في كل خطوات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يقول للجميع: «نحن هنا»، نحن العرب أصحاب حضارة ضاربة الجذور.
أينما نظر المتابع المهموم بأحوال ثقافتنا يجد قبساً من حلم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.. قبسا ينير دربنا ويزودنا بالأمل في مستقبل أفضل.
في كل خطوات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يقول للجميع: «نحن هنا»، نحن العرب أصحاب حضارة ضاربة الجذور. حضارة تمد جسور المحبة والمودة إلى الآخرين.
هل استوعب العرب درس سلطان؟
منذ أكثر من أربعين عاماً، حلم بالوصول بالثقافة العربية إلى العالم، وفي سبيل ذلك عمل بدأب وجهد، ومن خلال نظرة استراتيجية لكي تتحول الثقافة إلى خبز يومي لأبناء وطنه وأمته، ونجح في ترجمة حلمه على أرض الواقع.
فأينما نظر المتابع المهموم بأحوال ثقافتنا يجد قبساً من حلم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.. قبسا ينير دربنا ويزودنا بالأمل في مستقبل أفضل.
درس سلطان الثقافي يعلمنا الكثير فيما يتعلق بالراهن والمستقبل، ولقد استوعبت الشارقة الدرس، وحصدت الثمار، واسترشدت بقبس من حلم سلطان، وها هي اليوم عاصمة عالمية للكتاب.
تحقق الحلم، وها هي إسبانيا، بعد عواصم عالمية عديدة، تحتفي بسلطان المثقف والحاكم، وكما عودنا سموه دائماً، فإنه لم يترك ولن يترك فرصة من أجل إيصال الصوت الثقافي العربي إلى الآخرين.
يزور المؤسسات الثقافية والأكاديمية. يوقع بعض كتبه. يلتقي كبارَ الكتاب. يتحاور في قضايا الفكر والأدب، وفي كل خطواته تلك يقول للجميع: «نحن هنا»، نحن العرب أصحاب حضارة ضاربة الجذور. حضارة تمد جسور المحبة والمودة إلى الآخرين.
تحقق حلم سلطان، من خلال الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف معرض «ليبر» للكتاب في مدريد، وهو أمر ليس بجديد على الشارقة التي كُرمت خلال العامين الماضيين في أكبر معارض الكتب في العالم، ولكن الجديد هذه المرة يتمثل في أهمية الثقافة الإسبانية على وجه التحديد بما لها من علاقات تاريخية وحضارية مع العرب، فضلاً عن الجوار الجغرافي، وذلك القوس الواسع من البلدان التي تتحدث اللغة الإسبانية، ومن هنا خصوصية هذا التكريم.
الإمارات في مدريد حالة خاصة، وعلينا أن نتعامل معها على هذا النحو، فمنذ عقود هناك ولع عربي بالأدب الإسباني بواقعيته السحرية، وبظروف بيئته التي تتشابه في كثير من مفرداتها مع بيئتنا، ولنا أن نسأل عن حجم المترجم من الأدب العربي إلى الإسبانية.
تحمل الإمارات معها في جناح الشارقة سبعين كتاباً من الأدب العربي والإماراتي مترجمة إلى الإسبانية إلى مدريد، ولكن.. هل هذا يكفي؟
الكثير من الأسئلة لا بد أن يطرحها المتابع لجهود سلطان في الترويج للثقافة العربية في العالم.. جهود تتأسس على رؤية رجل يبحث ويعمل ويجتهد لكي يحتل الإنسان العربي مكانة لائقة في عالم اليوم. محاولات تنطلق من إيمان راسخ بأن الثقافة هي ثروة العرب الأساسية، ورأس مالهم الذي يمكن أن يغيّر واقعهم حتى في تلك المجالات التي تبدو للوهلة الأولى بعيدة عن الثقافة.
في مدريد يتجلى درس سلطان، كما نعرف من أطروحاته وأحاديثه، في التأكيد على الملامح اللغوية والمعمارية التي تربط بين البشر، وهي كثيرة بين الثقافتين العربية والإسبانية، وعلى هذا الأساس ينظم جناح الشارقة في المعرض حزمة من الندوات تتناول هذه الأبعاد، وهي أبعاد تتجاوز أي خلاف أو صراع شهده الماضي، فما يبقى هو ما يجمع بين الشعوب من مشتركات إنسانية عمادها الثقافة.
درس سلطان الثقافي يعلمنا الكثير فيما يتعلق بالراهن والمستقبل، ولقد استوعبت الشارقة الدرس، وحصدت الثمار، واسترشدت بقبس من حلم سلطان، وها هي اليوم عاصمة عالمية للكتاب.
وها نحن نفرح ونحتفي معها بتكريمها في عواصم العالم، لكننا نطمع في المزيد. ولا يمكن إلا أن نسأل: هل استوعب العرب درس سلطان؟
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة