الشمس تمد القمر بالماء.. دراسة تعيد رسم خريطة الموارد

كشف فريق من علماء ناسا أن الماء على سطح القمر قد يكون أكثر توفرا مما كان يُعتقد سابقًا، وذلك بفضل الرياح الشمسية التي يبدو أنها تساهم في تجديد هذه الموارد الحيوية باستمرار.
وفي دراسة مخبرية حديثة، قادتها العالمة الكوكبية "لي سيا ييو" من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا، أظهر الباحثون أن الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس، والتي تشكل الرياح الشمسية، قادرة على إنتاج جزيئات الهيدروكسيل والماء عندما تصطدم بتربة القمر.
ونظرا لافتقار القمر إلى مجال مغناطيسي يحميه، يتعرض سطحه باستمرار لقصف من الجسيمات الشمسية، خاصة الأيونات الهيدروجينية.
وعبر استخدام عينتين من التربة القمرية التي جلبتها مهمة "أبولو 17"، صمم الباحثون تجربة فريدة تحاكي تأثير الرياح الشمسية على القمر. وبعد إزالة أي آثار لمياه أرضية من العينات عبر تسخينها في الفراغ، قام الفريق بتعريضها لأيونات الهيدروجين باستخدام مسرع جسيمات دقيق داخل غرفة مفرغة خصيصًا لهذه التجربة.
وأوضح الباحث المشارك "جيسون ماكلين" أن تصميم النظام التجريبي استغرق وقتا طويلا لضمان التخلص من جميع مصادر التلوث، مضيفا أن النتائج المنشورة في دورية "جيه جي آر بلانتيس"، أكدت صحة الفرضيات القديمة حول دور الرياح الشمسية في تكوين الماء على سطح القمر.
وأظهرت التحاليل الطيفية أن تعرض التربة للقصف بجسيمات الهيدروجين أدى إلى ظهور إشارات طيفية مميزة لوجود الهيدروكسيل والماء. كما أظهرت التجارب أن تسخين العينات إلى درجات حرارة تعادل حرارة سطح القمر خلال النهار (حوالي 126 درجة مئوية) يقلل من تركيز جزيئات الماء، بينما يؤدي تبريدها ثم تعريضها مجددا للرياح الشمسية إلى إعادة ظهور هذه الجزيئات، مما يشير إلى وجود دورة طبيعية مستمرة لتجدد الماء.
وتدعم هذه النتائج مشاهدات سابقة من بعثات قمرية كشفت عن وجود وفير للهيدروجين الغازي في الغلاف الجوي الرقيق للقمر، مما يعزز فرضية أن الرياح الشمسية تسهم في تشكيل وإطلاق جزيئات الهيدروجين.
وقالت "لي سيا ييو" في تصريح لها: "الأمر المذهل هو أننا نستطيع، باستخدام تربة القمر ومكون أساسي من الشمس، خلق الماء، فمجرد التفكير في ذلك أمر رائع".
وتفتح هذه النتائج آفاقا جديدة لفهم مدى استدامة الماء على القمر، مما يشكل خطوة مهمة لدعم الحياة المستقبلية على سطحه واستخدام الماء كوقود للمهمات الفضائية القادمة.