سوريا في 2019.. نهاية داعش وزعيمه
بعد نحو 5 سنوات من سيطرة داعش الإرهابي على مناطق عدة بسوريا جاء عام 2019 حاسما في الحرب على التنظيم
بعد نحو 5 سنوات من سيطرة داعش الإرهابي على مناطق عدة بسوريا، جاء عام 2019 حاسما في الحرب على التنظيم الذي خسر آخر معاقله بالبلاد، وكذلك مقتل زعيمه أبوبكر البغدادي بعملية نوعية للجيش الأمريكي.
وفي مارس/آذار الماضي، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية انتهاء العمليات العسكرية ضد آخر جيب لـ"داعش" في قرية الباغوز بريف دير الزور شرقي سوريا.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية من دحر التنظيم وأسر المئات من عناصره في البلد الذي اتخذ سابقا إحدى مدنها عاصمة لدولته المزعومة.
بداية ونهاية
وظهر التنظيم في عام 2004 بالعراق على يد أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في غارة جوية أمريكية في 2006.
واستغل عناصر التنظيم ما عرف بـ"الربيع العربي" والفوضى التي شملت العديد من الدول العربية ليظهر التنظيم عام 2014، عندما سيطر على مدينتي الموصل وتكريت (شمال) بالعراق، ثم محافظات الرقة (شمال) وإدلب ودير الزور (شرق) بسوريا.
وفي يونيو/حزيران 2014، أعلن التنظيم تأسيس ما ادعى أنها دولته المزعومة وعمل على إزالة الحدود جزئيا بين العراق وسوريا، وأعلن مدينة الرقة السورية عاصمة لها.
وفي ذات الشهر، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل التحالف الدولي ضد داعش ليبدأ شن ضربات جوية على معاقل التنظيم.
وبعد سيطرته على مساحات واسعة في العراق وسوريا، شهد عام 2015 بداية انحسار للتنظيم جراء الضربات المتتالية للتحالف الدولي وكذلك عمليات عسكرية للجيش العراقي، حيث تمكن من إعادة السيطرة على تكريت وسنجار (شمال) والرمادي (غرب).
وفي 2016، استعادت القوات العراقية مدينة الفلوجة (غرب)، أحد أهم معاقل التنظيم تلتها الموصل في 2017، قبل أن يعلن العراق في ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته القضاء على داعش نهائيا.
وشجعت خطوة العراق النظام السوري على شن حرب ضروس على التنظيم تمكن خلالها من السيطرة على محافظة حمص (وسط) في أغسطس/آب 2017، ثم الرقة (شمال) في أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته التي كانت تعد أهم معاقله.
ومع احتدام المعارك، اتجهت عناصر التنظيم إلى دير الزور خاصة مدينتي هجين والباغوز التي مني فيها أيضا بخسارة كبيرة وانتهاء نفوذه على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم أمريكي.
نهاية زعيم التنظيم
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استيقظ العالم على خبر مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي، في عملية نوعية للجيش الأمريكي.
وكشفت الاستخبارات الأمريكية أن خطة استهداف البغدادي كانت الأولوية بها تتمثل في تفادي وقوع ضحايا مدنيين، وتم استخدام طائرات بدون طيار لتحديد موقع زعيم تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضحت أنه تمت مطالبة مَن في المجمع السكني المستهدف بالاستسلام، إلا أن البغدادي لجأ إلى نفق برفقة 3 أطفال.
وأشارت إلى أن المجمع السكني للبغدادي كان يضم أطفالا، وعملية الاستهداف أسفرت عن مقتل 6 من عناصر داعش، كاشفا دفن رفات زعيم داعش الإرهابي في البحر خلال 24 ساعة من مقتله.
وأقر التنظيم بمقتل زعيمه، وأعلن اختيار أبوإبراهيم الهاشمي القرشي لقيادته.
خلايا نائمة
ومع سقوط آخر معاقل التنظيم في بلدة الباغوز ومقتل زعيمه توقع البعض أفول التنظيم الأكثر خطورة إلا أن مسؤولين غربيين وخبراء في شؤون الجماعات المتطرفة حذروا من أن الهزيمة لا تعني انتهاء خطره والمعركة ضد التنظيم ستستمر.
وحذر خبراء من الخلايا النائمة للتنظيم في سوريا والعراق التي ستحاول عبر ما يسمى بعمليات "الذئاب المنفردة" من إثبات التواجد وسط مطالبات للتحالف الدولي بضرورة مواصلة عملياته في ظل تزايد العمليات الإرهابية للتنظيم بين الحين والآخر سواء بالدول العربية أو الغربية.
وبحسب مراقبين فإن هناك آلاف الإرهابيين الأجانب لا يمثلون أزمة لدولهم فقط، ولكنهم يمثلون أزمة أيضا في المنطقة، فإذا كانت أعداد الأوروبيين تقدر بما بين 4 و6 آلاف، فإن هناك الآلاف، حسب بعض تقديرات مركز الإرهاب في الأمم المتحدة، من دول عربية وإسلامية، بعضهم هرب وتسرب إلى زحام المدنيين وسط تخوفات من انتقالهم إلى مناطق أخرى كليبيا أو يختفون مؤقتا في العراق أو سوريا.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg جزيرة ام اند امز