"قمة الأمريكتين".. اختبار لنفوذ واشنطن في ملعبها
![الرئيس الأمريكي جو بايدن](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2022/6/04/79-192354-summit-americas-washington-influence_700x400.jpg)
يأمل الرئيس الأمريكي جو بايدن في كشف النقاب عن حقبة جديدة من التعاون بين بلاده ودول أمريكا اللاتينية خلال قمة منتظرة الأسبوع المقبل.
لكن التهديدات بالمقاطعة والاتهامات بأن جدول الأعمال يفتقد إلى الطموح تخيّم على الاجتماع.
ويتوافد القادة الإقليميون إلى لوس أنجلوس اعتبارا من الإثنين لحضور "قمة الأمريكتين" في وقت تتحرّك الصين للتغلغل في منطقة لطالما اعتبرت بمثابة ملعب واشنطن.
وقبل أيام من انعقاد القمة، ما زال البيت الأبيض يعمل على وضع اللمسات الأخيرة على قائمة المدعوين، في محاولة لإرضاء الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي هدد بعدم الحضور ما لم تتم دعوة كافة دول المنطقة.
وكان بايدن الذي تعهّد بالدفاع عن الديمقراطية يخطط لاستثناء حكومات كوبا ونيكاراجوا وفنزويلا اليسارية باعتبارها استبدادية، والاستعاضة عنها باستقبال ممثلين للمجتمع الدولي في البلدان الثلاثة.
وأفاد كبير مستشاري البيت الأبيض في شؤون أمريكا اللاتينية، خوان جونزاليس، بأن بايدن يخطط لـ"تقديم رؤية عن منطقة آمنة ومن الطبقة المتوسطة وديموقراطية"، وهو أمر يصب "بشكل جوهري في مصلحة الأمن القومي الأمريكي".
ويتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي خلال القمة عن خطوات ترتبط بالتعاون الاقتصادي ومكافحة وباء كوفيد والتغير المناخي، بحسب جونزاليس.
كما يأمل بايدن التوصل إلى اتفاق بشأن التعاون الإقليمي في قضية لطالما واجهت انتقادات من الحزب الجمهوري هي الهجرة.
ويزداد عدد المهاجرين القادمين من دول أمريكا الوسطى وهايتي الساعين لدخول أراضي الولايات المتحدة هربا من الفقر والعنف في بلدانهم.
وضمن بايدن حضور رؤساء بارزين آخرين بينهم الأرجنتيني المعروف بميله إلى تيار اليسار ألبرتو فرنانديز ونظيره البرازيلي اليميني المتشدد جايير بولسونارو، رغم تشكيكه في شرعية الانتخابات المرتقبة في البرازيل أكتوبر/تشرين الأول.
وأشار مدير برنامج أمريكا اللاتينية في "مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين" بنجامين غيدان إلى أن غياب لوبيز أوبرادور سيحدث "فجوة كبيرة" ولفت إلى أن الرئيس المكسيكي يبدو أكثر اهتماما بتحقيق مكاسب سياسية داخلية.
وذكر غيدان بأن التهديد بالمقاطعة كان "حبكة ثانوية مؤسفة حقا قبيل القمة، لأنها استنزفت طاقة دبلوماسية أمريكية هائلة لقضية جدلية غريبة".
وأوضح أن بايدن وضع أجندة إيجابية، متجنّبا دعوة قادة أمريكا اللاتينية لإلقاء محاضرات عليهم بشأن الديمقراطية والفساد والصين.
لكنه أكد أنه من غير الواضح إن كان بايدن سيعرض موارد ملموسة، تقابل إنفاق الصين السخي على البنى التحتية والمزايا التجارية.
وقال غيدان إن "المقياس الحقيقي لهذه القمة سيكون إن كانت الولايات المتحدة ستعرض فرصا ذات معنى لإفساح المجال للوصول إلى الأسواق، وقروضا ومساعدات أجنبية لدعم التعافي الاقتصادي والبنى التحتية في المنطقة".
وتعد "قمة الأمريكتين" الأولى التي تستضيفها الولايات المتحدة منذ أول اجتماع عقد في ميامي عام 1994 عندما سعى الرئيس الأمريكي حينذاك, بيل كلينتون، لإنشاء منطقة تجارة تشمل القارة بأكملها باستثناء كوبا الشيوعية.
وبدّلت الولايات المتحدة موقفها مذاك حيال اتفاقيات التجارة الحرة، إذ سار بايدن على خطى سلفه دونالد ترامب الذي اعتبر أن هذا النوع من الاتفاقيات يضر بالعمال الأمريكيين.