، واعتبروا أن الارتفاع في قيمة النقد الأجنبي مقابل الجنيه السوداني إلى هذا الحد طبيعي، فسبق أن شارف الدولار حاجز الـ50 جنيهاً.
وأكد المتعاملون الذين تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن ارتفاع الدولار سببه زيادة كبيرة في الطلب، مع شح في المعروض في السوق السوداء، متوقعين مزيداً من التراجع لقيمة الجنيه السوداني إذا لم يطرأ جديد على الوضع الحالي.
وأكد الخبير الاقتصادي السوداني الدكتور محمد الناير، أن أسباب تراجع قيمة الجنيه السوداني معلومة وتتركز بشكل أساسي في ضعف التدفقات النقدية من الخارج، مما خلق شحاً في العملات الصعبة بالبلاد، كما أن للسياسات الاقتصادية والمالية التي تبنتها الحكومة خلال الأشهر الماضية أثر في تدهور سعر الصرف.
وجدد الناير خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" مطالبات بضرورة تبني سياسات أفضل لجذب مدخرات المغتربين السودانيين عبر تقديم حوافز مجزية تدفع "المغترب" لتحويل أمواله للداخل، لافتاً إلى أن قطاع المغتربين سيغطي عجز الميزان التجاري الذي يقدر بحوالي 5 مليارات دولار ويحقق استقراراً في الاقتصاد وسعر الصرف.
ودعا الناير إلى ضرورة أن يغلب الطابع الاقتصادي في المعالجات على الإجراء الأمني الذي اعتبره عنصراً مكملاً وليس حلاً.
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، عاصم المهل، إن تدني قيمة الجنيه مقابل النقد الأجنبي يعكس فشل الحلول القائمة مما يتوجب تعديلها بصورة عاجلة لتفادي الانهيار الاقتصادي التام.
ونصح المهل خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" الحكومة السودانية بالتراجع الفوري عن السياسات المالية التي حملتها موازنة العام المالي 2018، خاصة سعر الدولار الجمركي (التخليص) الذي تم تحريكه من 6 جنيهات إلى 18 جنيهاً.
وشدد على ضرورة إعادة سعر الدولار الرسمي إلى حده السابق، لأن التحريك أدى لإحجام الموردين والمستوردين معاً، بجانب إعادة النظر في الصادرات "الحيوانية، الزراعية، الذهب" والعمل على تصنيعها للاستفادة من القيمة المضافة.
ويقابل تدهور قيمة الجنيه السوداني تصاعداً غير مسبوق في معدلات التضخم، حيث بلغت 66.82% خلال أغسطس/آب بحسب إحصائية صادرة عن جهاز الإحصاء المركزي بالسودان، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الاستهلاكية كافة.
وأعلن رئيس الوزراء السوداني معتز موسى، عن قرارات وإجراءات مالية واقتصادية ستعلن الأسبوع المقبل، لتحسين الوضع الاقتصادي بما فيه سعر الصرف ومعدلات التضخم.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز