صور.. مراكز صيفية في اليمن لتحصين الشباب من الاستقطاب الحوثي
تشهد مديريات الساحل الغربي أنشطة ثقافية ورياضية متنوعة ضمن مشروع طموح لحماية الشباب من استقطابات القوى الظلامية الحوثية.
وينظم المكتب السياسي للمقاومة الوطنية مراكز صيفية تشمل عددا من المديريات في محافظتي تعز والحديدة، ويستهدف الشباب بفعاليات متنوعة على مدى الإجازة الصيفية.
ويتلقى المشاركون خلال الفترة الزمنية لكل مخيم والتي تمتد لعشرة أيام عددا من الأنشطة الرياضية والثقافية ضمن مشروع يهدف إلى توعية الشباب بمخاطر الفكر الحوثي الهدام، وتكوين حاجز صد منيع لتلك الأفكار التي تحاول مليشيا الحوثي زرعها في عقول الشباب.
يقول خالد الأشبط المشرف العام على المخيمات الصيفية لـ"العين الإخبارية" إن المراكز الصيفية بمثابة ترياق يقي الأطفال والشباب من السموم الطائفية، التي تحاول مليشيا الحوثي غرسها لتغيير أفكارهم ومعتقداتهم الدينية.
ويرى "الأشبط" أن الإرث الطائفي الذي خلفته مليشيا الحوثي في المناطق المحررة في حاجة إلى سنوات لمحوها، إذ عمدت المليشيا التابعة لإيران إلى بث العنصرية والتعصب المناطقي والمذهبي، وخلقت شقاقا بين المجتمع المعروف عنه بالتسامح.
ويصف "الأشبط" مليشيا الحوثي التي تركت ندوبا يصعب معالجتها بسرعة، بالوباء الذي يحتاج إلى سنوات للقضاء عليه، وليس من الجيد ترك الأطفال والشباب عرضة للأفكار الحوثية الضالة بقدر تنظيمهم في مراكز تعتمد على التوعية كأحد مفاهيمها الرئيسية.
"طمس الهوية"
منذ اجتياح مليشيا الحوثي المدن اليمنية وهي تسعى جاهدة لطمس الهوية اليمنية والعقيدة المتسامحة ذات المنهج الوسطي البعيد عن الغلو والتشدد، وأقامت المئات من المراكز الطائفية.
يقول مدير المركز الصيفي في مدينة المخاء بمحافظة تعز، جمال جميل لـ"العين الإخبارية": نحن نواجه تلك المخططات بتحصين الشباب وتوعيتهم بمخاطر زيارة المواقع أو وسائل الإعلام الحوثية التي تخصص فترات برامجية طويلة لاستقطاب الشباب من أجل تغيير أفكارهم تمهيدا لضمهم إلى صفوفها.
وبحسب "جميل" فإن مليشيا الحوثي تغسل أدمغة الشباب بأفكار طائفية، ما يجعلهم قنابل موقوتة لا أحد يتنبأ بحدوث موعد الانفجار، ولذا تعد المخيمات الصيفية أدوات الصد للمشروع الحوثي الدخيل على البلاد.
"ما نركز عليه نحن هو جانب ذات أهمية وهو أن كثيرا من الأطفال في المناطق المحررة يسافرون إلى مدن ما تزال خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، وحتى لا يقعوا في شباك أفكارها الطائفية يتم توعيتهم مسبقا بمخاطر الفكر الحوثي الدخيل وتجنب الوقوع في شباكها المظللة"، كما يقول جمال جميل.
أهمية المراكز الصيفية
تكتسب المراكز الصيفية أهمية كبيرة كونها تأتي بعد انحسار تفشي فيروس كورونا، وتراجع عدد المصابين، كما أنها تمنح المشاركين، مهارات جديدة في الإسعافات الأولية، والتوعية الوطنية، والثقافية، والتنمية البشرية والرياضية.
يقول حامد أحمد حاتم أحد المشاركين في المركز الصيفي بالمخاء، إن الجو التعليمي يختلف كليا عما هو في المدرسة، إذ تتنوع الأنشطة في مجالات شتى، كما أنها تركز على الرياضية، الجانب الأكثر قربا إلى قلبي.
وواصل حديثه: تعلمت أشياء جديدة وهي الإسعافات الأولية، وكوني في منطقة ريفية بعيدة عن المركز الطبي، يمكنني اليوم القيام بالإسعافات الأولية وإعطاء الحقن الوريدية لأي مريض، هذا شيء إيجابي تماما لم يكن بمقدوري التعرف عليه من قبل، نظرا لغياب الدورات التدريبية في هذا المجال.
وخلال تدشين المقاومة الوطنية لتلك المراكز، اعتبر مدير مديرية حيس مطهر القاضي، أهمية إقامتها في أنها تغرس المفاهيم الوطنية للمشاركين، بعيدا عن الأفكار المشبوهة والمضللة التي تروج لها مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا.
ويرى "القاضي"، أن المراكز الصيفية ستساهم في إنشاء جيل يحمل القيم الإنسانية والوطنية ويرفض الأفكار المستوردة، في إشارة إلى مليشيا الحوثي التي تحاول نقل المفاهيم الطائفية من إيران إلى اليمن.
ويشارك في المراكز الصيفية عدد كبير من شباب مديريات الساحل الغربي لليمن: المخا، وموزع، وذو باب، والوازعية، والخوخة، وحيس.