سلطان الجابر يحدد رؤيته لاستخدام الذكاء الاصطناعي في السيطرة على الانبعاثات
قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، إن الصعود السريع للذكاء الاصطناعي يمنح أكبر شركات النفط في العالم حافزا كبيرا لزيادة استثماراتها في الطاقة المتجددة.
وأضاف الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز: "لم يتضح حجم هذه الفرصة إلا منذ حوالي 18 شهرا فقط عندما انطلق ChatGPT".
تعديل المسار
التقى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر الرؤساء التنفيذيين لمجموعات النفط شل وبريتش بتروليوم وتوتال إنيرجي ومع شركات التكنولوجيا بما في ذلك مايكروسوفت، والماليين بما في ذلك مارك كارني، رئيس شركة بروكفيلد لإدارة الأصول، ورؤساء شركات توريد الطاقة RWE وEDF في أبوظبي لمناقشة كيفية تطبيق التكنولوجيا في قطاع الطاقة.
في العامين الماضيين، قلصت كل من شل وبريتش بتروليوم من الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة لإعادة التركيز على أعمالهما الأساسية في مجال النفط والغاز. لكن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر قال إن النمو الهائل للذكاء الاصطناعي سيدفع مجموعات النفط إلى النظر مرة أخرى في أعمالها في مجال الطاقة المتجددة. وقد تعهدت شركات التكنولوجيا الكبرى باستخدام الطاقة الخضراء لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لتحقيق أهداف صفر انبعاثات.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "نحن بحاجة إلى نموذج يدمج جميع أشكال الطاقة معا. سنحتاج إلى المزيد من الطاقة المتجددة ونحتاج إلى تطوير تكنولوجيا تخزين البطاريات لتحويل مصادر الطاقة المتجددة إلى طاقة أساسية. نحن بحاجة إلى الغاز كجسر، وسنحتاج في بعض المواقع إلى الطاقة النووية".
كميات هائلة من الطاقة
من جانبه، قال جوناثان روس، الرئيس التنفيذي لشركة رقائق الذكاء الاصطناعي Groq، إنه التقى برئيسي شركتي شيل وبي بي، وأن الطاقة المتجددة كانت "موضوعا هاما ضمن المناقشات".
أضاف: "نظرا لأن الذكاء الاصطناعي سيتطلب كميات هائلة من الطاقة، فنحن بحاجة إلى المضي قدمًا في هذا الأمر".
خطة أدنوك.. ذكاء اصطناعي توليدي
تخطط شركة أدنوك، وهي واحدة من أكبر شركات النفط في العالم، للمرحة التالية من الذكاء الاصطناعي التوليدي، أو ما يسمى بـAI agents وهو الذكاء الاصطناعي المصمم للعمل بشكل مستقل في جميع العمليات.
وفي خطاب ألقاه يوم الإثنين، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، إن الذراع التكنولوجية لشركة أدنوك، AIQ، عملت مع شركة مايكروسوفت ومجموعة الذكاء الاصطناعي الإماراتية G42 لتطوير برنامج يسمى EnergyAI. وقال إن هذه هي المرة الأولى التي تدمج فيها شركة طاقة كبرى الذكاء الاصطناعي عبر سلسلة القيمة بأكملها.
وأضاف: "هذه هي المرة الأولى من نوعها، سيحلل بيانات ضخمة ويحدد بشكل استباقي ومستقل التحسينات التشغيلية".
من جانبها قالت أدنوك، إن برنامجها يمكن أن ينتج بشكل مستقل نماذج مفصلة للمكامن تحت الأرض لتقرير ما إذا كانت مناسبة لحبس وتخزين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
خفض الكربون بالذكاء الاصطناعي
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر إن أدنوك قد خصصت 23 مليار دولار لتطوير تكنولوجيا منخفضة الكربون باستخدام الذكاء الاصطناعي، وأنه "متفائل جدًا" بأن الشركة يمكن أن تحقق أهدافها في خفض الكربون قبل الموعد المحدد بسبب التكنولوجيا الجديدة.
وقد قالت أدنوك إنها تريد خفض انبعاثاتها لكل برميل نفط بنسبة 25% بحلول عام 2030. كما أن لديها هدفًا يتمثل في الوصول إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2045 بالنسبة لانبعاثات النطاق الأول من المصادر التي تمتلكها الشركة أو تتحكم فيها، وانبعاثات النطاق الثاني التي تتسبب فيها الشركة بشكل غير مباشر.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "لقد خفضنا انبعاثاتنا بمقدار مليون طن بين عامي 2022 و2023، وكان ذلك من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى البنية التحتية الرقمية المتقدمة التي نستثمر فيها في جميع عملياتنا".