الكاستيلو.. "شريان حياة" حلب الذي صار "حبل إعدامها"
20 شاحنة للأمم المتحدة، محملة بالأغذية ومواد الإغاثة، تنتظر في منطقة عازلة على الحدود بين تركيا وسوريا
رغم هدنة الأضحى التي تم التوصل إليها بين الجانبين الأمريكي والروسي، ورغم اشتمال هذه الهدنة على شرط إدخال المساعدات لمدينة حلب المحاصرة، لم تزَل 20 شاحنة للأمم المتحدة، محملة بالأغذية ومواد الإغاثة، متوقفة في منطقة عازلة على الحدود بين تركيا وسوريا، تنتظر انسحاب الجيش السوري من طريق الكاستيلو، تمهيدًا لنقل المساعدات إلى شرق حلب.
طريق الكاستيلو الذي يعد المدخل الرئيسي والوحيد أمام المساعدات لشرق حلب المحاصر، يقع جزء منه تحت سيطرة الجيش الجيش النظامي السوري منذ أسابيع، وتضع فيه روسيا مركزًا لمراقبة للهدنة، كما تبسط قوات المعارضة سيطرتها على جزء آخر منه، ذلك المؤدي إلى المنطقة الشرقية للمدينة.
وفي ظل تمسك كل طرف من الجانبين، المعارضة والنظام، بانسحاب الطرف الآخر من الطريق لإخلائه أمام المساعدات، تحول طريق الكاستيلو من شريان حياة حلب إلى حبل لإعدامها.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بيتر كوك أكد، الخميس، أنه لا توجد "معلومات مخابرات أو حقائق" لديه تشير إلى أن الجيش السوري بدأ الانسحاب من طريق الكاستيلو، وهي خطوة ضرورية كي يتسنى توصيل الإمدادات الإنسانية إلى شرق حلب.
وجاءت تصريحات في مؤتمر صحفي للرد على ما قاله جنرال روسي بأن الجيش السوري بدأ انحسابًا على مراحل لقواته ومركباته من الطريق.
وحث موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، الخميس، الحكومة السورية على السماح بإدخال المساعدات "فورًا" الى المناطق المحاصرة.
وشرح أن القافلة لا يمكنها أن تنطلق طالما لم يتم التحقق من سلامة طريق الكاستيلو التي ستسلكها الشاحنات، مؤكدًا أن الأمم المتحدة تنتظر تأمين هذا الطريق بموجب الاتفاق الأمريكي الروسي.
وبعد وقت قصير على تصريحات مسؤولي الأمم المتحدة، أعلن مسؤول مركز تنسيق العمليات في سوريا الجنرال فلاديمير سافتشنكو "طبقًا لالتزاماتها، بدأت القوات السورية بسحب عتادها العسكري وجنودها تدريجيًّا".
وأضاف أن فصائل المعارضة لم تبدأ في المقابل بسحب مقاتليها.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن الفصائل المعارضة المتمركزة في نقاط عند بداية الطريق ونهايتها لم تنسحب من مواقعها حتى الآن.
وبين تمسك الطرفين، يتساءل أبو إبراهيم (53 عامًا) أحد سكان حي أقيول في شرق حلب، "ما الفائدة من تجديد الهدنة ونحن لا نزال محاصرين؟".
ويضيف:"كنا نموت قصفًا والآن نحن متروكون للموت جوعًا، لا طعام، ولا شراب".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد دعا، في وقت سابق، واشنطن وموسكو إلى المساعدة على إزالة العوائق أمام إيصال المساعدات.
وأوضح دايفيد سوانسون، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مدينة غازي عنتاب التركية، أن "الخطة حاليًّا هي إرسال 20 شاحنة فور حصولنا على الضوء الأخضر، لتلحق بها 20 شاحنة أخرى في اليوم التالي، وهذا يتعلق بالوضع الأمني على الأرض".
وأضاف: "من الممكن القول إنه بالنظر إلى الوضع الحالي على الأرض من المستبعد جدًّا أن تتحرك الشاحنات اليوم".
وفي حي الزبدية في الجزء الشرقي من حلب، قال مصطفى مرجان (30 عامًا): "لا أريد فقط أن يتوقف القصف بتجديد هذه الهدنة، وإنما أريد أن يسمحوا بدخول الخضار والمحروقات".
وأضاف: "كيف سنطبخ ونطعم أطفالنا ولا يوجد أي نوع من الوقود في السوق؟".
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMTM0IA== جزيرة ام اند امز