في ذكرى تحرير عدن.. تقارير مشبوهة ضد التحالف لخدمة الإرهاب
في الوقت الذي كان فيه اليمنيون يحتفلون بالذكرى الثانية لتحرير عدن، كانت أطراف مشبوهة تسعى لتشويه الانتصار
في الوقت الذي كان فيه اليمنيون يحتفلون بالذكرى الثانية لتحرير مدينة عدن من مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، والذي لم يكن ليحدث لولا تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، كانت أطراف مشبوهة تسعى جاهدة لتشويه الانتصار الكبير بالتشويش على إنجازات التحالف بهدف خدمة الإرهابيين.
أرادت تلك الأطراف، وفقا لمراقبين، استغلال الذكرى الثانية للنصر، والتي صادفت الـ27 من رمضان، من أجل إحداث عملية إرباك لعمليات التحالف العربي من خلال بث تقارير مغلوطة ومسيسة ومجافية للواقع، لا هدف لها سوى خدمة الإرهابيين من تنظيم القاعدة ومليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.
ولجأت تلك التقارير إلى تشوية سمعة التحالف العربي بالحديث عن سجون سرية تديرها دول التحالف، متناسية أن الحكومة الشرعية، ورئيسها أحمد عبيد بن دغر، تتواجد في العاصمة المؤقتة عدن، وتقوم بالإشراف على تسيير الأوضاع في كل المدن المحررة، وذلك منذ قام التحالف بتهيئة الأجواء أمامها وتذليل كل الصعاب، حتى تتمكن من العودة لممارسها مهامها من داخل الوطن.
وقوبلت مزاعم وجود سجون سرية تشرف عليها الإمارات بسخرية في أوساط الشارع اليمني، والذين أكدوا أنه لولا دعم دول التحالف العربي، وعلى رأسها الإمارات، لكانت مدينة عدن تعيش في مستنقع الإرهاب حتى اللحظة، مؤكدين أن الإمارات تمتلك "بصمات إنسانية وتنموية لا تحصى " في المدن المحرره وليس سجون سرية.
عودة الأمن على يد التحالف
وذكر المحلل السياسي عبدالرحمن أنيس، لـ"بوابة العين الإخبارية"، أن من عاش فترة ما بعد تحرير عدن مباشرة في العام 2015 سيدرك جيدا الفارق الكبير في الجانب الأمني في عدن بين الأمس واليوم، وذلك بدعم دول التحالف وفي مقدمتها الإمارات.
وقال أنيس وهو من أبناء مدينة عدن: "كان هناك انفلاتا أمنيا بلغ ذروته باغتيال محافظ عدن الأسبق اللواء جعفر سعد في ديسمبر 2015 ، وانتشر الرعب بين سكان عدن بعد عمليات الاغتيال التي كانت تنفذ في عدن في وضح النهار ويرتكبها ملثمون يقودون دراجات نارية".
وأضاف "اليوم وبتعاون ودعم كبير من دول التحالف وفي مقدمتها الإمارات العربية المتحدة، بسط الأمن سلطانه على كل مديريات محافظة عدن وتراجعت عمليات الاغتيال بشكل ملحوظ، وصار بإمكان الجميع أن يمارس حياته بشكل طبيعي في مناطق كانت تصنف بأنها مناطق خطرة".
وأشار الخبير اليمني إلى أن "من يتباكون على عمليات المداهمة والاعتقال التي تتم لعناصر مشتبه بها، يتناسون أنه لولا الإجراءات الأمنية لكان الإرهاب يواصل حصد ضحاياه في عدن حتى اللحظة".
وتابع "من اللافت للنظر أن التقارير الصادرة عن بعض المنظمات والمسيئة لجهود الإمارات في تأمين المدينة تزامنت مع الذكرى الثانية لتحرير عدن التي كان للإمارات العربية المتحدة دوراً كبيراً فيها وقدمت خيرة شبابها في اليوم الأول لانطلاق العمليات البرية لعملية التحرير التي أطلق عليها حينها "السهم الذهبي" .
مؤامرة الجزيرة
الناطق الرسمي باسم إدارة أمن عدن، عبدالرحمن النقيب، استنكر من جانبه تناولات قناة الجزيرة القطرية المضللة للرأي العام بشأن وجود سجون تعذيب سرية في عدن وحضرموت تديرها دولة الإمارات، واعتبرها بأنها حركة يائسة.
وقال النقيب في بيان، اطلعت عليه "بوابة العين الإخبارية"، إن "المزاعم التي تهدف في المقام الأول الى إقحام دولة الإمارات في انتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان لا تستند الى وقائع أو أدلة وهي محاولة أقل ما يقال عنها بأنها بائسة؛ على اعتبار أن كثيرا من المنظمات الدولية والمحلية قد زارت السجون في عدن واطلعت على مستوى تطبيق المعايير الدولية لحقوق السجناء في كل من سجن المنصورة المركزي وسجن البحث الجنائي".
وأشار المسؤول الأمني اليمني إلى أن "دور الإمارات اقتصر على تقديم الدعم لإدارة أمن عدن بالسيارات والمركبات وإعادة تأهيل مراكز الشرطة وتأثيثها وبما يضمن النهوض بعملها لحفظ الأمن والاستقرار في المدينة التي تعرضت كثيرا من مرافقها العامة والخاصة للتدمير من قبل المليشيات الحوثية العفاشية الغازية".
وذكر النقيب أن "الحملة التي تقودها قناة الجزيرة والرامية إلى تشويه الدور الإماراتي في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل للشعب اليمني، كانت قد بدأتها مواقع وصفحات تتبع تنظيمي القاعدة وداعش وبذات الأسلوب والطريق وبنفس هذه الادعاءات الباطلة وهو ما يثبت التنسيق الكبير بين الجانبين".
ونوّه النقيب بأن دولة الإمارات العربية المتحدة "أدت دورا إيجابيا ومساندا لعديد السجناء الذين تم الإفراج عنهم من قبل الأجهزة الأمنية في كلا من عدن وحضرموت".
رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، كان هو الآخر رد على تلك التقارير المغلوطة بعد يوم من صدورها، وذكر في بيان صحفي، نشرته وكالة سبأ الرسمية، ليل الجمعة، أن دول التحالف وفي مقدمتها السعودية والإمارات "عملت على تحقيق التعافي واطلاق عجلة بدء إعادة الاعمار، ومعالجة الآثار المدمرة لحرب المليشيات".
وأشار بن دغر، إلى أن تحرير عدن "لم يكن حدثاً عادياً بل شكل بداية استعادة الدولة اليمنية المختطفة من خلال الدعم المتواصل للتحالف العربي بقيادة السعودية والأمارات".
وقال"نحن اليوم في الحكومة الشرعية ومن العاصمة المؤقتة عدن وفي الذكرى الثانية لانتصارها، نعمل بكل السبل والوسائل المتاحة وبدعم أخوي سخي من أشقائنا".
وكانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية قد أكدت "رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لما ورد في تقرير نشر مؤخرا بخصوص وجود سجون سرية في جنوب اليمن تدار من قبل القوات الإماراتية".
وقالت الوزارة في بيان لها، إن "ما ورد في التقرير عار تماما عن الصحة، ولا يعدو كونه مزايدات سياسية تسعى من خلالها المليشيات الانقلابية وأطراف متضررة من جهود التحالف العربي الرامية إلى محاربة التنظيمات الإرهابية وتشويه سمعة التحالف الذي تدخل أصلا في اليمن من أجل إنقاذ الشعب اليمني".
وأكدت وزارة الخارجية أن دولة الإمارات وكجزء من التحالف العربي لا تقوم بإدارة أو الإشراف على أي سجون في اليمن، وأن هذا الأمر من اختصاص السلطات الشرعية اليمنية فيما تقوم قوات التحالف بتوفير التدريب اللازم للكوادر اليمنية وفقا لأفضل الممارسات القانونية.