في السابق كانت بعض أبواق إعلام الدوحة تدعي أنها تنحاز لـ«خيارات الشعوب»، وهو انحياز معلن للإرهاب أدى لتدمير عدة بلدان عربية.
تتكشف الأقنعة وينفضح قبح الشعارات الإعلامية الرديئة التي تتلفع وتتقنّع بها قناة «الجزيرة» وأخواتها من قنوات الكذب والزيف والبهتان والتلفيق، والفبركة في تغطياتها الرخيصة للأحداث بكل سفاهة، ساعية دون ذرة ضمير أو شرف مهني للنيل من إرادة الشعوب والتدليس على العقول، فمنذ أن بدأت معركة تحرير مدينة الحديدة انخرط مرتزقة «الجزيرة» والإعلام «الإخونجي» في موجة سُعار تنكرية لنشر الخزعبلات كاشفين عن انحيازهم الفج والمعلن للإرهاب، وترويجهم للفوضى على شاشاتهم المخضبة بالدم، وقد كشفت أخبار معارك الساحل الغربي في اليمن، بين القوات المشتركة مدعومة بالتحالف العربي لدعم الشرعية، بقيادة السعودية من جهة، ومليشيا «الحوثي» الإرهابية الإيرانية من جهة أخرى، انحيازاً واضحاً من قطر وإعلامها، لصالح المليشيات الموالية لإيران، في مشهد يعكس الاستخفاف بمعاناة الشعب اليمني، والارتهان الرديء الذي يتخبط في متاهاته إعلام الدويلة المعزولة الدائرة في فلك الضياع والإرهاب.
لقد عمل الإعلام «الإخواني»، على صناعة الصورة المغلوطة التي يتم الترويج لها في «الجزيرة»، وفي بقية منصات السيرك الإعلامي القطري، ولا يختلف الموقف «الإخواني» والقطري من الحرب في اليمن عن أي موقف آخر من مواقفهما المزدوجة
وفي السابق كانت بعض أبواق إعلام الدوحة تدعي أنها تنحاز لـ«خيارات الشعوب»، وهو انحياز معلن للإرهاب أدى لتدمير عدة بلدان عربية تحت دعاوى «الربيع» المنحوس.. ولكن ميلها الْيَوْم إلى جانب «الحوثي» يكشف زيف كل تلك الشعارات، التي كانت ذريعة لمحاولة تمكين جماعة «الإخوان» الإرهابيين وحلفائها المرتبطين بنظام الحمدين، من السيطرة على الحكم في دول عربية عديدة. وباتت نتيجة تلك المؤامرات والدسائس والخسائس معروفة وماثلة للعيان في أكثر من دولة عربية مضطربة.
ومنذ إعلان دول التحالف عن انطلاق معركة تحرير الحديدة، كثف قناة «الجزيرة» لسان تنظيم الحمدَين من التقارير المساندة لـ«الحوثيين»، من مختلف الجوانب، ومن بينها ادعاء معاناة إنسانية للمدنيين في المحافظة التي تحتلها مليشيا «الحوثي» وتمارس على أهلها الإرهاب والتنكيل، ولكن قناة الدجل والشعوذة الإعلامية القطرية حاولت تحميل تلك المعاناة للتحالف العربي، الساعي لتحرير المدينة وإرجاعها تحت سلطة الحكومة الشرعية.
تحيز «الجزيرة» أثار غضب المنصفين، الذين رأوا فيها محاولة لتصفية حساب دولة قطر مع دول المقاطعة العربية، متناسية أن موقف قطر الرسمي قبل المقاطعة كان مع التحالف العربي ضد الانقلاب «الحوثي»، وإن كان ثمة الكثير مما يدل على عكس ذلك، حيث لعبت الدوحة دور حصان طروادة مدسوس قبل أن تُطرد، وتخرج من التحالف العربي، ومن الباب الصغير.
لقد عمل الإعلام «الإخواني»، على صناعة الصورة المغلوطة التي يتم الترويج لها في «الجزيرة»، وفِي بقية منصات السيرك الإعلامي القطري، ولا يختلف الموقف «الإخواني» والقطري من الحرب في اليمن عن أي موقفٍ آخر من مواقفهما المزدوجة، وقد بني هذه المرة على استغلال لحظة الحرب واستعمالها في محاولة يائسة لكسر طوق العزل السياسي الذي ضُرب على جماعة «الإخوان» الإرهابية قبيل انطلاق عاصفة الحزم.
وأما موقف قطر المتآمر فهو نفسه في «الجزيرة» ومنصاتها الرقمية ومرتزقتها الموتورين المحترفين في صياغة والترويج لخطاب الكراهية والإرهاب. وقد كان نصب عين قطر فكرة مبيتة هي عودة «الإخوان» إلى الساحة، وإنقاذ التنظيم الإرهابي المحاصر عربياً عبر البوابة اليمنية وتنظيم «الإصلاح»، وحينما كانت بوادر النجاح تلوح، كانت مقالات بعض المحسوبين على الإسلام السياسي كلها تضغط باتجاه تغيير أهداف التحالف. وهذا هو الهدف نفسه من ترويج الإشاعات سعياً لزعزعة ثقة الشعوب في وحدة التحالف العربي لدعم الشرعية، أما الهدف الآخر الأكثر تحديداً فهو تقديم خدمة للحوثي، والانحياز إلى دعايته الرخيصة إعلامياً. وهنا تأتي مسألة الحديدة التي حاول التحالف القطري «الحوثي» التغطية عليها عبر الدعايات المضللة والإشاعات الكاذبة. لقد ضخت قطر مئات المقالات في الصحافة الدولية عن «مطامع» لدول التحالف في موانئ اليمن. وكانت الحملة بالحديث عن الموانئ كلها تمثيلية ساذجة غرضها «حماية» ميناء الحديدة الذي يغذي «الحوثي» بالأسلحة أولاً، ثم يستخدمه بشكل أساسي لإرهاب الأبرياء من الشعب اليمني.
ومع تقدم قوات الشرعية نحو الحديدة، ارتفعت الوتيرة العدائية لإعلام قطر و«الإخوان» معاً ضد التحالف العربي، وبدأت التحرك الدولي تحت شعارات مكذوبة مثل «حقوق الإنسان» ومعاناة المدنيين، وغيرها.
وبالمقابل عمل إعلام دول المقاطعة على سياسة واضحة تكشف تدليس «الإخوان» وتظهر مؤامراتهم وتظهر الحقيقة عن معاناة الشعب اليمني من محاولات التجويع والتركيع «الحوثي» الإرهابي، ولم يتردد إعلام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب منذ بداية الأزمة وحتى الآن، عن فضح الدعاية القطرية موقعاً بها ضربات موجعة، أسقطت ورقة التوت التي طالما تخفى وراءها سوءة تنظيم الحمدين، حيث نجحت وسائل الإعلام في دول المقاطعة في كشف الحقائق وفضح الدعم القطري للإرهاب، وتعرية زيف أذرع قطر الإعلامية التي اعتادت إشعال الفتن والإرهاب في المنطقة العربية. ولذلك فإن تغطيتها لمعركة الحديدة ليست سوى استمرار لهذا النهج الموتور والنبح المسعور، بنفس الدعايات والأكاذيب، وبذات الوجوه والأقنعة والأسماء، ولا جديد تحت السماء.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة