تغير المناخ تحدٍّ ملحمي.. و"سلطان الجابر" الشخصية الأمثل لقيادة COP28
قال مايكل بلومبيرغ، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالحلول المناخية الطموحة، إن مكافحة التغير المناخي تستوجب تكاتف الجميع.
ولهذا السبب يرى بلومبيرغ، مؤسس منظمة بلومبيرغ الخيرية، أن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28 هو الشخصية الأجدر برئاسة قمة المناخ المقبلة للأمم المتحدة، مؤكدًا أن إحراز مزيد من التقدم يأتي عبر التعاون لا الصراع، كما قال في مقال له في وكالة بلومبرغ للأنباء.
مايكل بلومبيرغ يرى أن العالم اليوم أصبح بحاجة إلى تواجد منتجي النفط على طاولة العمل المناخي -بما في ذلك الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط في العالم. ولن تكون دولة الإمارات أول دولة نفطية تستضيف مؤتمر الأطراف "كوب".
وأشار بلومبيرغ إلى أن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر ليس فقط رئيس شركة النفط الوطنية في دولة الإمارات "أدنوك"، لكنه في الوقت ذاته المؤسس والرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة الطاقة المتجددة، "مصدر"، والتي تمكنت تحت قيادته من تحويل دولة الإمارات إلى واحدة من أضخم المستثمرين في العالم في مجال الطاقة المتجددة.
وقد وضعت "مصدر" لنفسها هدفا بتوليد 100 غيغاوات من الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد، وهو هدف أكثر طموحًا مما وضعته بعض الدول الأوروبية الكبرى. ولو أن كل رئيس شركة نفط أخرى ضخ استثمارات مماثلة، لأصبح العالم في موضع أفضل بكثير يمكن من خلاله الحد من انبعاثات غارات الاحتباس الحراري.
وأكد بلومبيرغ، على أننا لن نتمكن من تجنب أسوأ آثار تغير المناخ دون الحد بشكل كبير من استخدام الوقود الأحفوري في أسرع وقت ممكن، وكلما تقبلت شركات الوقود الأحفوري ذلك وبدأت في الانتقال إلى الطاقة النظيفة -كما يفعل الدكتور سلطان الجابر– فسوف نتمكن من إحراز تقدم.
وقال: "بصفتي مبعوثًا خاصًا للأمم المتحدة حول الطموح والحلول المناخية، أتيحت لي الفرصة للحديث مع الدكتور سلطان بن أحمد الجابر حول التقدم الذي نتفق عليه معًا -وكيفية التغلب على العقبات التي تعترض طريقنا".
وأشار إلى أن بلومبيرغ الخيرية انضمت مؤخرا إلى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر والوكالة الدولية للطاقة المتجددة للإعلان عن شراكة جديدة لتسريع نشر الطاقة النظيفة في جنوب الكرة الأرضية. وناقشت مع الدكتور سلطان بن أحمد الجابر أيضًا الحاجة إلى تخصيص البنك الدولي وبنوك التنمية الأخرى وصناديق الثروة السيادية المزيد من الموارد للانتقال إلى الطاقة النظيفة.
هناك متطرفون يعارضون أي استثمار في الوقود الأحفوري، لكن الحقيقة هي أن معظم العالم لا يزال يستخدم الوقود الأحفوري، ولن نستطيع تغيير ذلك غدًا، بل سيستغرق الانتقال إلى طاقة نظيفة بعض الوقت. والنبأ السار هو أننا نتحرك يوميا بشكل أسرع، خاصة عندما يتعلق الأمر بوقف أكبر مصدر منفرد لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري: محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، والتي أسهمت وكالة بلومبيرغ الخيرية في استبدالها بالطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم - ولتوفير الطاقة النظيفة للأماكن التي تفتقر إلى إمكانية الحصول على كهرباء موثوقة.
الغالبية العظمى من قادة العالم أعلنوا تأييدهم لتعيين الدكتور سلطان بن أحمد الجابر رئيسًا للنسخة المقبلة من مؤتمر الأطراف "كوب28"، بما في ذلك المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ، جون كيري، وقادة المناخ الأوروبيين مثل أورسولا فون دير لاين وفرانس تيمرمانز.
قضى دعاة حماية البيئة عقودًا في انتقاد صناعة الوقود الأحفوري لرفضها الاعتراف بواقع تغير المناخ، ناهيك عن الانخراط في العمل الشاق الضروري للتصدي له - وقد أصروا على وجود منتجي الوقود الأحفوري على طاولة المفاوضات. وقد حان الوقت لوجودهم بالفعل، وربما يلوح في الأفق فرصة عظيمة لدفع التقدم في جهود الحد من الانبعاثات.
واختتم بلومبيرغ قوله بالتشديد على أن تغير المناخ تحدي ملحمي، يستلزم مشاركة كل الحلفاء - خاصة في صناعة النفط والغاز – الذين نستطيع جلبهم إلى الطاولة.