"الشباب".. معضلة يوسف راغي أصغر جنرال يتولى قيادة الجيش بالصومال
جنرال شاب بات على رأس القيادة في جيش يحارب حركة إرهابية تكاد تناهز عمره تحت السلاح.. فمن هو يوسف راغي
على الرغم من قضاء الجنرال يوسف راغي نصف عمره تقريبا تحت السلاح إلا أن قرار توليه قيادة الجيش الصومالي أثار تساؤلات بشأن قدرة صاحب الـ33 عاما على الاضطلاع بمسؤولياته في بلد تكاد حربها الأهلية تناهز عمره.
وأغسطس/آب 2019 عين راغي قائدا للقوات المسلحة الصومالية في سابقة هي الأولى من نوعها بالنظر لصغر سنه مدفوعا بترق سريع في سلم الرتب العسكرية في البلد الذي يكافح منذ نحو عقدين حركة الشباب الإرهابية.
الهواجس بشأن خبرة الجنرال لم تكن وحدها مصدر القلق الذي رافق الإعلان عن تعيينه إنما أيضا تعقيد المشهد السياسي في البلاد بعد أن طرح البرلمان الثقة عن الحكومة إثر خلاف بين رئيس الوزراء حسن علي خيري ورئيس البلاد محمد عبدالله فرماجو على قانون الانتخابات التشريعية.
وأمس الأحد، شنت حركة الشباب الإرهابية هجوما على فندق بالعاصمة مقديشو أسفر عن مقتل 15 شخصا أعقبه اقتحام أودى بحياة مسؤول، فيما نجا عبدالله غودح بري، وزير التعليم في حكومة تصريف الأعمال، مساء اليوم نفسه من محاولة اغتيال بعد استهداف موكبه بعبوة ناسفة، في منطقة بين مدينتي بلد حاو ودولوو بإقليم غدو جنوب الصومال، ما يعكس حجم التحدي الأمني في البلد الواقع القرن الأفريقي.
من هو الجنرال راغي؟
ولد راغي، بمدينة آدم يبال في إقليم شبيلي الوسطى بالصومال عام 1987، وأكمل تعليمه الأساسي بها قبل أن يلتحق بالدراسة الثانوية في العاصمة الصومالية مقديشو.
والجنرال الذي يعد أصغر من حمل رتبة اللواء في الصومال بدأ حياته العسكرية عقب تخرجه مباشرة حيث انضم للجيش في عام 2005، أي بعد عام واحد من تأسيس حركة الشباب الذراع العسكرية لاتحاد المحاكم قبل أن تنشق عنها لاحقا وتمثل أبرز تحد أمام الضابط الذي التحق حديثا بالقوات المسلحة.
وكان راغي ضمن 180 ضابطا اختيروا للالتحاق بمدرسة "كاويويتا" العسكرية في أوغندا في يوليو/تموز عام 2007 للحصول على دورة للضباط المبتدئين شملت تدريبات على حماية كبار الشخصيات.
وفي العام التالي كان من بين 12 ضابطا تم إرسالهم إلى مدرسة "بيهانغا" للتدريب العسكري في أوغندا أيضا لتلقي تدريبا خاصا على قيادة القوات البرية، كما نال دورة تدريبة بالسودان في العام 2009، لمدة عام ليتم ترقيته إلى ملازم، ويصبح أحد الضباط المسؤولين عن حماية قصر الرئاسة.
في ميادين القتال
ونال الجنرال الشاب وساما عام 2019 نظرا لشجاعته عندما قاد حملة لصد هجوم لحركة الشباب في شبيلي السفلى.
وبحسب تقرير مجلة (ADF) الأفريقية نجح راغي خلال قيادته للحملة في تغيير أساليب الجيش القتالية، ما رفع معنويات جنوده.
وقال الجنرال في الجيش الوطني الصومالي ضاهر عدن علمي للمجلة إن الجنود "قاتلوا بشجاعة بسبب القائد الجديد لقد قاد عمليات خاصة بالدفاع والهجوم، وقد ربحوا المعارك بفضل خطته وأسلوبه".
لكن قبل سنوات من هذا التاريخ وبالتحديد في عام 2010 خاضت الحكومة الصومالية معركة دامية ضد حركة الشباب في مقديشو، حيث كان راغي قائد عمليات وحدتين متحركتين، وحدة مشاة وأخرى فنية، قاتلت من القصر إلى سوق البكارة الرئيسي على بعد 5 كيلومترات شمال القصر.
وقال أحد كبار قادته السابقين إن "وحداته واجهت عقبات كبيرة حيث كانت حركة الشباب تستخدم الأنفاق تحت الأرض".
وشارك راغي في عمليات تحرير كل من بنادير وشبيلي الوسطى وشبيلي السفلى، بين عامي 2010 - 2012. ليحصل بعدها على وسام الشجاعة ويرقى إلى رتبة نقيب، قبل رحلة جديدة للدراسة العسكرية.
وفي عام 2016 عاد راغي إلى مقديشو وقلد رتبة رائد ليقود وحدة في الكتيبة 60 المسؤولة عن حماية القصر الجمهوري، ثم إلى رتبة مقدم حينما عين نائبا لقائد الحرس الرئاسي بعد مقتل سلفه برصاص جندي عام 2018 وبعد ثلاثة أشهر أصبح عقيدا، ومع نهايات العام 2018، أصبح راغي قائدًا لمشاة الجيش الوطني الصومالي برتبته عميد .
وفي مارس/آذار 2019 عين الرئيس الصومالي فرماجو، قادة جددا للأركان والقوات البرية والبحرية ضمن محاولة لإعادة هيكلة الجيش ورفع قدراته القتالية ما دفع بالعقيد راغي إلى قيادة القوات البرية.
وفي أغسطس/آب 2019 عيّن فرماجو قائد القوات البرية العميد راغي، قائدا للقوات المسلحة، خلفا للواء ظاهر آدم علمي، بعد ترقيته إلى رتبة لواء ضمن تغيرات شملت قيادات الجيش والمخابرات ومصلحة السجون.
وفي أعقاب تعيينه المثير للجدل قال الجنرال راغي إنه سيعطي الأولوية لبناء الجيش، وفرض الانضباط، والتدريب، وبناء القدرات، ومحاربة حركة الشباب التي ظلت تشكل خطرا كبيرا على البلاد.
محاولة اغتيال
وإلى جانب المعارك التي خاضها الجنرال الشاب، نجا راغي من محاول اغتيال في يوليو/تموز الجاري حينما استهدفت سيارة مفخخه يقودها انتحاري موكبه قرب مقر عسكري بالعاصمة الصومالية وخلف قتيلين وأصيب خلاله شخصان.
وقال متحدث باسم القوات المسلحة، العقيد عبدالغني أشكير، في تصريح صحفي حينها، إن القوات الحكومية أحبطت الهجوم الذي استهدف الموكب العسكري الذي كان يقل "راغي" وضباطا آخرين وسط مقديشو.
وعلى الرغم من أن الهجمات على ضباط الجيش شائعة في الصومال، إلا أن محاولة ضد جنرال رفيع المستوى هي الأولى منذ سنوات عديدة.
aXA6IDE4LjExNy4xNTYuMTcwIA==
جزيرة ام اند امز