«صمود» بالسودان.. بديل جزئي لـ«تقدم» ينشد كسر الجمود
![عبدالله حمدوك -أرشيفية](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/12/155-153737-sudna-new-war-bloc-civilian_700x400.jpg)
ما بين "تقدم" الأمس، و"صمود" اليوم، تتوجه الأنظار إلى المشهد السياسي في السودان، وسط آمال بأن يكسر الوليد الجديد جمود الحل.
وانقسمت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" أكبر تحالف سياسي مدني في السودان، الإثنين، إلى فصيلين، إثر "موقفَين متباينين حول قضية تشكيل حكومة موازية".
المعسكر الرافض لتشكيل حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، أعلن عن تأسيس تحالف جديد تحت اسم "صمود" برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، ويهدف لمواصلة مسيرة التحول المدني الديمقراطي.
الكاتب والمحلل السياسي السوداني أنور سليمان، يرى أنه "يجب على التحالف الجديد إحداث تغييرات جوهرية عميقة في طريقة تعاطيه مع الأزمة حتى تتسق مع الواقع على الأرض".
وقال سليمان في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن "القوى الوطنية في السودان درجت على إقامة هياكلها والتعاطي مع الأزمة بطريقة الاكتفاء بإصدار بيانات صحفية عند الملمات مع انتظار أن تهب ريح المتغيرات الدولية أو الإقليمية والمحلية لتملأ أشرعتها المفتوحة على الدوام لتقودها إلى السلطة".
قبل أن يضيف: "تلك الطريقة ثبتت بالتجربة أنها فعّالة وإن كانت بطيئة بطريقة مميتة".
من جانبه يقول الكاتب والمحلل السياسي، محمد لطيف، إن "تحالف (صمود)، أكد موقفه المبدئي من الحرب ومن طرفيها، وعدم دعم أي طرف ضد الطرف الآخر، كما أكد على دور القوى المدنية القائم على سلاح السلمية في مواجهة سلاح الحرب والاحتراب ومناهضة خطاب الكراهية والتشظي وقطع الطريق على محاولات تقسيم السودان".
وأكد لطيف وهو رئيس مركز "طيبة للإعلام" (غير حكومي) لـ«العين الإخبارية»: "يسألونك ما بقي من تقدم؟ قل الصمود"، إن التحالف يعني الصمود على السلمية والحياد والانحياز لصالح المواطن".
وأضاف "تمسك التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة بوقف الحرب وحماية المدنيين والسلمية والحياد والانحياز لصالح المواطن يكرس الصمود على المبدأ الأساسي والاستراتيجي الذي قام عليه تحالف تنسيقية تقدم".
وتابع "الآن يظل التحالف المدني الديمقراطي هو الممثل الشرعي للشعب السوداني، ولن يستطيع من يقنعني ويقنع كل عاقل من بين الشعب السوداني من يرى الحل في استمرار الحرب والقتال، وليس من بين صفوف السودانيين من تراه سعيدا بما آل إليه حال السودانيين من نزوح ولجوء وقتل وجراح وخسائر فادحة على المستويين الخاص والعام".
تحديات كبيرة
أما الكاتب والمحلل السياسي، محمد المختار، فتحدث عن تحديات تواجه "صمود".
تحديات قال المختار في حديثه للعين الإخبارية، إنها "تتمثل في طبيعة هذا التحالف السياسية والاجتماعية".
وتابع "كما أن التحالف الجديد سيكون أمام سؤال رئيسي ماذا سيقدم من فعل وخطاب سياسي في ظل هذا المشهد". مشيرا إلى ضرورة "القيام بفعل سياسي حقيقي لاختراق جدار الأزمة ومخاطبة جذورها".
توليفة سياسية
ويضم تحالف "صمود"، أحزاب التجمع الاتحادي، والبعث القومي، والمؤتمر السوداني، والأمة القومي، والتواصل، والناصري، والوطني الاتحادي، والجبهة الشعبية المتحدة، وحركة حق، والحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي.
كما ينضوي تحت مظلته 17 كيانًا نقابيًا ومهنيًا، منها نقابة الصحفيين السودانيين، ولجنة أطباء السودان، ومحامي الطوارئ، ولجنة المعلمين، إضافة إلى ثمانية من تجمعات لجان المقاومة.
ولم يتوقف المنضمين للتحالف عند ذلك، إذ ذكر بيان صادر عنه، أنه "يضم شخصيات من المجتمع المدني، من بينهم هادية حسب الله، وصالح عمار، وبكري الجاك، علاوة على أفراد من الفئات النوعية مثل الشاعر أزهري محمد علي، وأعضاء من الإدارة الأهلية، وأصحاب الأعمال والأشخاص ذوي الإعاقة.
الحيادية
وشدد البيان على أن قوى "صمود" ملتزمة باتخاذ طريق مستقل لا ينحاز لأي طرف من أطراف النزاع، للتصدي للأفعال التي وحدة البلاد، والانتهاكات، وحماية المدنيين، ومعالجة الأزمة الإنسانية، واستكمال جهود وقف الحرب.
ويخوض الجيش السوداني، و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء.
aXA6IDMuMTQ3LjYxLjE3OSA= جزيرة ام اند امز