ذات يوم استوقفني مبتعث سعودي في السويد وسط العاصمة ستوكهولم كان يبحث عن مكان ما، فسألته من أي بلد أنت؟ فقال لي (سعودي من دبي).
لنجاحات دبي وقدرتها على التحول لمدينة عالمية بامتياز أكثر من برهان يلمسه القاصي والداني. وهي اليوم قبلة للسياحة والأعمال والرفاهية ويعيش بين جنباتها مواطنون من أكثر من (٢٠٠) جنسية في العالم. فهي وشقيقتها العاصمة الإماراتية أبوظبي تحولتا إلى أنموذج لن تجد له مثيلا في منطقة الشرق الأوسط في كل ما تتمتعان به من بيئة مثالية للعيش أولاً، وللعمل والتجارة والاستثمار والسياحة.
ذات يوم استوقفني مبتعث سعودي في السويد وسط العاصمة ستوكهولم كان يبحث عن مكان ما، فسألته من أي بلد أنت؟ فقال لي (سعودي من دبي)!! .. فابتسمت وقلت له كيف ذلك؟ أنت إما سعودي أو إماراتي من دبي.. فابتسم وقال الحمد لله إنك تعرف إن السعودية غير دبي.. ثم روى لي كيف يعاني المبتعثون السعوديون في السويد من قضية جهل كثير من طلبة الجامعات السويدية بالجغرافية.. وقال إن كل من يسألنا من أين أنتم: نقول له من السعودية، فيرد بالقول: وأين تقع؟ فأرد: في الشرق الأوسط وهي دولة عربية، فيأتيه الرد: آه يعني أنت من دبي!! أنا أعرف دبي جيداً!!
الجزيرة تحاول أن تقحم نفسها في النيل من الإمارات والسعودية والبحرين لأنها صوت قطر وهذا مفهوم بالنسبة لنا، كونها طرفاً أساسياً في تلك الأزمة منذ البداية، لكن أن تكذب بهذه الطريقة، فتلك سقطة لا تقع بها أبسط القنوات الإعلامية المتواضعة.
يقول محدثي إن هذه الواقعة تكررت عشرات المرات معي ومع أغلب زملائي المبتعثين في السويد، وبعد أن أدركنا أن أغلب الطلبة السويديين لا يعرفون سوى دبي، قررنا أن يكون ردنا على كل من يسألنا: من أين أنتم؟ إننا سعوديون من دبي؟!
وأشار محدثي إلى أنه يفرح ويفتخر أن تكون لدى السويديين هذه الصورة المشرقة عن دبي، التي أصبحت أنموذجاً للمدن المتحضرة والمتقدمة ويحلم بالعيش فيها الملايين من مختلف بقاع العالم.
استذكرت موقف صاحبي هذا وأنا أطالع خبراً لقناة الجزيرة يقول إن دبي تحولت إلى "مدينة أشباح" بعد أن هجرها الناس والسياح والشركات!!
مضحك ومقرف أن تتحول قناة تدعي المهنية والحيادية مثل الجزيرة التي كانت حتى وقت قريب مصدر ثقة ملايين المشاهدين العرب، قبل أن تقحم نفسها في تحريض الشارع العربي على العنف تحت مسميات تغيير الأنظمة العربية، وانكشف دورها في دس التحريض والتضليل بالإعلام، من أجل أهداف يسعى إلى تحقيقها من يقف وراء هذه القناة!! ومؤسف في الوقت نفسه أن تكذب الجزيرة بهذه الطريقة الممجوجة التي يسهل كشفها بمجرد أن تقود سيارتك وسط شارع الشيخ زايد في قلب دبي، لتكتشف أن مئات آلاف السيارات التي تزدحم في الشارع يقودها موظفون ذاهبون أو عائدون للتو من أعمالهم، وليسوا أشباحاً كما تقول الجزيرة!!
ويكفي أن تدخل لأي من المجمعات التجارية الكبرى لتكتشف أنها لا تكتظ بالأشباح كما تقول الجزيرة؛ لأن ألوفاً مؤلفة من السياح الأجانب قصدوا المدينة المبهرة رغم ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الخليج؟!
الجزيرة تحاول أن تقحم نفسها في النيل من الإمارات والسعودية والبحرين لأنها صوت قطر وهذا مفهوم بالنسبة لنا، كونها طرفاً أساسياً في تلك الأزمة منذ البداية، لكن أن تكذب بهذه الطريقة، فتلك سقطة لا تقع بها أبسط القنوات الإعلامية المتواضعة، لأنها مكشوفة ولا تنطلي على عاقل ولا جاهل.. فشمس دبي لا يمكن أن تحجبها غرابيل الجزيرة!!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة