شبح الفشل يلاحق القمة الأوروبية للإنعاش الاقتصادي
المحادثات التي انطلقت في بروكسل يوم الجمعة فشلت حتى الآن في التوصل إلى آلية للتعامل مع حزمة الإنعاش الاقتصادي البالغة 750 مليار يورو
أكثر من 80 ساعة مرت على النقاشات الدائرة في بروكسل بين قادة الاتحاد الأوروبي للتوصل للاتفاق بشأن حزمة الإنقاذ الاقتصادي.
طيلة هذه الفترة لم يتمكن قادة أوروبا من التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة التحفيز البالغة قيمتها 750 مليار يورو، وسط خلافات لم يشهدها الاتحاد منذ تأسيسه.
المحادثات التي انطلقت يوم الجمعة فشلت حتى الآن في التوصل إلى آلية للتعامل مع الحزمة، لكن هناك بصيص من التفاؤل يسود الأجواء في اجتماع مساء الأحد، يحاول فيه قادة أوروبا الدفع باتفاق لتحفيز الاقتصاد.
"قروض أم منح".. سؤال فشل قادة الاتحاد الأوروبي في الإجابة عنه خلال مناقشة حزم التحفيز للتعافي الاقتصادي من كورونا.. وحدها هولندا هي من تملك الحل.
والسبت، وصل قادة الاتّحاد إلى طريق مسدود بشأن حجم وبنود خطّتهم الضخمة لإنعاش الاقتصاد بعد أزمة كوفيد-19، إذ فشلوا في تجاوز المعارضة الشديدة من الدول "المقتصدة" (هولندا والنمسا والسويد والدنمارك).
الخطة التي تعترض عليها هولندا، تنص في صيغتها الأولى على 250 مليار يورو من القروض ومساعدات مالية بقيمة 500 مليار لن يترتب على الدول المستفيدة منها إعادتها. وتستند إلى موازنة طويلة الأمد (2021-2027) للاتحاد الأوروبي بقيمة 1074 مليار يورو.
النقاشات فتحت الباب أم خيارات جديدة، أبرزها زيادة حصة القروض إلى 300 مليار (مقابل 250 في الاقتراح الأولي) بدون خفض حصة المنح المخصصة لدعم خطط الإنعاش الخاصة بدول معنية.
لكن على الجهة الأخرى تعارض فرنسا وألمانيا توجهات هولندا، وتبديان عدم رغبتهما في التراجع إلى ما دون 400 مليار يورو في ما يخص المنح.
خاصة بعد أن اقترح معسكر المعارضة الذي تقوده هولندا، بتقليص الحجم الإجمالي لصندوق التعافي من 750 إلى 700 مليار يورو، يتم دفع نصف المبلغ 350 مليار يورو في شكل منح، والنصف الآخر في شكل قروض.
وفي منطقة وسط يقف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، معلنا عن اقتراح بأن يقوم الصندوق بدفع 450 مليار يورو على شكل منح و300 مليار يورو على شكل قروض.
لكن هذا الرأي، لم يوافق عليه الطرفان، لذا اقترح رئيس المجلس الأوروبي، في وقت متأخر من الأحد، تخفيضا إضافيا للمبلغ المخصص للمنح بحزمة الإنعاش الاقتصادي للاتحاد الأوروبى.
الاقتراح الجديد يتوقع تقديم منح بقيمة 400 مليار يورو، بدلا من 450 مليار في اقتراحه السابق، لكن معسكر هولندا عارض الاقتراح وتمسك بعدم زيادرة المنح عن 350 مليار يورو.
القمة التي تهدف إلى إخراج أوروبا من أسوأ ركود تشهده منذ الحرب العالمية الثانية، تقود الاتحاد لأكبر خلاف، بعد أن أصبح التوصل لاتفاق بعيد المنال مع استمرار الخلافات على التفاصيل بين الزعماء.