سوريا في 2019.. غزو تركي يعيد الحياة لداعش
العدوان التركي على سوريا بدا واضحا أنه محاولة مستميتة لإعادة الحياة لتنظيم داعش وقطع الطريق على أي محاولة لاستعادة دمشق سيطرتها.
قبل أن يغلق عام 2019 صفحة "داعش" في سوريا، أعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدوانه على الشمال السوري للتنظيم الإرهابي رئة للتنفس منها على أمل البقاء.
بالعودة لـ6 سنوات سابقة، وتحديداً في 8 أبريل/نيسان 2013، أعلن التنظيم الإرهابي ما يُسمى بـ"دولة الخلافة في العراق وسوريا"، مختصراً إياها بالحروف الأولى (داعش).
ثم في الـ29 من يونيو/حزيران 2014، أعلن التنظيم نيته إقامة "خلافة عالمية"، ومبايعة أبي بكر البغدادي خليفة له، وسط اتهامات لتركيا بتسهيل دخول المتطرفين الراغبين في الدخول إلى سوريا عبر المناطق الحدودية.
نهاية داعش والبغدادي
بعد 5 سنوات، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق بشكل نهائي، متعهداً بأن تبقى الولايات المتحدة "يقظة" حيال التنظيم الإرهابي.
وبحلول الـ27 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كشف ترامب عن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، مؤكداً أن العملية استغرقت ساعتين، وشاركت فيها نحو 8 مروحيات، وأن القوات الأمريكية أجرت تحليل الحمض النووي له بعد مقتله مباشرة.
وفي تفاصيل أكثر عن العملية، تحدث ترامب عن أن الجيش الأمريكي لم يفقد أياً من قواته خلال عملية استهداف البغدادي، بينما قُتل العديد من مرافقي زعيم "داعش".
ترامب لفت أيضاً إلى أن القوات الأمريكية لاحقت البغدادي حتى وصل إلى نهاية نفق مسدود ثم فجّر نفسه مع 3 من أطفاله في إدلب السورية.
عودة التنظيم
بانحصار دور الدواعش، بدا واضحاً أن عملية واسعة لتلقيم أظافر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوريا تسير بوتيرة سريعة، ما دفع أنقرة للقدوم على خطوة غير محسوبة العواقب الهدف الظاهري منها مواجهة ما أسماه "خطر قوات سوريا الديمقراطية" لكن غير المعلن محاولة واضحة لمنح تنظيم داعش رئة جديدة للتنفس منها.
وشهد يوم التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدء عملية عسكرية تركية بأوامر من أردوغان ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، وهو ما اعتبره مراقبون "عدوانا وانتهاكا" لسيادة البلد الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات.
وتصاعدت التحذيرات من إمكانية فرار أكثر من 10 آلاف داعشي، بينهم 2000 عنصر أجنبي، تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في سجون مؤقتة منفصلة.
وقد تسبب العدوان التركي على الشمال السوري في أزمة إنسانية جديدة بهذا البلد مع نزوح نحو 300 ألف مدني، إلى جانب مئات القتلى والجرحى أغلبهم من المدنيين.
وبعد ما يزيد على أسبوع من العدوان التركي على الأراضي السورية، توصلت واشنطن وأنقرة إلى قرار وقف إطلاق نار مؤقت في شمالي سوريا وإيقاف العملية العسكرية التركية لمدة 120 ساعة لضمان انسحاب آمن لوحدات الشعب الكردية على أن يعقبه اتفاق جديد بالتهدئة.
وقوبل الهجوم التركي بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، كما أوقفت العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية الهجوم الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات المنطقة.
أدلة تورط أردوغان
تقرير نشره موقع نورديك مونيتور الاستقصائي كشف عن أن السلطات التركية كانت على دراية وثيقة بتحركات واتصالات تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، وأنها راقبت اتصالاته بصفة يومية.
ووفقاً للتقرير، المنشور في ديسمبر/كانون الأول الجاري، فإن هيئة الأركان العامة التركية كانت على اطلاع مستمر فيما يتعلق بمكاسب وانتصارات "داعش" على وحدات حماية الشعب الكردية، على وجه الخصوص.
ويشير عدد من الملخصات اليومية للمخابرات، التي أرسلتها هيئة الأركان العامة إلى قوات الأمن، إلى التطورات المهمة التي يقوم بها "داعش" في دول الجوار التركي من خلال اعتراض إشارات المخابرات لوسائل التواصل بين مسلحي التنظيم الإرهابي.
ويتضمن موجز، بتاريخ 28 يوليو/تموز 2016، محادثات لمسلحي "داعش" سجلتها المخابرات التركية يوم 27 يوليو/تموز، تحدثوا فيها عن التفجير الانتحاري في القامشلي والذي قتل فيه أكثر من 100 من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، ومن ضمنهم شخصيات بارزة.
وفي 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، حملت المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة المليشيات المسلحة المدعومة من تركيا المسؤولية عن التفجير الإرهابي الذي استهدف المدنيين والأطفال بإحدى مدارس حلب السورية، وأسفر عن مقتل 12 مدنيا من بينهم أطفال.
وكشف المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة روبرت كولفيل مسؤولية المليشيات المسلحة التابعة لتركيا عن التفجير الإرهابي الذي وقع بالقرب من إحدى مدارس مدينة تل رفعت، في 2 ديسمبر الجاري، ما أسفر عن مقتل 12 مدنيا على الأقل، من بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 - 15 سنة.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi4xMjQg جزيرة ام اند امز