انطلاق أنشطة الشارقة في إسبانيا من "البيت العربي" في مدريد، بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
منصّة ومبادرة جديدة أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تحمل من خلالها إمارة الشارقة مسؤولية ربط الثقافتين العربية والإسبانية بجُهد مؤسسي منظم، يتزامن مع "عام التسامح" ورسائله الإنسانية.
هذه الزيارة تكتسب بُعداً استراتيجياً تاريخياً، يمحو التقصير طويل الأمد من الطرفين العربي والإسباني في استعادة زهو التاريخ المشترك للأمتين، لكن المهم هو أن مبادرة إعادة الربط بين الثقافتين جاءت الآن مستكملة موجبات الإرادة والاستدامة، وهو ما سجله صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتدوينته بسجل "البيت العربي" في مدريد
انطلاق أنشطة الشارقة في إسبانيا من "البيت العربي" في مدريد بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي؛ هو رسالة مفادها أن الثقافة العربية في إسبانيا ليست جديدة، وإنما هي جزء من المشهد الحضاري والثقافي بين الشعبين، والذي امتزج في بوتقة التاريخ لسنوات طويلة، ليأتي سلطان التاريخ في "عام التسامح"، ويضع له إطاراً وبنية مؤسسية تعيد تسليط الضوء على هذه الثقافة، من خلال إطلاق البوابة لعلاقة ثقافية بين العالم العربي وإسبانيا، يتصل إشعاعها من شواطئ الخليج العربي إلى شواطئ الأطلسي.
على مدى السنوات الماضية، وبحضور مباشر مُكلّل بوقار وهيبة رجل العلم والمعرفة والحضارة، الذي يجمع الرؤية مع الرأي والمبادرة، استطاع سموه أن يصنع للشارقة تحديداً، ولدولة الإمارات والأمة العربية عموماً، حضوراً راسخاً يحظى بالموثوقية والمصداقية في المشهد الثقافي.
وعلى هذه الأرضية الموشّاة بالإنجاز جاء قرار العاصمة الإسبانية مدريد هذا العام باختيار الشارقة ضيف شرف فعاليات معرض "ليبر الدولي للكتاب"، في نسخته الـ37 لعام 2019، وفي ضوء سجل الشارقة الحافل بالإنجازات المرموقة، والذي يضم منحها لقب "عاصمة عالمية للكتاب"، فإن اختيارها ضيف شرف لمعرض "ليبر الدولي للكتاب" الذي تشارك فيه 450 مؤسسة وداراً من 51 دولة، لم يكن مجاملة، فالعاصمة الإسبانية تعرف مُسبقاً أن لدى الشارقة ما يشكّل قيمة مضافة عالية لهذا الموسم الحافل.
وبالفعل.. فقد جهّز الوفد المرافق لصاحب السمو حاكم الشارقة برنامجاً على مدى ثلاثة أيام، فيه من تنويعات الثقافة والأدب والخط والفعاليات الاجتماعية بقدر ما فيه من نُخب السياسيين والمثقفين والأدباء والمؤرخين، من الإماراتيين والعرب والإسبان.
جديد البرنامج الثقافي العربي الإسباني لهذا العام، كما رعاه صاحب السمو حاكم الشارقة طوال السنوات الماضية، كان اتفاقية تعاون بين "هيئة الشارقة للكتاب" و"البيت العربي" في إسبانيا، التي تهدف إلى الترويج للثقافة الإماراتية والعربية في إسبانيا.الاتفاقية توَّجت جهد مبادرة عابرة للقارات، هي جائزة "ترجمان"، التي انطلقت لتشجيع الترجمة العالمية المتميزة للإنتاج الثقافي العربي.
هذه الزيارة تكتسب بُعداً استراتيجياً تاريخياً، يمحو التقصير طويل الأمد من الطرفين العربي والإسباني في استعادة زهو التاريخ المشترك للأمتين، لكن المهم هو أن مبادرة إعادة الربط بين الثقافتين جاءت الآن مستكملة لموجبات الإرادة والاستدامة، وهو ما سجله صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتدوينته بسجل "البيت العربي" في مدريد.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة