"الطفل المفخخ".. آخر حيل بوكوحرام لمواجهة الهزيمة
تزايد استخدام بوكوحرام الإرهابية للأطفال المفخخة في الآونة الأخيرة في محاولة لاستعادة تواجدهما بعد محاصرتها من قبل الحكومة النيجيرية
يضع يده فوق رأس الصغير وعلى وجهه ابتسامة متوحشة ومتشفية، إذ أن هذا الأخير سيكون "القنبلة المفخخة" التي تستغلها جماعته الإرهابية في عملياتها ضد الحكومة بعد التضييق عليها في التسلح.
هذا المشهد متكرر خلال العامين الماضيين على يد عناصر جماعة بوكو حرام الإرهابية في نيجيريا، والتي تستغل الأطفال كـ"أسلحة" في حربها ضد الحكومة.
غير أن هذا المشهد المتكرر، بات أكثر حضورًا هذا العام، حيث استخدمت بوكوحرام نحو 83 طفلًا لشن هجمات انتحارية في شمال شرقي نيجيريا بداية 2017، بما يعادل أربعة أضعاف عدد الهجمات في عام 2016 بأكمله، بحسب آخر تقرير إحصائي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
وهو ما يظهر أن سياسة استخدام "الأطفال المفخخة" حولت من مجرد تكتيك إجرامي اعتادته الجماعة الإرهابية، إلى حيلة أخيرة تلجأ إليها بكثافة لمواجهة الهزائم المتوالية.
ولم يقتصر استغلال "بوكوحرام" الأطفال في تنفيذ الهجمات الانتحارية فحسب، لكنه امتد إلى فئة الفتيات على وجه الخصوص، فهناك نحو 55% من الأطفال الذين تم استخدامهم كقنابل بشرية هم من الفتيات دون سن 15 عامًا.
حضانة الانتحاريين
وبات الأطفال السلاح الأقوى لدى بوكوحرام في ظل حالة التراجع التي شهدتها الجماعة لا سيّما في نيجيريا بعد تضييق الخناق عليها من قبل الحكومة النيجيرية المدعومة بقوات تحالف غرب إفريقيا لمكافحة الإرهاب.
ووفقاً للأمم المتحدة فإن 127 طفلاً تم استخدامهم كقنابل بشرية من قبل جماعة بوكو حرام منذ 2014 في شمال شرق نيجيريا، وهو الأمر الذي وصفه مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف، في بيانات سابقة، بالانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان، الذي يستوجب مواجهة حاسمة على المستوى الميداني والفكري.
بوكوحرام تتفوق على داعش
ورغم أن "بوكوحرام"، ليست الجماعة الإرهابية الوحيدة التي تتبع نهج تجنيد الأطفال، بل يرافقها تنظيم "داعش" في هذه السياسة الوحشية، إلا أنها الأكثر استخدامًا للأطفال المفخخة، بحسب تقارير رصد أعدها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف.
علاء صلاح، منسق وحدة رصد اللغات الإفريقية بمركز الأزهر، يقول لبوابة "العين" الإخبارية إن تقارير الرصد والمتابعة كشفت أن تنظيم بوكوحرام هو الأكثر استخدامًا للأطفال كحضانة للانتحاريين، مقارنة بتنظيمات أخرى مثل داعش، مفسرًا الأمر بقوله: بوكوحرام أقل تطورًا من أي تنظيم آخر.
كما أن مكان تواجد بوكوحرام في إفريقيا لا يسمح لها بالحصول على أسلحة متطورة مثل القذائف والصواريخ، فبالتالي هي تلجأ إلى استخدام الأطفال على المدى الطويل.
وحول أعمار الأطفال المفخخة، أوضح منسق وحدة رصد اللغات الإفريقية، المعني بمتابعة أنشطة جماعة بوكو حرام، أن الجماعة الإرهابية عادة ما تستخدم الأطفال من سن 8 إلى 16 عامًا، وعادة ما يكونون فتيات.
وأرجع صلاح السبب في اختيار تلك الفئة العمرية إلى سهولة خداعها، حيث يتم الزج بهم في عمليات انتحارية دون علمهم، كأن يخبرون الأطفال بأنهم في طريقهم إلى أهلهم أو بلدهم، أو حتى إلى الملاهي من خلال مطالبتهم بالضغط على زر بعينه أو فك الحزام بشكل ما، لتبدأ اللعبة التي هي في الحقيقة عبارة عن تفجير.
- الإفتاء المصرية تحذر من استغلال داعش للأطفال في العمليات الانتحارية
- مرصد الإفتاء يحذر: "داعش" تطلق تطبيق "حروف" الهاتفي لتجنيد الأطفال
أشبال الخلافة المزعومة
أما عن أسباب لجوء داعش للأطفال، فيقول منسق الأزهر والمتابع لأنشطة الجماعات الإرهابية بصفة عامة، و"بوكو حرام" بصفة خاصة، لبوابة "العين" الإخبارية إن داعش يجند ما يسمونهم بأشبال الخلافة لسد الفجوة التي يعانيها في عدد المقاتلين.
ويلقن داعش الأطفال الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة، بالإضافة إلى المناهج الأكثر وحشية، كما يقوم بعمليات الإعدام العلنية أمامهم، ويعرض لهم أشرطة الفيديو الخاصة بأعمال العنف، ويمنحهم ألعابًا عبارة عن أسلحة.
ولا يتوانى التنظيم في استخدام أي شيء يوصله إلى مآربة، فلا يجد حرجًا في التراجع عن تحريم كرة القدم، ليستخدم ممارسة الأطفال لها، في بث وحشيته في نفوسهم من جهة، حيث يجعلهم يركلون الرؤوس المقطوعة كالكرة، ومن جهة أخرى يجعل قدوتهم المقاتلين الكبار من خلال اللعب المشترك.
وظهرت لقطات فيديو لمقاتلين في ساحة الرقة في سوريا والموصل وتلعفر في العراق يركلون الكرة مع الأطفال.
aXA6IDMuMTQ1LjY4LjE2NyA= جزيرة ام اند امز