علاج السرطان ببكتيريا مغناطيسية.. خبيرة سويسرية تكشف التفاصيل لـ"العين الإخبارية"
في محاولة للتغلب على الآثار الجانبية لأدوية السرطان، يسعى العلماء دائما لاستكشاف طرق لنقل المواد الفعالة إلى الورم بأكبر قدر من الدقة.
وكانت إحدى هذه الطرق هي روبوتات دقيقة محملة بالمادة الدوائية يكون شكلها ودفعها مستوحى من البكتيريا، وهي صغيرة بما يكفي لإدخالها في الأوعية الدموية، ويمكن تشغيلها من خارج الجسم عن طريق مجال مغناطيسي متحرك.
ويخطو فريق بحثي سويسري من المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا بزيورخ، خطوة مختلفة تم الإعلان عنها في دراسة نشرت في 16 أغسطس/ آب الماضي بدورية "المواد الوظيفية المتقدمة"، فبدلاً من الروبوتات الصغيرة المستوحاة من البكتيريا، يسعون لاستخدام بكتيريا مغناطيسية حقيقية تم اكتشافها في البحر قبل 45 عامًا.
وتمتص هذه الكائنات الدقيقة الحديد المذاب في الماء، وتتشكل بلورات أكسيد الحديد في داخلها وتصطف على التوالي، مثل إبرة البوصلة، مع المجال المغناطيسي للأرض، حتى تتمكن من التنقل في الماء بطريقة موجهة.
وتقول سيمون شويرل من مختبر الأنظمة الطبية الحيوية بالمعهد الفيدرالي، رئيس الفريق البحثي، لـ"العين الإخبارية": "درسنا كيفية استخدام المجال المغناطيسي للتحكم في هذه البكتيريا بالمختبر كوسيلة لتوجيه تدفق السوائل بطريقة محكومة، واستخدمنا فقط مجالات مغناطيسية دوارة ضعيفة نسبيًا لتدوير البكتيريا على طول الاتجاهات المرغوبة".
وأضافت: "مع وجود العديد من البكتيريا في سرب، ثبت أنه من الممكن تحريك السائل المحيط بها، حيث تنتج البكتيريا تأثيرًا مشابهًا لتأثير المضخة الصغيرة، مما يعني أنها قادرة على نقل المواد الفعالة الموجودة في السائل في اتجاهات مختلفة، على سبيل المثال من مجرى الدم إلى أنسجة الورم".
وتابعت: "حصلنا مؤخرًا على ترخيص لإجراء التجارب الأولى على الحيوانات في مختبرنا، ونتوقع أن ننتقل قريبا إلى التجارب السريرية، أسوة بفرق بحثية أخرى حول العالم وصلت لهذه المرحلة من التجارب باستخدام البكتيريا الممغنطة".
وعن أسباب التركيز على علاج السرطان تحديدا، تقول: "هناك أهداف أخرى، مثل الأنسجة الليفية الكثيفة، التي يكون انتشار الأدوية بها بشكل محدود، ولكننا نركز على الأورام نظرًا للخصائص الفطرية للورم، حيث تكون أنسجة الورم ناقصه التأكسج، وهذه بيئة مفضلة للبكتريا، بما يجعل الأورام هدفًا مناسبًا تمامًا".