هذه المأساة الإنسانية دفعت الكثير من السويديين من أصول عربية أو القادمين الجدد إلى البلاد للتطوع والمساهمة مع فرق الإنقاذ
النكبة الكبيرة التي تمر بها السويد واليونان جراء إندلاع حرائق كبيرة في مساحات شاسعة من الغابات، دفعت البلاد إلى الاستعانة بدول أوروبية كثيرة، منها إيطاليا والنرويج وفرنسا وبولندا، بعد فقدان السيطرة على الحرائق، وعدم وجود طواقم كافية من فرق الإنقاذ في البلاد.
هذه المأساة الإنسانية دفعت الكثير من السويديين من أصول عربية أو القادمين الجدد إلى البلاد للتطوع والمساهمة مع فرق الإنقاذ، وإغاثة المناطق والعائلات المنكوبة، وهي مبادرة جميلة تستحق الاحترام، لأنها تدل على الشعور بالمسؤولية الوطنية والإنسانية.
إن تنادي مجموعة خيّرة من أبناء الجالية العربية في مالمو من أجل وطنهم الثاني الذي يعيشون فيه، فهذه رسالة عن الصورة الحقيقية والمثالية التي يجب أن تكون عليها الجالية العربية، ويقطع الطريق أمام العنصريين الذين دأبوا على محاربة هذه الجالية، ووصفها بأنها غير منتجة ولم تُقدِم إلى السويد، إلا للأفعال الضارة
وكانت المبادرة التي أطلقتها مجموعة من التجار والناشطين العرب في مدينة مالمو لإغاثة المناطق المنكوبة بالمواد الغذائية والمستلزمات المنزلية، نموذجاً خيراً يستحق الدعم والإشادة، وجاءت في وقتها المناسب.
السويد الوطن الجميل الممتلئ إنسانية، يستحق أن نقدم له الكثير، وأن نقف معه في هذه الأزمة الإنسانية التي يمكن أن يمر بها أي شعب.
إن تنادي مجموعة خيّرة من أبناء الجالية العربية في مالمو من أجل وطنهم الثاني الذي يعيشون فيه، فهذه رسالة عن الصورة الحقيقية والمثالية التي يجب أن تكون عليها الجالية العربية، ويقطع الطريق أمام العنصريين الذي دأبوا على محاربة هذه الجالية، ووصفها بأنها غير منتجة ولم تُقدِم إلى السويد إلا للأفعال الضارة.
علينا أن ندعم هذه المبادرات ونطوّرها ونشارك فيها من أجل مستقبلنا ومستقبل أبنائنا في هذا البلد الذي لم تميز قوانينه بين سويدي أصل وسويدي من أصول أجنبية، رغم محاولات بعض الأحزاب والقوى المتطرفة الإساءة بشكل مستمر للجالية العربية، وإبراز الفعل الفردي السيئ على أنه الصورة الحقيقية للجالية العربية.
هذه المبادرات تغيّر كثيرا من شكل الصورة النمطية للجالية العربية، ويجب أن تستمر، ليعلم الجميع أننا أبناء وطن واحد، نشعر بألم الآخر ، ونتعاطف معه إنسانياً، لا على طريقة ذاك المتطرف الذي يدعو المسلمين في السويد إلى مقاطعة الانتخابات السويدية ويصفها ببلاد الكفر ، وهو يعيش في خيراتها، ويحمل جنسيتها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة