كما أسلفنا في المقال الأول من هذه السلسلة، فإن تمكين الشباب يشكّل إحدى الدعائم الجوهرية التي تقوم عليها رؤية دولة الإمارات.
ويهدف هذا المقال الثاني إلى توضيح كيف يبرز الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ "أدنوك" ومجموعة شركاتها، كأحد رموز الكفاءة القيادية الشابة، التي جمعت بين المهنية العالية، والالتزام الوطني، والحفاظ على الهوية الإماراتية في أبهى صورها.
فقد مثّل، من خلال مسيرته الحافلة، نموذجًا يُحتذى به في كيفية تسخير الإمكانات العلمية والعملية لخدمة الوطن، وتنفيذ الرؤية الاستراتيجية للقيادة في مجالات متعددة، بدءًا من الطاقة والصناعة، مرورًا بالتنمية المستدامة والعمل المناخي، وصولًا إلى الحضور الدولي الفاعل لدولة الإمارات.
منذ توليه مناصب قيادية متنوعة، حرص الدكتور سلطان بن أحمد الجابر على ترسيخ ثقافة تمكين الكفاءات الوطنية الشابة، عبر فتح آفاق التدريب والتطوير، ومنح الثقة للمتميزين، ودفعهم إلى مواقع اتخاذ القرار.
ففي وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، كان حريصًا على تأسيس بيئة مؤسساتية حاضنة للابتكار والتميز، أتاحت للشباب الإماراتي المشاركة في صياغة سياسات صناعية وتقنية مستقبلية، بما يتماشى مع مستهدفات الدولة في التنويع الاقتصادي والتحول نحو اقتصاد المعرفة.
وفي قيادة مجموعة أدنوك، ترجم هذه الرؤية إلى ممارسات ملموسة، حيث أطلق مبادرات لتمكين الكوادر الوطنية، وركز على تطوير رأس المال البشري بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، مما أدى إلى بروز نخبة من الكفاءات الشابة التي تمثل دولة الإمارات في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة، وتُسهم في تأكيد ريادة الدولة في قطاع يشكل العمود الفقري للاقتصاد الوطني.
كما تجلّت كفاءة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر القيادية في ترؤسه اللجنة الوطنية للإشراف على مؤتمر الأطراف COP28، وهو الحدث الدولي الأبرز في ملف العمل المناخي.
وقد أظهر خلال فترة التحضير والتنظيم للمؤتمر قدرة استثنائية على تنسيق الجهود الوطنية والدولية، وتقديم دولة الإمارات كمنصة جامعة للحوار العالمي بشأن قضايا المناخ والتنمية المستدامة.
وحرص في هذا السياق على إشراك الشباب الإماراتي في مختلف مراحل المؤتمر، من خلال برامج تأهيلية وتطوعية، ومبادرات تمكينية، فتَحوّل المؤتمر إلى فرصة تعليمية وتدريبية نادرة لجيل المستقبل.
ولا ينفصل مسار الدكتور سلطان بن أحمد الجابر عن التوجه العام للدولة، التي تنظر إلى الشباب كأولوية وطنية واستثمار استراتيجي طويل المدى. بل يمكن القول إن تجربته تمثل مرآة تعكس ثقة القيادة بكوادرها الشابة، وقدرتها على بناء نموذج تنموي إماراتي حديث، قائم على التوازن بين الأصالة والمعاصرة، والانفتاح والتجذّر.
إن قصة نجاح الدكتور سلطان بن أحمد الجابر ليست مجرد تجربة شخصية ملهمة، بل هي -أيضًا- عنوان لمرحلة جديدة من التمكين الإماراتي، تُرسّخ مكانة الدولة كبيئة جاذبة للطاقات الوطنية، وكمنصة ريادية لتخريج القادة وصُنّاع القرار. وهي دعوة مفتوحة لجيل الشباب إلى مواصلة الإبداع والمبادرة، انطلاقًا من الثقة العميقة التي توليها لهم قيادة تؤمن بأن بناء الإنسان هو أعظم مشاريع الوطن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة