السعودية.. عام على رئاسة "قمة القدس"
خادم الحرمين الشريفين يقول خلال كلمته إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك.
استهلت المملكة العربية السعودية رئاستها للقمة العربية في دورتها العادية التاسعة والعشرين التي عقدت في مدينة الظهران بإعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، عن تسمية القمة بـ"قمة القدس".
وقال العاهل السعودي رئيس القمة حينها: "ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين".
وأكد خادم الحرمين الشريفين خلال كلمته أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك، حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
اجتماعات محورية بعد القمة
وفي 23 أبريل/نيسان 2018 عقدت اللجنة العربية المعنية بالتصدي للترشيح الإسرائيلي لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2019-2020 اجتماعًا لها في القاهرة، وذلك في إطار متابعة تنفيذ قرار قمة الظهران رقم 708 الذي رحب بتشكيل هذه اللجنة وطلب منها مواصلة عملها وفق الخطة المعتمدة لهذا الغرض.
وفي 25 يونيو/حزيران 2018 أكدت المملكة في كلمتها أمام جلسة مجلس الأمن الدولي في المناقشة المفتوحة حول "الحالة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" أن التمسك بالسلام على أساس حل الدولتين وفقًا للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، يعد خيارًا استراتيجيًا لإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وإنهاء النزاع العربي–الإسرائيلي، كما شملت الكلمة مجمل الأوضاع العربية وقضاياها الشائكة.
وفي 10 يوليو 2018 رأس وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل بن أحمد الجبير، الجلسة الثانية في اجتماعات الدورة الثامنة لمنتدى التعاون العربي-الصيني، الذي عقد في عاصمة جمهورية الصين الشعبية بكين.
وألقى الجبير كلمة أشار فيها إلى القضايا العربية والملفات الراهنة وخصوصا القضية الفلسطينية والسورية والوضع في اليمن ومكافحة الإرهاب.
وفي 26 يوليو/تموز 2018 أدانت السعودية بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي الفلسطينية، مؤكدة رفضها القاطع لجميع السياسات والممارسات والخطط الإسرائيلية الباطلة وغير القانونية، ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى تكريس الفصل العنصري وطمس الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني.
وأشارت المملكة إلى تصديها وريادتها في مكافحة الإرهاب والتطرّف بكل أشكاله وصوره سواء على أرض الواقع أو من خلال المبادرات أو إنشاء العديد من المراكز والتحالفات المختلفة.
وفي 10 نوفمبر/تشرين الأول 2018 أكد المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المُعَلِّمِي أن السعودية تؤكد حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وبأنه ليس حلمًا زائفًا بل هو استحقاق دولي طال أمده وسوف يتحقق وأن التقاعس عن مساندة هذا الحق هو وصمة عار على جبين المجتمع الدولي وعلى جميع المعرقلين الذين يقفون دون تمكين أبناء الشعب الفلسطيني من العودة إلى وطنهم الأصلي.
حقوق فلسطين المشروعة
وقال في كلمة المملكة أمام اللجنة الرابعة، حول بند وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى: إن عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم يبلغ أكثر من 5.4 مليون لاجئ هجروا من منازلهم ومدنهم وقراهم وحرموا من أبسط سبل العيش الكريم، تتلاطمهم أمواج الاغتراب، وتنعشهم آمال العودة التي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفي 15 نوفمبر/تشرين الأول 2018 جددت السعودية التأكيد على وقوفها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه التاريخية المشروعة.
وأعرب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية مندوب السعودية الدائم لدى الجامعة العربية أسامة بن أحمد نقلي، في كلمته خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة لبحث تطورات الاعتداء العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، عن إدانة واستنكار المملكة للانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين.
وفي 04 مارس/آذار 2019 أكد رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع تحرص على نصرة أشقائها، بكل ما حباها الله من وسائل ومقومات، مسخرة مكانتها الإسلامية والسياسية والاقتصادية إسلاميًا وعربيًا ودوليًا، في سبيل إحقاق العدل ورفع الظلم.
وقال في كلمة ألقاها في أعمال المؤتمر التاسع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد بالعاصمة الأردنية عمان: إن المملكة تؤكد أن مواقفها تجاه القضايا الإقليمية والدولية ثابتة وواضحة، حيث تعد القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتها.
وفي 04 مارس/آذار 2019 أكدت دولة فلسطين أهمية العمق العربي الاستراتيجي كونه يُمثل الركيزة الأساسية لدعم التحرك الفلسطيني في الأروقة الدولية على المستويات السياسية والدبلوماسية والقانونية كافة.
وشدد سفير فلسطين لدى القاهرة مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير دياب اللوح خلال أعمال الدورة الـ(151) لمجلس الجامعة العربية التي عقدت على مستوى المندوبين الدائمين على أن القضية الفلسطينية تواجه اليوم تحديات جسام ومخططات تصفية خطيرة، لافتًا النظر إلى أن الأمة العربية هي السند لدعم القضية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني المناضل على أرضه، والمضي قدماً في كفاحه المشروع لإنجاز حقوقه المشروعة.
اجتماع وزاري عربي بالقاهرة
وفي 06 مارس/آذار 2019 أكد وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد بن عبد العزيز قطان أن القضية الفلسطينية تقف على رأس أولويات العمل العربي المشترك ومحور اهتماماته، مشددًا على مواصلة المملكة العربية السعودية الدعم المادي لمساعدة الشعب اليمني.
وأكد الوزير قطان في كلمته أمام اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته الـ(151) بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية أن القضية الفلسطينية تقف على رأس أولويات العمل العربي المشترك ومحور اهتماماته دعماً لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وصولاً إلى السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.
وفيما يخص الشأن اليمني، أكدت السعودية في جميع المحافل الدولية على التزامها بوحدة اليمن وسيادِته واستقلاله وأمنه وسلامة أراضيه، مؤيدة كل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل تنفيذاً لقرار مجلس الأمن (2216).
ودعت السعودية المجتمع الدولي للعمل على تهيئة السبل كافة لوصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية، وحملت المليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران كامل المسؤولية حيال نشوء واستمرار الأزمة اليمنية والمعاناة الإنسانية التي عصفت باليمن.
ورحبت المملكة بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الذي أدان بشدة إطلاق مليشيات الحوثي الإرهابية صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه المدن السعودية، والتي برهنت للمجتمع الدولي خطورة السلوك الإيراني في المنطقة وانتهاكه لمبادئ القانون الدولي ومجافاته للقيم والأخلاق وحسن الجوار.
وفيما يخص الشأن الليبي، أكدت المملكة دعم مؤسسات الدولة الشرعية، والتمسك باتفاق الصخيرات كأساس لحل الأزمة الليبية، والحفاظ على وحدة ليبيا وتحصينها من التدخل الأجنبي واجتثاث العنف والإرهاب.
وفي 6 مايو/أيار 2018، أكدت جامعة الدول العربية أهمية تعزيز دور الإعلام العربي لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة والإسهام بقوة في تفعيل استراتيجية التنمية المستدامة 2030.
جاء ذلك في كلمة الأمين العام المساعد للجامعة رئيس قطاع الإعلام والاتصال السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة أمام اجتماع المائدة المستديرة للمنظمات والاتحادات العربية الممارسة لمهام إعلامية، ذات صفة مراقب بمجلس وزراء الإعلام العرب، الذي عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية.
وفي7 مايو/أيار 2018، أجمع وزراء خارجية الدول العربية في خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية، المنعقدة بالقاهرة على المطالبة بضرورة إجراء تحقيق دولي مستقل في المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وعلى رفض القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة.
وفي 17 مايو/أيار 2018، عبر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لقيامه بتسمية الدورة 29 للقمة العربية التي عقدت بالمملكة بـ"قمة القدس" تقديراً للمكانة الروحية والدينية التي تتمتع بها القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين في قلب الأمة العربية والإسلامية وتقديمه على غرار أشقائه القادة العرب بكل الدعم السياسي والمالي للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك ضمن القرار الذي أصدره المجلس بعنوان "مواجهة قيام الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة وتطورات الأوضاع وإدانة الجرائم التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين"، في ختام أعمال دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية العرب التي عقدت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة المملكة العربية السعودية.
وفي 18 مايو/أيار 2018، أدانت مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة بشدة الانتهاكات والقمع الإسرائيلي المتكرر للشعب الفلسطيني، مطالبة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في أحداث غزة منذ مارس/آذار الماضي.
وفي كلمة ألقتها دولة الإمارات العربية المتحدة نيابة عن الدول العربية أدانت سقوط 64 شهيدًا من بينهم عدد من الأطفال والنساء والشيوخ وإصابة أكثر من 3 آلاف شخص بينهم مصابون في حالة حرجة جدًا.
تقارب وجهات النظر
في 9 سبتمبر/أيلول 2018، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية السفير أسامة بن أحمد نقلي أن السعودية وبوصفها عضوًا مؤسسًا لجامعة الدول العربية، حرصت كل الحرص خلال رئاستها للدورة الخامسة عشرة لمجلس الجامعة العربية، على العمل بكل تفان وإخلاص في سبيل تطوير منظومة العمل العربي المشترك، وتوحيد الصف، وتقريب وجهات النظر بين الدول العربية في معظم القضايا الإقليمية والدولية.
وقال السفير نقلي في كلمة خلال اجتماع الدورة الـ150 لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين التي عقدت في القاهرة: إن فترة رئاسة المملكة لدورة المجلس 149 شهدت العديد من التحديات السياسية والاستراتيجية، التي تمثلت في التطورات والمستجدات الخطيرة في قضيتنا الأولى القضية الفلسطينية، بداية بقرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس والتعديات المستمرة للكيان الصهيوني على أرض فلسطين العزيزة أرضًا وشعبًا، وصولًا إلى القانون العنصري المعنون بـ"إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي".
وفي 11 سبتمبر/أيلول 2018 أوضح وزير الخارجية السعودي حينها عادل بن أحمد الجبير في اجتماع الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية 150 لمجلس جامعة الدول العربية، التي بدأت أعمالها بالقاهرة على المستوى الوزاري، أن المملكة خلال فترة رئاستها للدورة (149) لمجلس الجامعة العربية كانت حريصة كل الحرص على توحيد الموقف العربي والارتقاء بأداء الجامعة العربية وتطوير منظومة العمل العربي المشترك بما يتواكب مع مستجدات المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي لمنطقتنا العربية، مؤكداً مواصلة المملكة جهودها الرامية إلى تحقيق الإصلاحات المنشودة التي نتطلع إليها جميعًا.
وأكد الجبير أن القضية الفلسطينية هي رأس أولويات واهتمامات السعودية التي تسعى لكي ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة المبنية على مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية المتمثلة في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا رفض المملكة القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس".
وفي الشأن اليمني، أفاد الجبير بأن السعودية لا تزال مستمرة في التزاماتها بوحدة اليمن وسيادته واستقراره وأمنه وسلامة أراضيه من خلال دعم الحكومة الشرعية، مؤكدا على تعاون المملكة مع جهود المبعوث الأممي إلى اليمن ما دامت تتوافق مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن الدولي (2216).
وفي 11 سبتمبر/أيلول 2018 اختتم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال اجتماع الدورة الـ(150) العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري برئاسة السودان، ورأس وفد السعودية وزير الخارجية آنذاك عادل بن أحمد الجبير.
وأكد مجلس جامعة الدول العربية رفضه وإدانته لمحاولات إنهاء أو تقليص دور وولاية وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من خلال الحملات الإسرائيلية الممنهجة ضدها، محذرًا من خطورة أي قرار من أي دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، بخفض أو وقف الدعم المالي للوكالة.
ورفض المجلس قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، ومطالبتها بإلغاء هذا القرار المخالف للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، والتحذير من العبث بالقدس ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها واستفزاز مشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والإسلامي، والتأكيد على متابعة تنفيذ قراري مجلس الجامعة على المستوى الوزاري رقم 8221 د.غ.ع بتاريخ 9 /12/ 2017، و8222 د.غ.ع. 1 / 2 / 2018 م، في مواجهة القرار الأمريكي المذكور.
وفي 10 فبراير/شباط 2019، أكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي أنه حان الوقت لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع المعاناة عن حكومة وشعب السودان، كي يستطيع السودان تطوير اقتصاده وبناء شراكات وتبادلات تجارية مع الدول العربية والأجنبية، وأن يمضي قدمًا في برامج التنمية في قضايا التعليم والصحة والبنية التحتية، ومعالجة مشاكل البطالة والفقر وتحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي للشعب السوداني.
جاء ذلك في كلمته أمام جلسة الاستماع التي عقدها البرلمان العربي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بشأن رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
وفي 24 فبراير/شباط 2019، رأس خادم الحرمين الشريفين وفد المملكة في القمة العربية الأوروبية الأولى التي باشرت أعمالها في شرم الشيخ بمصر تحت عنوان "في استقرارنا.. نستثمر"، برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عربية الدولة المستضيفة، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.
وألقى خادم الحرمين الشريفين رئيس القمة العربية العادية التاسعة والعشرين كلمة أشاد فيها بالعلاقات التاريخية بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي بأبعادها المختلفة السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، متطلعاً إلى أن تسهم هذه القمة في تعزيزها في جميع المجالات لتحقيق مصالحنا المشتركة.
وقال إن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، وفي القمة الأخيرة لقادة الدول العربية التي استضافتها المملكة العربية السعودية، والتي أسميناها (قمة القدس)، كما تناولت كلمته الملفات العربية وأزمتها الراهنة.
وفي 05 مايو/أيار 2018، شارك وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل بن أحمد الجبير، في اجتماع الدورة الخامسة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية بالدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد بعاصمة جمهورية بنجلاديش دكا، تحت عنوان "القيم الإسلامية من أجل السلم المستدام والتضامن والتنمية"، بحضور دولة رئيسة وزراء جمهورية بنجلاديش الشيخة حسينة واجد.
وألقى كلمة المجموعة العربية باسم جامعة الدول العربية ودولة رئاسة القمة العربية التاسعة والعشرين السعودية أكد فيها أن القضية الفلسطينية تبقى صاحبة الأولوية المطلقة على سلم القضايا العربية والإسلامية، مؤكداً الحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وعلى أهمية السلام الشامل والدائم كخيار استراتيجي تجسده مبادرة السلام العربية التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002م، والقمة الإسلامية الاستثنائية في مكة المكرمة عام 2005م.
وقال الوزير الجبير: "نؤكد أهمية دعم الأقليات المسلمة في العالم، وخاصة أقلية الروهينجا في ماينمار، وأنتهز هذه الفرصة للإشادة بالدعم والتضحيات الكبيرة التي تقدمها بنجلاديش الشقيقة في استضافة اللاجئين الروهينجا في أراضيها".
وأكد أن الأزمات تبقى محدودة بقدر توحدنا واتفاقنا على حلها، ونأمل في مواجهة ظاهرتي التطرف والإرهاب، مستذكراً النجاحات التي حققتها الدول الأعضاء في المنظمة في وجه الانتشار غير المسبوق للجماعات المتطرفة والإرهابية، ومعربا عن التطلع بأن يخرج المؤتمر بتوصيات للقضاء على هذه الآفة الخطيرة".
وفي 20 مايو/أيار 2018 ثمنت منظمة التعاون الإسلامي دور المملكة في نصرة القضية الفلسطينية خلال أعمال القمة الإسلامية الطارئة التي اختتمت أعمالها في إسطنبول بين قادة العالم الإسلامي.
وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب القمة أشاد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين باسم المنظمة بدور السعودية في نصرة القضية الفلسطينية، مستعرضاً موقفها الأخير بتسمية قمة الظهران باسم "قمة القدس"، مثمناً دعوتها إلى عقد مؤتمر وزاري طارئ يوم 17 مايو/أيار في القاهرة، مؤكداً دور المملكة والأردن ومصر والكويت والمغرب.
الإعلام.. قضايا راهنة
وفيما يخص الشأن الإعلامي، رأس وزير الثقافة والإعلام السعودي الأسبق الدكتور عواد بن صالح العواد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، أعمال الدورة العادية التاسعة للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، وذلك بمشاركة أعضاء المكتب في 08 مايو/أيار 2018م.
وقال إن إقرار القمة العربية التاسعة والعشرين الخطة الإعلامية الدولية للتصدي للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي تتضمن برامج ومبادرات أعدتها الأمانة العامة، تهدف لإبراز القضية الفلسطينية إعلاميا وتوضيح المعاناة التاريخية للشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على حقوقه الشرعية وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بهذه القضية المركزية للعرب والمسلمين".
ونبه إلى أن السعودية تؤيد كل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن بما يضمن وحدة واستقلال وسلامة أراضيه وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216.
وفي 09 مايو/أيار 2018، أكد وزير الثقافة والإعلام الأسبق الدكتور عواد بن صالح العواد في كلمة ألقاها أمام اجتماع الدورة الـ49 لمجلس وزراء الإعلام العرب المنعقدة بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة على أهمية إبراز الموقف العربي إعلامياً وإطلاع العالم على التجاوزات والجرائم التي ارتكبها النظام الإيراني الإرهابي ضد الإنسانية، مشددًا على أهمية أن تعكس وسائل الإعلام العربية الدور الخطير الذي تقوم به إيران في بث القلاقل والصراعات ونشر الإرهاب في المنطقة.
وفي 15 أكتوبر/تشرين الثاني 2018، عقدت بالقاهرة أعمال مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في دورته الـ(21)، والتي أقيمت بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وبمشاركة 19 دولة عربية.
واطّلع المؤتمر الوزاري العربي للثقافة على القرار الصادر عن قمة الظهران بالمملكة في أبريل/نيسان الماضي حول عقد القمّة العربية الثقافية وبالمساعي التي تقوم بها جامعة الدّول العربيّة للإعداد لها، داعياً المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى مُواصلة الإعداد للقمّة العربيّة الثقافية، بالتنسيق مع الجهات المعنيّة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية وبالبلدان العربية يكون موضوعه "الأمن الثقافي العربي".
الهجرة.. واللاجئون
وفي شأن الهجرة، أكد ممثلو الدول الأعضاء في عملية التشاور العربية الإقليمية حول الهجرة واللجوء في 19 يونيو 2018، أهمية إقرار مبدأ المسؤولية الكاملة للمجتمع الدولي إزاء اللاجئين والدول والمجتمعات المضيفة لهم في إطار مبدأ المسؤولية المشتركة وتقاسم الأعباء من جانب مختلف الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي.
وفي 26 يوليو/تموز 2018، أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الاجتماعية السفير بدر الدين علالي، أهمية اتخاذ التدابير وتعزيز الأوضاع الإنسانية للاجئين والنازحين في المنطقة، مشيرًا إلى أن قضية اللاجئين في المنطقة العربية والإغاثة الإنسانية اللازمة تفرض نفسها بقوة على الساحة الدولية حالياً.
وأوضح علالي خلال كلمته أمام جلسة الإحاطة التي عُقدت بالجامعة العربية عن الأوضاع الإنسانية في المنطقة العربية، وذلك بالتعاون بين الجامعة والأمم المتحدة ممثلة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن المنطقة العربية تتحمل العبء الأكبر لهذه الأزمات سواء من خلال استضافة العدد الأكبر من اللاجئين أو المساهمة في تقديم تمويل المساعدات الإنسانية اللازمة لهم من خلال مؤتمرات المانحين المختلفة.
الاقتصاد.. التعاون العربي المشترك
وفي الشأن الاقتصادي، عُقِدَ في العاصمة اللبنانية بيروت، الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة على المستوى الوزاري في الموافق 18 يناير 2019 م.
ورأس الاجتماع وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد بن عبدالعزيز قطان.
وقال الوزير قطان في كلمته الافتتاحية للاجتماع: "إنّ قمة الرياض وافقت على الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية في الدول العربية المعتدلة، ورحبت ببرنامج للتمويل من أجل التجارة تحت مظلة المؤسسة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة تحت مظلة المؤسسة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة، والذي أسهمت فيه المملكة ونفذت مرحلته الأولى لدعم التجارة البينية العربية ويجري العمل لإطلاق مرحلته الثانية".
وفي 20 يناير/كانون الثاني 2019، بدأت في بيروت أعمال الدورة الرابعة من القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك تحت شعار "الإنسان محور التنمية" و"الازدهار يعزز السلام في المجتمعات" ورأس وفد المملكة في أعمال القمة معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان.
وتناول القادة العرب خلال القمة–وفقا لجدول الأعمال الذي نوقش خلال الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة 29 مشروعًا وبنداً تشمل كل قضايا العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، وتتعلق بجميع مناحي الأنشطة التنموية والاقتصادية والاجتماعية، علاوة على مبادرات واستراتيجيات في مجال الأمن الغذائي والطاقة والقضاء على الفقر وحماية النساء والاستراتيجية العربية للطاقة المستدامة ومجال الاقتصاد الرقمي وغيرها.
وواصلت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التنسيق والتشاور وتبادل وجهات النظر مع الدول العربية من خلال تبادل الزيارات الثنائية أو الاتصالات الهاتفية لخدمة القضايا العربية والإسلامية لتحقيق التطلعات المرجوة.
aXA6IDMuMTMzLjEzNy4xMCA= جزيرة ام اند امز