البحث عن الرقم السحري.. قصة «الثلاثاء الكبير» في الانتخابات الأمريكية
تصل الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى محطة الثلاثاء الكبير، لترسم ملامح المنافسة في انتخابات تستحوذ على اهتمام العالم وليس الداخل الأمريكي فقط.
ويأتي "الثلاثاء الكبير" في الانتخابات التمهيدية عادة خلال الخامس من مارس/آذار، وهو يوم حسم رئيسي كون التصويت يتم خلاله في 15 ولاية تقريباً، والتي ترسم بشكل واضح حظوظ كل مرشح للظفر بتأييد حزبه.
ولهذا، فإن نتائج التصويت به تقدم أرقاما سحرية بالنسبة للمتنافسين داخل الحزبين، خصوصا الحزب الذي ليس منه الرئيس، فما هي قصة "الثلاثاء الكبير"؟
بدايات "الثلاثاء الكبير"
تحت شعار أكون أو لا أكون، جاءت بداية "الثلاثاء الكبير" عام 1988، إذ أطلق هذا الاسم الديمقراطيون الذين وصلوا إلى قناعة بأهمية الانتخابات التمهيدية في الولايات الجنوبية، وقدرتهم على استقدام "مرشح معتدل".
وقد كان الديمقراطيون في تلك الفترة يرغبون في استعادة كرسي البيت الأبيض مرة أخرى من الجمهوريين الذين تمكنوا من هزيمتهم قبل سنوات عندما فاز رونالد ريغان بولاية ثانية أمام مرشح الحزب الديمقراطي، وعليه فقد حددوا تاريخا لانتخاباتهم التمهيدية.
وستجرى التمهيديات هذه المرة في ولايات ألاباما وأركنساس وألاسكا وكاليفورنيا ومين وكولورادو وماساتشوستس وشمال كارولاينا ومينيسوتا وأوكلاهما وتكساس وتينيسي ويوتا وفرجينيا وفيرمونت، وصولا إلى تصويت في إقليم ساموا.
تجربة ترامب
وبينما الأمور هادئة في الحزب الديمقراطي، يأتي السباق التمهيدي للانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني ساخنا داخل أروقة غريمه الجمهوري مع منافسة بين الرئيس السابق دونالد ترامب الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيحسم "الثلاثاء الكبير" في مواجهة نيكي هيلي الطامحة إلى تحقيق مفاجأة، فقط إذا ما نجحت في عكس النتائج السلبية خلال اليوم الحاسم.
وقد كانت الانتخابات التمهيدية في عام 2016 ذات أهمية كبيرة بالنسبة لترامب الذي استطاع وقتها الفوز بـ 7 اقتراعات من أصل 11 بالثلاثاء الكبير، ومعها بسط بشكل واضح سيطرته على فرص تأييد الحزب الجمهوري له كمرشح رئاسي.
وفي نبأ قد يمنحها أملا قبيل "ثلاثاء الحسم"، استطاعت منافسته هيلي الفوز، أمس، بانتخابات العاصمة واشنطن في أول انتصار تمهيدي لها، أوقفت به ولو لمحطة واحدة إلى الآن قطار انتصارات ترامب السريع والذي دهسها في 5 ولايات سابقة.
احتياجات المرشحين
بالنسبة للحزب الجمهوري، يتعين على الراغب في نيل ثقة حزبه كمرشح رئاسي أن يحصد ما لا يقل عن 1215 مندوبا من إجمالي 2429 بكافة الولايات، وتحسم ولايات "الثلاثاء الكبير" أصوات 874 مندوباً.
وتتوزع المنافسة بين المندوبين على نحو يعكس الثقل النسبي لكل ولاية، فكاليفورنيا على سبيل المثال لديها 169 مندوبا جمهوريا، تليها تكساس ولديها 161 مندوبا، وتينيسي لديها 58 مندوبا، ونورث كارولاينا ولديها 74 مندوبا، بينما ولاية مثل فيرموت فلديها 17 مندوبا.
أما في الحزب الديمقراطي، فإن الراغب في الحصول على دعم حزبه مطالب بحسم أصوات 1439 مندوبا من إجمالي عدد مندوبي الحزب البالغ 3979، لكن الأمر بطبيعة الحال محسوم بالنسبة للرئيس جو بايدن فقد جرت العادة أن يكون الرئيس الحالي مرشح حزبه للولاية الثانية.
"الثلاثاء الكبير".. بوصلة سباق #البيت_الأبيض
— العين الإخبارية (@AlAinNews) March 4, 2024
للتفاصيل | https://t.co/7mgITTWo9E#عينك_على_العالم#الانتخابات_الأمريكية#أمريكا pic.twitter.com/K7ljGOg6MT
ورغم أن ما يشكله "الثلاثاء الكبير" من أهمية كبيرة في وجهة سباق الترشح عن الحزبين، فإن نتائجه ليست نهاية المطاف، إذ لن يُحسم الفوز بأغلبية المندوبين إلا في الفترة من 12 إلى 19 مارس/ آذار، وهنا يحصل كل مرشح على الرقم الذي يمكنه حينها من الانتصار، وهو بلا شك يكون مدفوعا بما حققه في الثلاثاء.
ومع استطلاعات الرأي المتواترة التي تشير بشكل كبير إلى أن ترامب الأقرب لحسم أصوات "الثلاثاء الكبير" جميعها، يذهب البعض إلى أن الأمريكيين لا يترقبون إلا موقف نيكي هيلي ما إذا كانت ستواصل ترشحها كما فعلت من قبل رغم خسائرها أم ستقرر الانسحاب.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTAuMTUwIA== جزيرة ام اند امز