ساعات جميلة عاشتها كرة القدم العربية على وقع مباراة قوية خاضها بطلا الدوريين السعودي والمصري، الهلال والزمالك، في كأس سوبر لوسيل على ملعب نهائي كأس العالم 2022.
المباراة، التي أقيمت على ملعب نهائي أول مونديال على أرض عربية، انتهت بتتويج مَن يستحق، فاز "الهلال" على الزمالك بركلات الترجيح، بعد أن سيطر على المباراة طولًا وعرضًا، وسط تألق استثنائي من حارس الزمالك محمد عواد.
انتهت المباراة وفاز كل فريق، فالهلال أضاف لقبًا جديدًا إلى خزائنه المليئة بالألقاب، وإن كان وديًّا، إلا أن أهميته جاءت من أهمية الحدث والملعب الذي لُعبت عليه المباراة.
وتجلت تلك الأهمية في الاهتمام الكبير الذي حظيت به المباراة من قبل وسائل الإعلام، والحضور الجماهيري الضخم، الأكبر في تاريخ قطر، بالإضافة إلى الاحتفالات القوية للاعبي الهلال وجهازهم الفني، والذين يدركون أهمية الحدث.
نصّب الهلال نفسه "زعيمًا" على الكرة العربية، بعدما تُوج بالسوبر، الذي يجمع بين بطلي أقوى دوري عربي في أفريقيا ونظيره في آسيا، وأمام الزمالك حامل لقب الدوري المصري في آخر موسمين على حساب الأهلي.
تلك "الزعامة" لم تأتِ من فراغ، فالهلال هو بطل الدوري السعودي التاريخي، وحامل لقبه في آخر 3 مواسم، بل وهو بطل آسيا في نسختين من آخر 3 نسخ، ولولا أزمة كورونا لكان من الممكن أن يصبح بطل آخر 3 نسخ متتالية.
أما الزمالك، فإن كان قد خسر المباراة، فإنه فاز بأشياء أخرى لا تقل أهمية، وأهمها المشاركة في هذا الحدث الضخم، والذي رسمت فيه جماهيره كعادتها لوحة فنية زادت المباراة بهاءً على بهاء، وإن لم يتألق الفريق نفسه كما جمهوره.
خسر الزمالك المباراة، ولكنه تعلم دروسًا كثيرة أظنه لم يكن ليتعلمها لو فاز بها، وهي حاجته إلى عناصر جديدة وقوية في عدة مراكز من أجل مواصلة حصد الألقاب في الموسم المقبل.
أُسدل الستار على حدث عربي فريد، في انتظار رفعه من جديد بعد نحو شهرين ونصف، ليشهد الملعب نفسه انطلاقة البطولة الأهم في لعبة كرة القدم، في نسخة استثنائية تُقام على أرضٍ عربية، علّنا نراها من جديد في السنوات المقبلة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة