بالصور.. تكذيب أكبر أسطورة عن السكر: أجسادنا لا تحتاج إلى تناوله
للسكر آثار سلبية على صحة الإنسان وتشير الدراسات إلى أن استبعاده من الغذاء يحدث فارقا ويزيد القدرة على مقاومة الأمراض وتفادي الشيخوخة.
كذب خبيران في التغذية والصيدلة بعض الأساطير الرئيسية عن السكر، الذي يطلق عليه البعض "الذهب الأبيض"، وتطرقا للمعتقدات الغذائية التي تحفز البشر على إدخاله في النظام الغذائي، من خلال تقديمها أدلة لإزالة اللبس بشأن بعض الجوانب الأساسية الخاصة به، وبعض النصائح لاستبداله بما هو أقل ضررا.
ومن المعروف أن للسكر آثاراً سلبية على صحة الأسنان والأجساد، ما دفع البعض لإطلاق اسم "السم الأبيض" عليه، وتشير الدراسات إلى أن استبعاد السكر أو تقليله من النظام الغذائي يحدث فارقاً في حياة الإنسان، ويزيد القدرة على مقاومة الأمراض وتفادي الشيخوخة المبكرة.
وقال خبير التغذية أيتور سانشيز، إن "أكبر أسطورة عن السكر هو أنه لا غنى عنه للإنسان، لكن بغض النظر عما سمعناه، فإن أجسادنا لا تحتاج إلى السكر لكي تعيش، ولكنها تحتاج إلى الجلوكوز".
وأكد سانشيز، خلال ورشة عمل بعنوان "تخلَّ عن السكر: تعلم كيف تعيش بدون سكر مضاف"، أنه "يمكن الحصول على الجلوكوز من العديد من مصادر الكربوهيدرات، والسكر فقط هو أحد الخيارات، وقطعا ليس الاختيار الأكثر صحة"، موضحا: "ليس لدى رأي جيد حول السكر المضاف من مصدر خارجي للأغذية أو المنتجات الغذائية".
وأشار إلى أن "الإعلانات المضللة للغذاء تحاول فرض الاعتقاد بأن الإنسان يحتاج إلى السكر حتى يصبح نشيطا إلى نهاية اليوم، ونحن نقع في هذا الخطأ لسنوات دون أن نفكر في أن الجلوكوز ما نحتاجه فعليا، وهو مركب يمكننا أن نجده في الأطعمة التي لا تملك حتى الطعم الحلو".
ولفت ساشنيز إلى خلق أكاذيب بشأن السكر، متطرقا إلى مقال نشره على مدونته بعنوان "الأكاذيب العلمية للسكر"، ومن خلاله يشير إلى أنه من المفهوم جدا أن يرتبك الناس حول هذه المسألة.
وتابع: "من الأساطير الأخرى الاعتقاد السائد أن منتجات مثل السكر البني، دبس السكر أو العسل الأسود، العسل أو شراب الأغاف (الصبار) هي بدائل صحية للسكر، لأن نسبة السكريات الموجودة في تلك المنتجات متشابهة".
وأضاف: "في قائمة المكونات على الملصق الغذائي تظهر مشتقات السكر تحت مسمى آخر، خاصة عند إضافته بصورة مصطنعة، مثل السكروز، الفركتوز، سكر العنب، مالتوديكسترين، شراب الذرة والصبار".
وشرح سانشيز أن السكر المضاف "يمكن أن نجده بنسب أكبر، كما هو منطقي، في الحلوي، المعجنات، والمشروبات الغازية، لكن يجب ألا ننخدع إلا بنسبة معينة، ويتعين أخذ أمور أخرى بعين الاعتبار، مثل حصص الاستهلاك، مثلا: يمكن للشخص أن يشرب مشروبا خفيفا أو مشروبا للطاقة، ليحصل الفرد بذلك من 35 إلى 70 جراما من السكر دون أن يدرك ذلك تقريبا".
بينما أوضحت الدكتورة في الصيدلة ماريان جارسيا، أنه "في هذه المرحلة، من المهم التمييز بين السكر الأصلي، والآخر الحر"، مضيفة: "الأول موجود في الغذاء، فعلي سبيل المثال نجده في البرتقال، الذي يحتوي على السكر، لكنه سكر مناسب، ويكون إطلاقه في الجسم أبطأ بسبب وجود الألياف".
وتابعت: "ومع ذلك، فإذا حولنا البرتقال إلى عصير، فإن السكر الموجود بداخله سيتحول إلى سكر حر، يتعامل الجسم معه كالسكر المضاف تماما، وهذا لا يعرفه الكثيرون".
وقالت جارسيا، في مقدمة مدونتها التي تحمل عنوان "ما هي كمية السكر التي تحملها عربة التسوق الخاصة بك؟"، إن مشترواتنا تحتوي على العديد من الكيلوجرامات من السكر، رغم عدم شراء أي منتجات تحتوي عليه، ويضاف 20% فقط من السكر الحر الذي نستهلكه مباشرة في الطعام، أما الباقي، أي أقل من 80%، مخبأ في الطعام.
وذكرت أن السبب الأكثر انتشارا هو منح نكهة أفضل للطعام، ومن هنا لا نمتلك حاسة تذوق معتادة على النكهات التقليدية.
وأضافت أنه من الشائع إضافة السكر إلى أغذية بنسبة دهون 0%، إذ إن نزع الدهون يتسبب في جعل مذاق الأغذية سيئا ولهذا يضاف السكر، لكن هناك العديد من الأسباب التكنولوجية، إذ تضاف هذه المادة البيضاء لحماية الأغذية بشكل أفضل، تنظيم حموضة بعض المستحضرات أو تحضير الكراميل أو صنع محلول أكثر كثافة.
فيما يتعلق بالآثار الضارة التي يمكن أن يسببها السكر المضاف على الصحة، أشارت سانشيز إلى أنه "عندما يستهلك بشكل زائد، فإنه يمكن أن يسهم في ظهور أمراض مثل زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم، ووجود كميات غير طبيعية من الكوليسترول في الدم أو التسوس".
وأضافت: "يرتبط الاستهلاك المفرط أيضا بعامل كبير من عوامل الخطر، الخاص بظهور أنواع مختلفة من السرطان"، موضحة أن الاستهلاك الزائد للسكر له آثار سلبية على الجراثيم أو الفلورا الميكروبية، إذ يضر بـ"البكتيريا الجيدة" لدينا، ويمكن أن يقود إلى تناول المزيد من الأطعمة السكرية غير الصحية، لأنه يؤدي إلى إطلاق مادة دماغية تدعى "الدوبامين"، هرمون المكافأة والمتعة.
نصائح للحياة دون سكر
ينصح سانشيز وجارسيا، باستخدام وسائل بسطية وفعالة للحصول على أطعمة تحتوي على سكر أقل:
1- استهلاك أغذية خام ومنتجات طازجة.
2- استخدام أقل قدر ممكن من الأطعمة الجاهزة.
3- الاعتياد على النكهات الطبيعية للطعام.
4- استهلاك الفاكهة بديلا للحلوى.
5- الاعتماد على المياه مشروبا رئيسيا.