السياحة الريفية تنتعش.. الإيطاليون يقهرون كورونا بالطبيعة
إيطاليا تعد رائدة عالميا في مجال السياحة الريفية بـ24 ألف مبنى سياحي ريفي منتشر في جميع أنحاء شبه الجزيرة من شمالها لجنوبها.
أنعشت جائحة كورونا ولع الإيطاليين بالريف، من أجل قضاء عطلات مريحة وآمنة في نفس الوقت، دون المخاطرة بالتواجد في الأماكن المزدحمة، وشهدت الأسابيع الأخيرة رواجا كبيرا لما يعرف بـ"عطلات المزارع"، لتكون بطل الموسم الصيفي هذا العام.
وفقا لموقع " today" الإيطالي، في هذه الأوقات المضطربة جراء طوارئ فيروس كورونا المستجد، ستتفوق المزارع هذا العام على المنشأت الفندقية، لتصبح بطل السياحة الإيطالية لصيف 2020.
وتعد إيطاليا رائدة عالميا في مجال السياحة الريفية بـ24 ألف مبنى سياحي ريفي منتشر في جميع أنحاء شبه الجزيرة من شمالها لجنوبها مرورا بجزورها، حسب Coldiretti (الاتحاد الوطني للمزارعين المباشرين الإيطاليين).
تمتلك إيطاليا هذا العدد الكبير من المنشأت الريفية التي عادة ما تقع في مناطق معزولة من الريف في المباني العائلية ذات العدد المحدود من الأسّرة والمساحات الكبيرة المفتوحة في الهواء الطلق، العوامل التي ربما تجعلها من الأماكن المناسبة للغاية لضمان الامتثال والالتزام بتدابير السلامة الصحية التي لا تزال مطلوبة في هذه الفترة الوبائية، ومن ثم وملاءمتها لتكون وجهة مثالية لقضاء عطلة آمنة ورائعة.
وبجانب الأمان الصحي، توفر العطلات الريفية لمن يختارها مجموعة من المميزات منها، الهدوء، الاسترخاء، الطعام التقليدي الشهي الصحي، الطبيعة، ممارسة الأنشطة المختلفة والرياضات في الهواء الطلق، وإعادة اكتشاف القرى والبلدات الصغيرة وتقاليدها القديمة في الريف الإيطالي، كبديل للوجهات السياحية الأكثر شعبية وازدحاما مثل المدن الكبيرة.
ويتميز هذا النوع من عطلات السياحة الريفية، إمكانية الاختيار ما بين المواقع الساحلية والريفية والجبلية، التي تناسب جميع التفضيلات والأذواق، جميعها عوامل توضح أسباب ازدهار "عطلات المزارع الريفية" لصيف الفيروس التاجي.
وتمتلك المزارع في إيطاليا 253 ألف سرير وحوالي 442 ألف من المطاعم، بالإضافة إلى البرامج الترفيهية بها مثل ركوب الخيل والرماية والرحلات الاستكشافية، فضلا عن الأنشطة الثقافية مثل زيارة المسارات الأثرية أو الطبيعية.
ويبدو أن العديد من شركات السياحة الزراعية جهزت نفسها، حتى من قبل حالة طوارئ الفيروس التاجي، لكن ازداد الطلب عليها حتما مؤخرا، مع عروض الإقامة والوجبات الكاملة أو وجبات الإفطار المعبأة، بالإضافة إلى توفير مساحات لعمل نزهات خارجية وإقامة خيام ومعسكرات تحترم احتياجات المحبين للاستقلالية.
وللاختيار والإقامة في مزارع السياحة الزراعية الإيطالية، وضعت جمعية تيرانوسترا Terranostra بروتوكولا لضمان التدابير الصحية الآمنة وخدمات المطاعم على موقع www.terranostra.it.
وكنتيجة لمواجهة قطاع السياحة الزراعية الإيطالية انخفاضا كبيرا في عدد الوافدين لأول مرة في تاريخه في إيطاليا، نظرا للإغلاق وغياب السياح الأجانب الذين يمثلون أكثر من نصف إجمالي الإقامة الليلية، يبقى الأمل هذا العام في حدوث انتعاش صيفي للطلب المحلي، بين الإقامات والأحداث والاحتفالات.
كل ذلك إلى جانب عودة الضيوف الأوروبيين بدءا من الألمان الذين هم أكبر مجتمع سياحي أجنبي في إيطاليا مع الهولنديين والفرنسيين.
لذا تدعو إيطاليا كل الراغبين في قضاء عطلة آمنة في بيئة تضمن احترام سياسة التباعد الاجتماعي وتجنب الازدحام، اختيار "مزارع السياحة الزراعية".