قناة السويس معطلة.. الأزمة تنتهي في هذا الموعد والخسائر تطول الجميع
توقعت وكالة بلومبرج، الجمعة، الانتهاء من تعويم الناقلة العملاقة "إيفر جيفن" التي جنحت في قناة السويس بحلول يوم الأربعاء المقبل.
وجنحت السفينة "إيفر جيفن"، يوم 23 مارس/ آذار الجاري، وتسببت في إغلاق قناة السويس، التي تعد أحد أكثر الممرات التجارية ازدحاما في العالم، بحسب موقع "مارين فيسيل ترافيك" الألماني.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة على الأمر، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن مهمة تعويم ناقلة الحاويات العملاقة التي تزن 200 ألف طن ويبلغ طولها حوالي 400 متر، تتطلب أسبوعا من العمل، على الأقل، بل ربما أكثر. وكان من المتوقع في بداية الأمر أن تستمر جهود الإنقاذ يومين.
ولم تفلح جهود تعويم السفينة منذ يوم الثلاثاء الماضي، باستخدام قاطرات وجرافات، وهي معدات تبدو صغيرة جدا مقارنة بحجم الناقلة الجانحة.
وبحسب بيانات بلومبرج، ارتفع عدد الناقلات التي تنتظر حل المشكلة وعبور القناة إلى 240 ، وهي تحمل شحنات من النفط والبضائع الاستهلاكية تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات. وكان عدد هذه الناقلات 186 أمس الأول الأربعاء.
ونقلت بلومبرج عن راندي جيفنز، النانب الأول لأبحاث الأسهم والطاقة البحرية بشركة الخدمات المالية الأمريكية، جيفريز، القول إنه في حال ترك الحاويات على ظهر "إيفر جيفن"، فإن جهود تعويم الناقلة قد تستكمل بحلول يوم الخميس المقبل، بمساعدة المد والجزر. أما في حال تفريغ الحمولة من الناقلة أو إجراء إصلاحات واسعة النطاق في مجرى القناه، "فإن فترة التوقف قد تمتد، بكل تأكيد، إلى أسبوعين، على الأقل".
وأعلن رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع أمس الخميس تعليق حركة الملاحة بالقناة مؤقتاً، لحين الانتهاء من أعمال تعويم سفينة الحاويات التي ترفع علم بنما. ولم يتطرق ربيع إلى المدة التي قد تستغرقها جهود تعويم السفينة، على وجه التحديد.
وجنحت الناقلة بسبب عاصفة رملية، خلال عبورها قناة السويس ضمن قافلة الجنوب في رحلتها القادمة من الصين في طريقها إلى روتردام.
وأفاد الفريق ربيع في بيان بأن جهود تعويم السفينة شملت القيام بأعمال الشد والدفع بواسطة ثماني قاطرات عملاقة، في مقدمتها القاطرة بركة 1 بقوة شد 160 طنا.
وأظهرت الصور التي نشرتها هيئة قناة السويس عمل الجرافات لإزالة الطمي حول الناقلة العملاقة مع قيام زوارق القطر بجذبها، وسحبها.
وذكر الفريق ربيع أن حركة الملاحة بالقناة شهدت أمس الأربعاء، عبور 13 سفينة من بورسعيد ضمن قافلة الشمال كان من المستهدف إكمال مسيرتها في القناة وفقاً للتوقعات الخاصة بانتهاء إجراءات تعويم السفينة الجانحة، إلا أنه مع تواصل أعمال تعويم السفينة كان لا بد من التحرك وفق السيناريو البديل بالانتظار في منطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل بعد تعويم السفينة.
تداعيات أزمة قناة السويس
ويسبب توقف قناة السويس اضطرابا نجم عنه ارتفاع تكاليف الشحن لناقلات المنتجات البترولية إلى المثلين تقريبا هذا الأسبوع، وتحويل عدة سفن مسارها بعيدا عن المجرى المائي الحيوي إذ تظل سفينة حاويات عملاقة عالقة بين ضفتيه.
وأدى توقف الملاحة عبر القناة الواصلة بين أوروبا وآسيا إلى تعميق مشكلات خطوط النقل البحري التي تواجه بالفعل اضطرابا وتأخيرات في توريد سلع التجزئة إلى المستهلكين.
ويتوقع محللون تأثيرا أكبرا على الناقلات الأصغر والمنتجات البترولية، لا سيما صادرات النفتا وزيت الوقود من أوروبا إلى آسيا، إذا ظلت القناة متوقفة لأسابيع.
وقدّرت بلومبرج حجم البضائع المعطلة بسبب السفينة الجانحة في قناة السويس، بنحو 10 مليارات دولار يوميا، من السلع النفطية وغير النفطية كانت تمر عبر قناة السويس يوميا.
وتظهر بيانات ملاحية من رفينيتيف أن أكثر من 30 ناقلة نفط تنتظر في شمال وجنوب القناة للمرور عبرها منذ الثلاثاء.
وقالت بريمار إيه.سي.إم شيببروكينج للوساطة في الشحن البحري "أسعار (الشحن) للناقلات من فئتي أفراماكس وسويسماكس في البحر المتوسط تحركت أولا أيضا، إذ بدأت السوق تضع في الاعتبار توافر عدد أقل من السفن في المنطقة".
وقالت بريمار إيه.سي.إم إن أربع ناقلات على الأقل من فئة (لونج-رينج 2) ربما كانت تتجه صوب السويس من حوض الأطلسي تقيم على الأرجح الآن مسارا حول رأس الرجاء الصالح. وبإمكان الناقلة من تلك الفئة حمل نحو 75 ألف طن من النفط.
وأضافت أن ارتفاع الطلب على خام حوض الأطلسي داخل أوروبا سيزيد أيضا من استخدام تلك الناقلات الأصغر حجما ويدعم أسعار الشحن.
وزادت تكلفة شحن المنتجات الأقل تلويثا للبيئة، مثل البنزين والديزل، من ميناء توابس الروسي على البحر الأسود إلى جنوب فرنسا من 1.49 دولار للبرميل في 22 مارس آذار إلى 2.58 دولار للبرميل في 25 مارس آذار، بزيادة 73 بالمئة بحسب رفينيتيف.
وقال أنوب جاياراج سمسار شحن ناقلات لدى فيرنليس سنغافورة إن مؤشرا قياسيا للشحن البحري للسفن من فئة (لونج-رينج 2) من الشرق الأوسط إلى اليابان، المعروف باسم تي.سي 1، ارتفع إلى 137.5 نقطة (ورلد سكيل) في وقت مبكر من اليوم الجمعة مقارنة مع 100 نقطة (ورلد سكيل) الأسبوع الماضي.
تأثير تأخيرات الشحن البحري
وعلى نحو مماثل، سجل مؤشر لتكاليف الشحن للسفن من فئة (لونج-رينج 1) على نفس المسار، المعروف باسم تي.سي 5، 130 نقطة (ورلد سكيل)، ارتفاعا من 125 في نهاية الأسبوع الماضي. وورلد سكيل هي أداة للقطاع تُستخدم لحساب تكاليف الشحن.
وقال محللون إن تأثير تأخيرات الشحن البحري على أسواق الطاقة سيخفف منه موسم يتسم بانخفاض الطلب على النفط الخام والغاز الطبيعي المسال.
وقالت شركة كبلر لمعلومات البيانات "الطبيعية الموسمية لهذه التدفقات تعني أنه من المستبعد أن نشهد فرض ضغوط على شركات شحن الغاز الطبيعي المسال التي تنقل شحنات إلى الشرق، إذ إن مسارات رأس الرجاء الصالح الأصول والأقل تكلفة تحظى بتفضيلها".
وقال سمسار شحن بحري يعمل من سنغافورة إن عدة ناقلات غاز مسال حولت مسارها، مضيفا أن المعنويات تجاه أسعار الشحن لناقلات الغاز المسال أكثر إيجابية بعد الحادث.
وأضاف أن بعض المشترين الأوروبيين الذين يترقبون تأخيرات في إمدادات الغاز المسال من قطر ربما يدرسون خيارات أخرى مثل الشراء في السوق الفورية. لكن محللين يقولون إنه في ظل أن الطلب على الغاز المسال في موسم يتسم بالانخفاض، فإن التأثير ربما يكون ضئيلا.
وقال كارلوس توريس دياز رئيس أسواق الغاز والكهرباء لدى ريستاد إنرجي في مذكرة أمس الخميس إنه إذا استمر التوقف في قناة السويس لأسبوعين، قد يتأجل تسليم نحو مليون طن من الغاز المسال إلى أوروبا.
وأضاف أن هذا الرقم قد يتضاعف إلى ما يزيد عن مليوني طن من الشحنات المؤجلة التسليم في ظل أسوأ تصور إذا ظلت القناة متوقفة لأربعة أسابيع.