قمة الـ20.. اتفاقيات ولقاءات سياسية لتذليل الصعوبات الاقتصادية
قمة العشرين تُعقد للمرة الأولى في أمريكا اللاتينية وتحديدا الأرجنتين، بدعم من رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.
يلتقي زعماء دول مجموعة العشرين وقادة مؤسسات اقتصادية أممية، أواخر الشهر الجاري، في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، للتوصل إلى مقاربة سياسية تذلل عقبات على طريق التقدم الاقتصادي، وسط خلافات بين واشنطن وعدد من عواصم العالم حول قضايا أبرزها التجارة والمناخ والهجرة.
وانطلق أول منتدى لمجموعة العشرين في 25 سبتمبر/أيلول 1999 في واشنطن، بعد اجتماع وزراء المالية في الدول الأعضاء، نتيجة الأزمات المالية والمصرفية التي عصفت بالاقتصاد العالمي حينها.
وتبحث قمة العشرين عادةإيجاد الحلول الكفيلة بمعالجة الصعوبات والمشكلات الاقتصادية، حيث يُمثّل هذا التجمع ثلثي التجارة العالمية وعدد السكان.
ويضم المنتدى في تشكيلته مجموعة الثمانية و11 دولة نامية، فضلا عن الاتحاد الأوروبي وهو العضو العشرون، كما يشارك ضمن اجتماعات القمة رئيس صندوق النقد الدولي ورئيس البنك الدولي، ومؤسسة بريتون وودر،
جدول أعمال قمة بيونس آيرس
تُعقد القمة للمرة الأولى في أمريكا اللاتينية وتحديدا الأرجنتين، عام 2018، وذلك بطلب من الرئيس الأرجنتيني موريسيو ماكري، ودعمِ رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.
وأوضحت مصادر بالقصر الرئاسي في بيونس آيرس أن الفريق الاقتصادي لماكري وضع الخطوط العريضة الخاص بجدول أعمال القمة، ويتمثل أبرزها في إخراج الأرجنتين من أزمتها الاقتصادية، ومحاربة الكساد والتضخم وتراجع النمو، إضافة إلى تشجيع الاستثمار وتقليص عدد الفقراء والعاطلين عن العمل.
وأكدت مصادر إعلامية مطلعة أن الرئيس ماكري سيُخصّص وقتا كافيا بغية عقد اجتماعات ثنائية مع رؤساء الدول والزعماء، وأولهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والفرنسي إيمانويل ماكرون، فضلا عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شين بينغ جين.
ويتمثل الهدف الأساسي والجوهري من هذه اللقاءات في تعزيز العلاقات الثنائية على المستوى التجاري وتشجيع فرص الاستثمار بين الأرجنتين والدول الأعضاء، حيث تستعد حكومة ماكري لتوقيع 100 اتفاقية تعاون اقتصادي.
علاقات وثيقة بين السعودية والأرجنتين
ترتبط المملكة العربية السعودية والأرجنتين بعلاقات تجارية واقتصادية قوية، عبر اتفاقيات عدة، وأهمها اتفاقية التعاون الاقتصادي الفني الموقعة عام 1981.
وتُصدِّر المملكة للأرجنتين بعض المنتجات النفطية والتمور، وتستور منها مواد زراعية مثل الزيوت النباتية وفول الصويا، إلى جانب اللحوم والدواجن المجمدة والأجبان.
ويجتمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأرجنتيني موريسيو ماكري، على هامش القمة، لبحث تطوير العلاقات التجارية وزياردة فرص الاستثمار بين البلدين، وخصوصا الاستثمارات السعودية في قطاع الاستكشاف عن النفط جنوب الأرجنتين.
ويناقش الجانبان إمكانية مشاركة بيونس آيرس في مشاريع مدينة "نيوم" والاستفادة من رؤية "السعودية 2030" في ظل ما توفّره من تسهيلات بقطاعي الصناعة والتجارة.
ويُنتظر أن يلتقي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتداول سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين موسكو والرياض، كما أكد دونالد ترامب عزمه الاجتماع بولي العهد السعودي في الـ"G20"، وقال إنه يرغب في الحفاظ على علاقة وثيقة مع السعودية كحليف في الشرق الأوسط، مضيفاً أن: "الأمير محمد بن سلمان حليف ونريد مواصلة العمل معه".
تطوير التعاون مع أمريكا
وتسعى حكومة موريسيو ماكري إلى تعزيز علاقات التعاون مع الولايات المتحدة، خصوصا على صعيد التبادل التجاري، وتعزيز فرص الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة.
وذكر وزير الخارجية الأرجنتيني خورجي فاوري أن اجتماعات واشنطن بين سفير بلاده أريس روا، ورجال الأعمال والمستثمرين الأمريكيين، كانت مشجعة جدا.
وأفاد بأن المباحثات ستساعد على تدفق الاستثمارات الأمريكية لاسيما ضمن قطاعي الطاقة والنفط إلى جنوب الأرجنتين، موضحا أن ترامب سيُعلن ذلك في نهاية اجتماع القمة، مع دعم الخطط الإصلاحية التي تعتزم الحكومة الأرجنتينية تنفيذها، لمحاربة العجز والركود الاقتصادي.
مفاعل نووي صيني
ويشمل جدول الأعمال لقاء بين الرئيسين الأرجنتيني موريسيو ماكري والصيني شين بينغ جين، لمناقشة سبل تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
ويتمحور الاجتماع حول زيادة حجم الصادرات الأرجنتينية إلى الصين وخصوصا المنتجات الزراعية، مع فتح مخبر صحي صيني في بيونس آيرس لمراقبة الصادرات الزراعية.
وتوقّع الدولتان اتفاقية تعاون عسكري، وأخرى بشأن التنسيق العلمي والتكنولوجي، ويعد الملف الأكثر جدلا، بناء بكين مفاعلا نوويا في الأرجنتين، ولكن المشروع يشهد اعتراضا من وزيري الطاقة والاقتصاد، وتحديدا في ما يتعلق بالقرض المالي البالغ 9000 مليون جوان صيني، ويُنتظر أن يحسم ماكري هذا الأمر.
تخفيف الحواجز الجمركية
تعكف الديبلوماسية الأرجنتينية على تعزيز علاقاتها مع موسكو، حيث تتوجه روسيا إلى توقيع اتفاق التعرفة الجمركية بغية تخفيف الحواجز بين الدولتين.
وتعتزم حكومة ماكري إبرام اتفاق مع موسكو ضمن مجال الأبحاث الفضائية والقمر الصناعي الأرجنتيني الروسي "ار- سات" إضافة إلى شراكات أخرى في الملاحة البحرية والاتصالات والإعلام وغيرها من القطاعات الحيوية.
ويُذكر أن العلاقة بين البلدين تشهد تحسنا وتطورا ملحوظا منذ 15 عاما.
ويتضمّن جدول أعمال قمة العشرين في بيونس آيرس، اجتماعات مكثّفة لماكري مع رئيس اليابان شين ذو ابي، ورئيسة وزراء بريطانية تيريزا ماي، فضلا عن نظيرهاالهندي نارماندار مودي.
وتتمحور اللقاءات حول الارتقاء بمستوى المشاريع الاستثمارية ودفع حركة الاستيراد والتصدير، وتحسين التبادل التجاري.