مراكز في سوريا لإعادة تأهيل الأطفال بالرسم
الأطفال كانوا في البداية خائفين جدا من الوجود داخل أي مبنى أو حتى على الطرقات، فهم ببساطة لا يشعرون بالأمان ويخشون دائما القصف.
منذ عقود يعرف المعالجون أن الرسم من بين الطرق الرئيسية لعلاج مجتمعات الأطفال التي تعرضت إلى صدمات نفسية باختلاف أسبابها.
وفي مركز رعاية أطفال مدعوم من الحكومة الأمريكية في الرقة بسوريا، توجد العديد من اللوحات المعلقة على الحوائط رسمها أطفال سوريون تحاكي من وجهة نظرهم البريئة الهجمات والأهوال التي تعرض لها أقاربهم ومنازلهم أثناء الحرب، من ذبح وحرق وتفجير وطائرات وجثث وقنابل، وكأنها "صرخة جماعية".
ووفقا للإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر"، أنشئ هذا المركز، بالإضافة إلى 10 مراكز أخرى، تقوم بنفس الدور، لتخفيف أهوال الحرب على الأطفال وإعادة تأهيلهم إلى الحياة العادية.
وأضافت أنه يوجد بهذا المركز نحو 500 طفل، بعضهم أيتام، لكن يمكنه استيعاب مئات أكثر من الأطفال.
وقالت ديني هولدر، مسؤولة بوزارة الخارجية الأمريكية تساعد في الإشراف على مراكز رعاية الأطفال في شمال شرق سوريا وهي المنطقة التي تسيطر عليها القوات الأمريكية وحلفاؤها من العرب والأكراد: "نعلمهم كل شيء بداية من الفن إلى الموسيقى إلى الرياضة. اكتشفنا أن هؤلاء الأطفال مصابون بصدمات شديدة، لا يمكنهم حتى التعرف على الأرقام أو الحروف. لذلك كان علينا العمل على هذه المشكلة قبل بدء تعليمهم مرة أخرى".
وقالت إحدى المعلمات السوريات، لم تذكر الإذاعة اسمها لأسباب أمنية، إن الأطفال كانوا في البداية خائفين جدا من الوجود داخل أي مبنى أو حتى على الطرقات، فهم ببساطة لا يشعرون بالأمان ويخشون دائما القصف والتدمير بسبب ما شهدوه على مدار سنوات الحرب.
وتابعت المعلمة: "في البداية كانوا يحملون ذكريات الحرب والأشخاص المقربين الذين فقدوهم، بعضهم فقد آباءهم وبعضهم فقد آباءهم وأمهاتهم. كان بعضهم يعاني من عزلة اجتماعية ولا يريدون التحدث مع أي شخص. لكن بعد ذلك، تعافوا وتأقلموا مع المكان الجديد والأصدقاء الجدد".
ومن بين القصص المؤثرة للأطفال بالمركز، فقدان طفل، 12 عاما، شقيقته وابنة شقيقته في هجوم من قبل تنظيم داعش الإرهابي استهدف منزله، وطفل آخر فقد ساقيه ويستخدم كرسيا متحركا، وثالث فقد يده اليسرى بينما كان يلعب مع صديقيه بقنبلة انفجرت فيهم وراح ضحيتها الصديقان.
وأضافت ديني هولدر أن المدارس من هذا النوع جزء من برنامج يكلف نحو 13 مليون دولار، لكن الأموال الأمريكية ستنفد خلال الأشهر الأربعة المقبلة، ولا يتضح ما إذا كان سيتم إرسال مزيد من الأموال أم لا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قطع 200 مليون دولار من المعونة الأمريكية إلى منطقة شمال شرق سوريا منذ شهور قليلة، قائلا إنه يرغب في أن تشارك دول أخرى. لكن مسؤولين من وزارة الخارجية الأمريكية طلبوا استعادة، على الأقل، جزء من المعونة، لأنهم يريدون 70 مليون دولار لمشروعات مهمة. في النهاية، حصلوا على أقل من 7 ملايين دولار لدعم الخوذ البيضاء وقوة الدفاع المدني السورية التي تساعد المدنيين.
وأوضحت هولدر أنه يوجد أمل في الدول الأخرى والتبرعات الشخصية الذين ربما تسهم مساعداتهم في استمرار مثل هذه البرامج والمشروعات.