كرة القدم.. وسيلة "داعش" الجديدة لتجنيد مقاتلين جدد
"الضرورات تبيع المحظورات"، قاعدة فقهية، لجأ إليها تنظيم "داعش" الإرهابي في غير موضعها
"الضرورات تبيع المحظورات"، قاعدة فقهية، لجأ إليها تنظيم "داعش" الإرهابي في غير موضعها، فالمحظور لديه المتمثل في كرة القدم تحوّل بين ليلة وضحاها إلى "ضرورة" تمكنه من تجنيد مقاتلين جدد، بعدما كانت لعبة "حرام".
وخلال الشهور الماضية كان داعش يقْدِم على إعدام اللاعبين في المدن التي يسيطر عليها بدعوى أنهم يمارسون لعبة هي من المحرمات، وكان آخرها إعدام 4 رياضيين في استاد الرقة، لكن الأمر تغير الآن، وصارت اللعبة بمثابة الطريق لمزيد من العمليات الإرهابية وترويع الآمنيين.
ولم تعد المساجد هي المكان الذي تلجأ له العناصر الداعشية المكلفة بتجنيد الشباب للانضمام لصفوف التنظيم، حيث باتت وجهة معروفة لرجال الأمن والمخابرات، فوجدت بديلًا في ساحات كرة القدم، والتي تمكنها من اصطياد المجندين بكل سهولة ويسر.
وأجرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية حوارًا مع أحد المكلفين بتجنيد عناصر لصفوف الدولة الإسلامية في الأردن، يدعى "أبو قتيبة"، الذي قال إن "المساجد في هذه الأيام أصبحت مكانا لتحديد المجندين المحتملين، بينما يتم الاقتراب منهم وتجنيدهم في أماكن أخرى، فمثلا نأخذهم إلى المزارع أو منازل خاصة، وهناك نناقش وننظم مباريات كرة القدم لجعلهم أقرب إلينا".
وتقول تقارير إعلامية غربية إن العديد من الجهاديين والزعماء الإسلاميين المتشددين إما أنهم كانوا لاعبين سابقين أو من مشجعي كرة القدم، حتى إن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، كان لاعب كرة قدم في السجن الأمريكي في العراق حتى إنه لُقب بمارادونا حينها.
من جانبه، قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، اليوم الأربعاء، إن تنظيم "داعش" الإرهابي يسعى للاستفادة من الشعبية الجارفة التي تحظى بها كرة القدم بين أوساط الشباب لتجنيد عناصر جديدة وتلميع صورته في المناطق التي ما زال يسيطر عليها.
ولفت مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة إلى أن تنظيم داعش يبثّ وحشيته في عقول الأطفال أثناء ممارستهم كرة القدم حيث يجعلهم يركلون الرؤوس المقطوعة كالكرات وفقًا لدراسة حديثة أصدرتها مؤسسة "كويليام فاونديشن"، مضيفًا أن مسحًا على الإنترنت، أجرته شركة فوكاتيف للإعلام والتكنولوجيا البريطانية، أظهر أن الصفحات الجهادية على فيسبوك غالبًا ما كان أصحابها من مشجعي كرة القدم.
وأفاد المرصد أن التنظيم- تحت الضغوط والضربات المتلاحقة التي ألحقها به التحالف الدولي-فقد الأمل في تأسيس حياة يومية على طريقته المعوجة في التفكير والحكم.
وخلص المرصد إلى أن هذا المنحى يكشف عن أن التنظيم ينتهج نظرة براجماتية نفعية للفتاوى الدينية التي يصدرها، والتي تتغير بل وتتناقض بتغير مصالح التنظيم وأهدافه دون النظر إلى شرعية تلك الأهداف أو توافقها مع مبادئ وقيم الشريعة الإسلامية وصحيح الدين.
ونقلت الصحف الغربية أنه تم إعفاء الأطفال من الحظر المفروض على كرة القدم، وظهرت لقطات فيديو لمقاتلين في ساحة الرقة في سوريا والموصل وتلعفر في العراق يركلون الكرة مع الأطفال.
وتم السماح للمقاتلين الأجانب بامتلاك أجهزة بث وفك تشفير القنوات الرياضية ومشاهدة المباريات في منازلهم.
aXA6IDMuMTQyLjE3Mi4xOTAg
جزيرة ام اند امز