في كاليفورنيا.. تجاوز صدمات الحرب بـ"ركوب الأمواج"
نحو 500 عسكري من قدامى وحاليين تمكنوا من استعادة بعض السلام والهدوء بفضل هذه التدريبات على ركوب الأمواج منذ إطلاقها عام 2009.
أطلقت جمعية "أمايزينج سورف ادفنتشرز" في كاليفورنيا التي تعنى بمساعدة المصابين من قدامى الجيش الأمريكي، حملة لمساعدتهم على تجاوز آثار الإصابة والصدمة، بركوب الأمواج.
وأوضح جوردان سيسكو على شاطئ هانتينجتون بيتش الذي يعتبر ملتقى لعشاق ركوب الأمواج: "نحن بحاجة لذلك، فلهذا النشاط أثر علاجي كبير".
وانخرط السرجنت سيسكو في صفوف الجيش عام 2008، وانفجر به لغم في أفغانستان عام 2014، وبُترت قدماه عند مستوى الركبة إلا أن بسمة عريضة ترتسم على محيا الرجل الشاب بعدما ركب الأمواج على عشرات الأمتار من دون أي مساعدة.
وقد لبى نحو 25 من قدامى الجيش الأمريكي مثله يعانون من إعاقات حرب أو أعراض ما بعد الصدمة نداء الجمعية التي ينظم المتطوعون فيها طوال الأسبوع الحالي هذا التدريب المجاني بالكامل.
و"عملية ركوب الأمواج" هي بالنسبة للبعض أول خروج لهم منذ دخولهم المستشفى وتشكل خطوة عملاقة نحو التعافي.
وأوضح داني نيكولز، راكب الأمواج المحترف السابق والمدرب في الجمعية: "الكثير من العسكريين يدربون على عدم الاستسلام، لكن أول شيء يقال لهم هنا: استرخوا واستسلموا لعناصر الطبيعة ثقوا بمدربكم ونحن هنا لمساعدتكم".
الهروب من حياتي
بدأ اليوم الأول مع تدريب على الشاطئ وجلسات تمارين الإطالة وتلقين المشاركين قواعد السلامة وكيفية الوقوف لمواجهة الموج وتوجيه اللوح.
ثم نزل الجميع إلى الماء وقد حمل بعضهم مبتوري الأعضاء على ظهورهم أو على كراسي نقالة مجهزة بدواليب كبيرة.
وكل فرد أكان فقد رجلاً أو رجلين أو لم يفقد أياً من أعضائه، يرافقه مدرب شخصي ومتطوع آخر يسهر على سلامته.
وتُستخدم الدراجات المائية التابعة للمنقذين البحريين المحليين لجر المتدربين إلى ما وراء الأمواج العالية إلا أن جميهم يركبون الموج بعد ذلك بمفردهم.
وأوضح داني نيكولز: "الأمر الرائع هو أن بإمكاننا أن نركب الموج وقوفا أو جلوسا وحتى ونحن ممدون، فما من طريقة صحيحة أو غير صحيحة لممارسة هذا النشاط".
يحتاج إريك إيليس وهو شاب طويل القامة متين البنية فقد رجله إثر إصابة، إلى أن ينسى عكازيه.
وقال وهو يقفز على رجل واحدة باتجاه المحيط وهو سعيد: "أنا هنا لأهرب من حياتي هذا فعلا ما أشعر به، أفرغ ذهني لأرتاح، وهذا النشاط يفعل ذلك".
وقد تمكن نحو 500 عسكري من قدامى وحاليين من استعادة بعض السلام والهدوء بفضل هذه التدريبات على ركوب الأمواج منذ إطلاقها عام 2009.
وقد اعتمدت البحرية الأمريكية كذلك برامج تتضمن "علاجاً بركوب الأمواج" يستفيد منها بعض الجنود الجرحى أو الذين يعانون من أعراض ما بعد الصدمة والاكتئاب، وهم يمارسون هذه الرياضة من 3 إلى 4 ساعات يوميا على مدى 6 أسابيع.
وقد أطلقت أيضا دراسة كلفتها مليون دولار لتقييم منافع هذا النشاط.
وأفادت الطبيبة كريستن والتر، عالمة النفس في مركز الأبحاث حول الصحة في البحرية في سان دييجو بجنوب كاليفورنيا، بأن دراسة سابقة أشارت إلى أن العلاج بركوب الأمواج له منافع فورية على الصحة العقلية، وقد يكون مكملاً للعلاجات الكلاسيكية.